قالت هيئة الإسعاف الإسرائيلية إن 5 إسرائيليين أصيبوا في حادث دهس، قرب سوق "محانيه يهودا" بالقدس الغربية، الإثنين 24 أبريل/نيسان 2023، بينهم إصابة خطيرة، مشيرة إلى أنه "تم تحييد" سائق السيارة المشتبه فيه "على الفور".
أضافت الهيئة أن من بين الجرحى رجلاً في السبعينيات من عمره، أصيب بجروح وصفت بـ"الخطيرة"، مشيرة إلى أن امرأة في الثلاثينيات من عمرها أصيبت بجروح "متوسطة"، فيما وصفت جراح 3 رجال آخرين تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عاماً، بـ"الطفيفة".
من جانبها، ذكرت الشرطة الإسرائيلية في بيان، أن "تحقيقاً أولياً في الحادث كشف أن سائق السيارة صدم في البداية أحد المشاة بينما كان يعبر الشارع، ثم استمر في دهس مشاة آخرين حتى ارتطام السيارة بأحد الجدران".
وذكرت أنه "تمت تصفية منفذ الهجوم، وهو فلسطيني من سكان بيت صفافا بالقدس الشرقية، برصاص مدني إسرائيلي تصادف وجوده بمكان الحادث".
من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "منفذ الهجوم يدعى حاتم نجمة، وهو متزوج وأب لـ5 أطفال من دون خلفية أمنية، لكن لديه سجل نفسي"، في إشارة إلى أنه كان يعاني مرضاً نفسياً، بحسب زعمها.
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة له بمناسبة بدء الاحتفال بـ"يوم الذكرى": "قبل بضع دقائق جرت محاولة أخرى لقتل مواطنين إسرائيليين في القدس".
و"يوم الذكرى" يحتفل فيه الإسرائيليون بذكرى الجنود الذين قُتلوا في المعارك التي خاضتها إسرائيل، ويوافق هذا العام يوم 25 أبريل/نيسان. فيما تحتفل إسرائيل بذكرى ما يسمى "يوم الاستقلال" ويؤرخ لذكرى تأسيس الدولة على أنقاض الأرض العربية عام 1948، وهو ما يطلق عليه الفلسطينيون "يوم النكبة"، ويوافق وفق التقويم العبري هذا العام يوم 26 أبريل/نيسان.
وأضاف نتنياهو في كلمة متلفزة بالقدس: "تأتي هذه الهجمات اعتقاداً منهم أن بإمكانهم اجتثاثنا من هنا، ولو كان باستطاعتهم لَقتلونا كلنا، لكنهم ليسوا قادرين علينا ونحن قادرون عليهم"، وفق تعبيره.
تجدد اقتحام المسجد الأقصى
يأتي ذلك، بينما جدد مستوطنون إسرائيليون، الإثنين، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى في القدس الشرقية من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد بحماية الشرطة الإسرائيلية، بعد منع استمر 13 يوماً؛ حيث اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى، بحسب شهود عيان لوكالة الأناضول.
كانت الحكومة الإسرائيلية أوقفت اقتحامات المستوطنين للمسجد خلال الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان وأيام عيد الفطر، خشية تصاعد التوتر بالمنطقة.
كما اقتحم أفراد من الشرطة الإسرائيلية، الإثنين، مصلى باب الرحمة في الناحية الشرقية من المسجد؛ حيث قال شهود العيان إن عناصر الشرطة اقتحموا المصلى ومنعوا المصلين من الدخول دون توضيح الأسباب.
وأشار الشهود إلى أن أفراد الشرطة انتشروا في المدخل المؤدي إلى المصلى ومنعوا المصلين وحراس المسجد من الوصول إليه.
وكانت الشرطة الإسرائيلية اقتحمت المصلى، السبت 22 أبريل/نيسان، وقاموا بتخريب شبكة الكهرباء في داخله.
من جانبه، قال مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس في بيان: "قام مجموعة من أفراد شرطة الاحتلال، صباح اليوم، باقتحام مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك".
أضاف المجلس: "وقاموا بخلع وتكسير تمديدات الكهرباء داخل المصلى في انتهاك لحرمة المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف بطريقة تعبر عن حقد دفين من قبل أفراد الشرطة ومسؤوليهم".
وأكد أن "هذه الانتهاكات والتصرفات العدوانية الصارخة التي تقوم بها شرطة الاحتلال بحق المسجد الأقصى المبارك وفي مصلى باب الرحمة على وجه الخصوص لأهداف مبيته لن تتحقق بإذن الله تعالى".
ومضى المجلس يقول: "كما أن مصلى باب الرحمة هو جزء أصيل من المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونماً".
ويقع مصلى باب الرحمة شرق المسجد الأقصى، وظل موقع صراع بين الفلسطينيين والسلطات الإسرائيلية طوال عقود؛ حيث أعيد افتتاحه في فبراير/شباط 2019 فيما عُرف بـ "هبة باب الرحمة" بعد إغلاق استمر قرابة 16 عاماً.
ومنذ إعادة افتتاحه، تضيّق الشرطة الإسرائيلية على المصلين وحراس المسجد فيه. وكانت إسرائيل سمحت أحادياً للمستوطنين باقتحام المسجد في عام 2013 وسط تنديد ورفض دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية.