أفاد موقع Intelligence Online الفرنسي بأن أفراداً من حاشية مارات خزنولين، نائب رئيس الوزراء الروسي للتشييد والتنمية الإقليمية، يحاولون تجنيد الرياضيين، لاسيما الملاكمين من كوريا الشمالية، للمساعدة في مهمة إعادة بناء مناطق بأوكرانيا احتلتها روسيا.
حيث يُعرض على هؤلاء الأفراد الذين ليسوا من طاقم الوزارة؛ عملٌ يتمثل في مرافقة وتسهيل الخدمات اللوجيستية لفرق العمال الكوريين الشماليين الذين سوف يتوجهون للمساعدة في عمليات إعادة البناء.
يأتي استخدام الأيدي العاملة الكورية الشمالية بموجب اتفاقيات إطارية وقعتها روسيا وكوريا الشمالية سراً في العام الماضي، حسبما كشف الموقع نفسه.
بموجب هذه الاتفاقيات، تفاوضت بيونغ يانغ على إشراك مقاوليها، الذين سوف يجلبون بدورهم العملة الأجنبية التي تشتد الحاجة إليها في كوريا الشمالية، مقابل تقديم الدعم السياسي إلى الكرملين.
فيما تغطي الاتفاقيات أيضاً جوانب تبادل العلاقات الأخرى، مثل نقل التكنولوجيا واستئناف المشروعات الصناعية المشتركة.
ولجأ نائب رئيس الوزراء الروسي للتشييد والتنمية الإقليمية، إلى علاقاته الشخصية الخاصة، وليس إلى طاقم عمله الوزاري، من أجل الاقتراب من المرشحين المحتملين في المنافسات والفعاليات الاجتماعية التي يديرها الاتحاد الروسي للملاكمة خلال الأسابيع القليلة الماضية.
إذ يشتهر عالَم الملاكمة الصغير بأنه مُجمع موارد بشرية جذاب، بالنظر إلى أنه ينتج عدداً جيداً من الشباب اللائقين بدنياً الذين تربطهم معاً ثقافة فرعية شائعة.
السياسة تدخل حلبة الملاكمة
الموقع أشار في السياق ذاته، إلى أن اتحاد الملاكمة الروسي، الذي يديره منذ 2017 عمر كريملف (المولود باسم عمر لوتفولوييف)، صار قريباً بصورة غير متوقعة من الكرملين خلال السنوات القليلة الماضية. إذ يُستدعى في كثير من الأحيان لتنفيذ مهمات غير رسمية تخص قضايا محددة حساسة، بل يضطلع بدور قناة اتصال خلفية دبلوماسية سرية، لاسيما في الشرق الأوسط.
بعد شبابه الذي قضاه ملاكماً متدرباً في تسعينيات القرن الماضي، ولج كريملف إلى مجال التشييد والأمن الخاص وسيارات الأجرة في العقد الأول من القرن الحالي، قبل أن يعود إلى عالم الملاكمة بوصفه وكيلاً ومتعهداً في العقد الثاني من القرن نفسه.
خلال ذلك الوقت، تردد على نادي "نايت وولفز" للدراجات النارية، مما أتاح له تكوين صداقة حميمة مع أليكسي روبيجنوي. وفي 2016، عُيِّن روبيجنوي نائب مدير خدمة الحراسة الاتحادية الروسية (FSO)، المسؤولة عن أمن المؤسسات الحكومية، ورئيس قسمها الأعلى حساسية، جهاز الأمن الرئاسي (SBP). وفي الوقت الحالي، يشغل روبيجنوي، الذي تحيط السرية السنوات الأولى من مسيرته المهنية، منصب عضو في المجلس الإشرافي لاتحاد الملاكمة الروسي.
علاقات طويلة الأمد
من جانبه لجأ خزنولين، الذي خضع مؤخراً لعقوبات أمريكية، إلى حليف من الوزن الثقيل، بخلاف شؤونه الخاصة، التي تمتد عبر سلسلة شاسعة من الشركات الخاصة، يسيطر كريملف، عبر شركائه، على هيئة تنظيم القمار الوحيدة في روسيا ERAI، التي أنشأتها الحكومة في يونيو/حزيران 2021.
فيما كان كريملف كذلك هو من أعلن تأسيس صندوق ملاكمة عالمي غامض مقره سويسرا في 2019.
كذلك لا يزال الملاكم السابق رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة (الذي عُرف سابقاً بالرابطة الدولية للملاكمة الهواة أو AIBA)، برغم الصراعات الشديدة على السلطة داخل المنظمة على خلفية الحرب في أوكرانيا والتوترات مع اللجنة الأولمبية الدولية.