أعلنت مصر، في بيان للخارجية، مساء الأحد 23 أبريل/نيسان 2023 "بدء إجراءات إجلاء المواطنين من المناطق الآمنة بالسودان". وذلك وسط تواصل الاشتباكات السودانية بين قوات الجيش وعناصر "الدعم السريع". وأفادت الخارجية، في البيان ذاته، بأنها "بدأت إجراءات الإجلاء بالتنسيق مع السلطات السودانية"، دون تحديد عدد الأشخاص الذين تقوم بإجلائهم.
أضافت: "تستمر قنصليتنا في الخرطوم وبورتسودان والمكتب القنصلي في وادي حلفا في التنسيق مع المصريين الجاري إجلاؤهم".
كانت الخارجية المصرية، دعت في بيان سابق الأحد "مواطنيها الموجودين خارج مدينة الخرطوم للتوجه إلى أقرب نقطة من بين مقر قنصليتها بمدينة بورتسودان ومكتبها القنصلي بمدينة وادي حلفا"، تمهيداً لإجلائهم بواسطة السلطات المصرية".
تنبيهات للمصريين في السودان بالابتعاد عن الاشتباكات
كما دعت الوزارة "المصريين الموجودين بمدينة الخرطوم (التي تشهد معظم الاشتباكات) للبقاء في منازلهم لحين تحسن الأوضاع الأمنية بالعاصمة، وبما يسمح بإجلائهم في إطار خطة الإجلاء الموضوعة لجميع المصريين في السودان".
كذلك وفي وقت سابق الأحد، كشف السفير أحمد أبو زيد متحدث الخارجية المصرية، في بيان أن عدد أفراد جالية بلاده بالسودان تتجاوز "الـ10 اَلاف مواطن". وأكد "إصابة أحد أعضاء السفارة المصرية بطلق ناري بالفعل"، دون تفاصيل بشأن حالته أو الجهة التي استهدفته.
أوضح أن هذا الاعتداء "يؤكد مرة أخرى ضرورة توخي أقصى درجات الحذر حفاظاً على سلامة مواطنينا وأعضاء بعثاتنا في السودان".
في حين وفي يوم السبت، بدأت عمليات إجلاء رعايا عدد من الدول العربية والأجنبية، وأعلنت الخارجية السعودية في بيان، تنفيذها "عملية إجلاء من السودان شملت 91 سعودياً، و66 أجنبياً من 12 دولة، بينهم دبلوماسيون ومسؤولون دوليون".
تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم
يأتي ذلك وسط تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم، رغم هدنة إنسانية معلنة بين الطرفين لمدة 3 أيام بمناسبة عيد الفطر.
في سياق متصل، أعلنت تونس، الأحد، أنها ستبدأ يوم الإثنين، عملية إجلاء رعاياها من السودان، وذلك نظراً لتواصل الاشتباكات المسلحة في الخرطوم. جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية نشرته عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك.
قال البيان: "بالتنسيق والتعاون مع سفارة تونس بالعاصمة الخرطوم قامت باتخاذ الإجراءات اللازمة والعاجلة للتحضير لعملية إجلاء الجالية التونسية انطلاقاً من يوم غد الإثنين". وأردف: "تم الاتصال بكافة أفراد الجالية وضبط قائمة بأسماء الراغبين بالإجلاء وإعلامهم بالمكان والساعة المحددتين لتأمين نقلهم".
لفت البيان إلى أن "السفارة التونسية (في الخرطوم) نشرت على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كل التفاصيل الخاصة بعملية الإجلاء، داعية رعاياها إلى توخي أقصى درجات الحيطة".
تونس تطالب رعاياها بالحذر
في سياق متصل، فقد سبق أن قال سفير تونس في السودان شفيق حجي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن أفراد الجالية التونسية في السودان يبلغ عددهم 120 شخصاً أغلبهم من الإطارات العليا بالمنظمات الإقليمية والدولية.
دعا سفير تونس رعايا بلاده إلى "الحذر والحيطة"، مؤكداً أن "الأوضاع المعيشية صعبة جداً هناك، لأن أغلب المناطق بالعاصمة السودانية الخرطوم تشهد انقطاعاً للتيار الكهربائي والماء والإنترنت، إلى جانب تعطل المرافق وغلق المحلات بسبب تواصل الاشتباكات".
الجيش السوداني يتهم قوات الدعم باستهداف الدبلوماسيين
في حين اتهم الجيش السوداني، الأحد، قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية بارتكاب عدة "اعتداءات" على بعثات دبلوماسية أجنبية أثناء القيام بعمليات إجلاء من العاصمة الخرطوم. وذكر الجيش في بيان، أن "الدعم السريع" قامت "بالاعتداء اليوم (الأحد) على موكب إجلاء أفراد السفارة القطرية المتجه إلى بورتسودان (شرق) وقامت بنهب أموالهم وجميع حقائبهم وهواتفهم النقالة".
أضاف: "تمت سرقة السيارة الدبلوماسية الخاصة بالسفير الماليزي أثناء تسوقه بعد إنزاله من عربته وهروبهم بها والاعتداء على موكب السفارة الفرنسية بإطلاق النار، مما أدى إلى عودتهم وتعطيل عملية الإخلاء".
تحدث البيان عن "إصابة أحد الفرنسيين بعيار ناري من قناص، إضافة إلى مهاجمة مقر البعثة في بري (وسط الخرطوم)". ولم يصدر على الفور تعليق من البعثات الأجنبية المذكورة على ما أورده الجيش السوداني.
من جانبها، أعلنت قوات "الدعم السريع"، الأحد، "إصابة أحد الرعايا الفرنسيين ونجاة آخرين أثناء عملية إجلاء طاقم البعثة الفرنسية من العاصمة الخرطوم". وذكرت القوات في بيان: "تعرضت قوات الدعم السريع صباح اليوم (الأحد) إلى هجوم بالطيران أثناء إجلاء رعايا فرنسيين من سفارة بلادهم (بالخرطوم) مروراً ببحري (شمال شرقي الخرطوم) إلى أم درمان (غربي الخرطوم)، مما عرّض حياة الرعايا الفرنسيين للخطر بإصابة أحدهم ونجاة بقية الرعايا".
أضاف: "أثناء تحرك الموكب تحت حماية قواتنا تعرض إلى هجوم غادر بالطيران من قوات الانقلاب (تقصد الجيش السوداني) فيما تصدت قوات الدعم السريع للهجوم وأسقطت الطائرة". ولم يصدر على الفور تعليق من الجيش السوداني أو البعثة الفرنسية على ما أوردته "الدعم السريع".