قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، الجمعة 21 أبريل/نيسان 2023، إن الجيش يعد خيارات لإخلاء السفارة الأمريكية في السودان، في الوقت الذي لا تزال فيه إدارة الرئيس جو بايدن تدرس ما إذا كانت ستجلي الموظفين من العاصمة السودانية، التي تشهد مواجهات بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع".
أوستن أضاف في مؤتمر صحفي في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا: "نشرنا بعض القوات في مسرح العمليات، لضمان توفير أكبر عدد ممكن من الخيارات إذا طُلب منا التحرك. ولم تتم مطالبتنا بفعل أي شيء بعد (…) لم يُتخذ قرار بشأن أي شيء".
يأتي هذا بعدما بدأت قوات الجيش وقوات "الدعم السريع" صراعاً عنيفاً على السلطة، الأسبوع الماضي، ولقي المئات حتفهم حتى الآن، وبات السودان الذي يعتمد على المساعدات الغذائية على شفا كارثة إنسانية، حسبما قالت الأمم المتحدة.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الجمعة 21 أبريل/نيسان 2023، إن الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، بحث في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان سلامة الأمريكيين.
بيان صادر عن مكتب الجنرال ميلي قال إن الزعيمين "ناقشا سلامة الأمريكيين وتطورات الوضع في السودان".
بدورهما، قال مسؤولان أمريكيان إن من المتوقع صدور قرار قريباً بشأن إخلاء محتمل للسفارة، ولكن لم يتضح إن كان سيصدر إعلان عام بهذا الصدد، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
من جهته، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إن الرئيس بايدن وافق على خطة هذا الأسبوع لنقل القوات الأمريكية إلى مكان قريب، في حالة الحاجة إليها للمساعدة في إجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين.
كيربي أضاف في تصريح للصحفيين "نحن ببساطة نضع مسبقاً بعض القدرات الإضافية في مكان قريب في حالة الحاجة إليها".
مع اشتعال حدة القتال في مطار الخرطوم وحالة عدم الأمان في الأجواء السودانية، لم تتمكن الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا وإسبانيا من إجلاء موظفي السفارات.
في هذا الصدد، قال دبلوماسي غربي إن "الموقف المتعلق بالإجلاء من السودان من أصعب المواقف التي مروا بها، إذ يركز الأمريكيون على الأرجح على وقف إطلاق النار واستخدام ذلك لإجلاء الأفراد".
أضاف الدبلوماسي أنه "في هذه الحالة (الوضع في السودان) تبدأ الحرب الأهلية في العاصمة، ويدور القتال تحديداً في الأماكن التي توجد بها السفارات والمطار. إنه أمر صعب بشكل غير عادي".
وقال كاميرون هدسون، الخبير الأمريكي في السياسة الإفريقية، بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، والمدير السابق للشؤون الإفريقية في مجلس الأمن القومي، إن مستوى العنف في الخرطوم يجعل الإجلاء غير متوقع.
لفت هدسون إلى أن التحدي الرئيسي هو أن "هناك حرباً تدور في جميع أنحاء المدينة، والمطار الدولي في وسط المدينة لا يعمل حالياً، لذا فإن التحدي هو نقل الناس إلى مكان آمن لإجلائهم".
كذلك أكدت واشنطن أن المواطنين الأمريكيين العاديين في السودان يجب ألا يتوقعوا إجلاء منسقاً من جانب الحكومة الأمريكية من السودان، وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، إن الولايات المتحدة على اتصال بمئات المواطنين الأمريكيين الموجودين في السودان.
كانت وزارة الخارجية الأمريكية، قد أكدت في وقت سابق، الجمعة 21 أبريل/نيسان 2023، وفاة مواطن أمريكي في البلاد.
آلاف الموظفين الأممين بالسودان
في سياق متصل، تبحث دول أخرى والأمم المتحدة سبل إجلاء المواطنين والموظفين من السودان، وقال القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في السودان، عبده ديانج، يوم الخميس الفائت، إن الأمم المتحدة تحاول إجلاء الموظفين من مناطق "خطيرة للغاية" في السودان، ونقلهم إلى أماكن أكثر أماناً.
يوجد لدى الأمم المتحدة نحو 4 آلاف موظف في السودان، منهم 800 موظف دولي، ونقلت وكالة رويترز عن مصدر بالأمم المتحدة قوله إن هناك ستة آلاف آخرين من أفراد أسر موظفي الأمم المتحدة، وأفراد مرتبطين بهم في السودان.
كانت سويسرا قد أعلنت الجمعة أنها تدرس سبل إجلاء مواطنيها من السودان، فيما أشارت السويد إلى أنها ستجلي موظفي السفارة والأسر في أقرب وقت ممكن.
كذلك وضعت إسبانيا طائرات عسكرية في حالة تأهب لإجلاء نحو 60 مواطناً إسبانياً وآخرين من الخرطوم، وأرسلت كوريا الجنوبية طائرة عسكرية إلى قاعدة عسكرية أمريكية في جيبوتي لإجلاء رعاياها عندما يتأتى ذلك.