نقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين، الإثنين 17 أبريل/نيسان 2023، أن القاهرة وأبوظبي تعملان على اقتراح وقف إطلاق النار في السودان، لكن الاقتراح "لم يسفر عن نتائج بعد"، وسط استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية لليوم الثالث على التوالي.
يأتي ذلك، بينما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في وقت متأخر، الإثنين، أن موقف مصر هو عدم التدخل في شؤون الجارة السودان، مؤكداً أن بلاده على اتصال مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ومستعدة للوساطة من أجل وقف لإطلاق النار في السودان.
في حين أوضح السيسي خلال كلمة بعد ترؤسه اجتماعاً للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وبثها التلفزيون المصري، أن القوات المصرية المحتجزة بالسودان "كانت في مهمة تدريب وليس لدعم أي طرف"، معرباً عن أمله في استعادة تلك القوات "في أسرع وقت".
على صعيد متصل، كانت الخارجية المصرية أعلنت في بيان، الإثنين، أنها أبلغت "الطرفين السودانيين" في الأزمة الحالية، ضرورة وقف إطلاق النار، وأنها تنسق مع السعودية جهود إنهاء الأزمة.
بيان وزارة الخارجية جاء عقب اتصال هاتفي بين وزير خارجية مصر سامح شكري، ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في ظل استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية لليوم الثالث على التوالي.
يأتي ذلك بينما تتصاعد وتيرة الاشتباكات المسلحة التي بدأت صباح السبت 15 أبريل/نيسان، بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" التي يقودها حليفه السابق الذي بات ألدَّ أعدائه، محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وتبادل الجيش وقوات "الدعم السريع" اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر، إضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلاً منهما، فيما وصف الجيش "الدعم السريع" بـ"المتمردة".
في حين قال مبعوث الأمم المتحدة لدى السودان فولكر بيرتيس، في تصريحات صحفية، إن أكثر من 180 شخصاً قُتلوا وأصيب 1800 آخرون، إثر الاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين الجيش السوداني و"الدعم السريع".
وفي يومها الثالث على التوالي، اشتدت الاشتباكات المسلحة، يوم الإثنين، بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بعدة مدن، في مقدمتها العاصمة الخرطوم.
وطالبت جهات عربية وإقليمية ودولية بوقف فوري لإطلاق النار في السودان، فيما دعت واشنطن إلى وقف القتال "دون شروط مسبقة"، الإثنين، معربة عن أسفها لتصاعد العنف بين الأطراف المتصارعة.