أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء 18 أبريل/نيسان 2023، قراراً بالعفو العام عن كل من يضع السلاح من ضباط وجنود قوات الدعم السريع، وذلك وسط استمرار الاشتباكات المسلحة مع قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية لليوم الرابع.
الجيش السوداني قال في بيان إن "رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان أصدر قراراً بالعفو عن كل من يضع السلاح من ضباط وجنود ميليشيا الدعم السريع". وأضاف: "وسيتضمن ذلك استيعابهم في القوات المسلحة اعتباراً من تاريخ التبليغ".
وفي ردها على قرار البرهان قالت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية في بيان لها: "أصدر السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قراراً بالعفو عن كل من يضع السلاح من ضباط وجنود ميليشيا الدعم السريع، وسيتضمن ذلك استيعابهم في القوات المسلحة اعتباراً من تاريخ التبليغ".
وفي وقت سابق، قال الناطق باسم القوات المسلحة السودانية إنه تمت السيطرة على الموقف في البلاد في المرحلة الحالية.
وأضاف في بيان عبر التلفزيون الرسمي أن مناوشات اليوم كانت محدودة جداً، مؤكداً أن قادة الدعم السريع قاموا بتحركات مريبة.
وتابع: "نجحت قوات المرحلة الأولى في امتصاص الصدمة وتأمين الموقف، والظروف مهيأة للانتقال إلى المرحلة التالية بقوات جديدة"، مضيفاً أنه تكاملت لدينا كل المعلومات المطلوبة اللازمة للانطلاق لتطوير الموقف".
وأوضح قائلاً: "مناوشات اليوم كانت محدودة جداً وانحصرت في تأمين محيط منطقة القيادة العامة ومحيط المطار".
وأردف: "استسلم عدد كبير من أفراد الميليشيا المتمردة، وسلموا أنفسهم للمناطق والفرق داخل وخارج العاصمة"، مضيفاً: "نجحت عناصر من القوات الخاصة في السيطرة على معسكر الشهيد حمودة بأم درمان التابع للميليشيا المتمردة".
وأردف: "سيتسع نطاق عمليات التأمين، ما يتطلب من مواطنينا التزام الحيطة والحذر وتقييد التحركات".
حميدتي يهاتف بلينكن
وبالتزامن قال قائد قوات الدعم السريع بالسودان محمد حمدان دقلو "حميدتي"، إنه أجرى محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ناقشا فيها قضايا السودان الملحة.
جاء ذلك في تدوينة نشرها حميدتي فجر الثلاثاء، عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك.
وأضاف حميدتي: "أكدت من جديد التزامنا الراسخ بحماية المدنيين الأبرياء في مناطق سيطرتنا، ما يعكس احترامنا لكرامة الإنسان وقدسية الحياة". وأردف: "ندرك التحديات الماثلة أمامنا، ونقف بحزم ضد التطرف الذي يقوض تقدمنا نحو مجتمع عادل وديمقراطي، ورغم المشاركة المترددة في هذه الحرب، فمن الضروري حماية شعبنا والدفاع عن قيمنا".
فيما أعرب حميدتي عن "شكره لوزير الخارجية الأمريكي وبلاده لدعمها المستمر والتزامها المشترك لاستعادة الاستقرار في السودان".
اشتباكات في السودان
ومنذ صباح السبت، يشهد السودان اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" في الخرطوم، وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلاً منهما، ووصف الجيش قوات "الدعم السريع" بـ"المتمردة".
وعام 2013 جرى تشكيل "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهاماً منها مكافحة الهجرة غير النظامية على الحدود، وحفظ الأمن، قبل أن توصف من الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات.
في سياق متصل، قال مبعوث الأمم المتحدة لدى السودان فولكر بيرتيس، في تصريحات صحفية، إن أكثر من 180 شخصاً قُتلوا وأصيب 1800 آخرون، إثر الاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين الجيش السوداني و"الدعم السريع".