أعلنت الكويت، مساء الأحد 16 أبريل/نيسان 2023، أنها تدرس إجلاء رعاياها من السودان، بينما طالبت مصر الخرطوم بحفظ أمن جاليتها، في حين أكدت الجزائر ولبنان على عدم وجود إصابات بين مواطنيهما الموجودين على الأراضي السودانية، إذ تشهد البلاد مواجهات عنيفة بين الجيش وقوات "الدعم السريع".
جاء ذلك في بيانات رسمية منفصلة للبلدان الأربع، مع استمرار المواجهات التي دخلت يومها الثالث، والتي تتزايد معها أعداد الضحايا المدنيين من القتلى والجرحى، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول.
وزارة الخارجية الكويتية، قالت في بيان، "إنها تتابع أوضاع مواطنيها العالقين في السودان، نتيجة التطورات الأمنية التي تشهدها البلاد".
أضافت الخارجية أنها "تجري حالياً اتصالاتها مع السلطات المعنية في السودان الشقيق لدراسة كافة البدائل الممكنة لتأمين سلامة المواطنين الكويتيين، بما في ذلك إجلاؤهم متى ما سمحت الظروف الأمنية بذلك".
من جانبها، دعت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إلى "ضرورة الحفاظ على أمن وسلامة الجالية المصرية في السودان، وكذلك المنشآت والممتلكات الخاصة بالبعثات الرسمية المصرية".
إلى جانب البعثات الرسمية لمصر في السودان، يوجد لديها عدد من أفراد الجيش أيضاً، وأمس الأحد 16 أبريل/نيسان 2023، نقلت قناة "الجزيرة" عن مصدر عسكري بالجيش السوداني في مروي، أن قوات "الدعم السريع" فرت من مطار مروي وعلى متن مركباتها مجموعة من الأسرى المصريين.
لم يتسنّ لـ"عربي بوست" التأكد بعد من رواية الجيش السوداني التي تحدث فيها عن مصير الجنود المصريين، في ظل اشتعال القتال ونقص المعلومات المستمدة من مصادر مستقلة ومؤكدة.
في سياق متصل أعلنت وزارتا الخارجية في الجزائر ولبنان، في بيانين منفصلين، عدم تسجيل أية إصابات بين أفراد جاليتهما في السودان، مع دعوتهم إلى أخذ الحيطة والحذر.
كانت وزارة الخارجية السعودية، قد حثت يوم السبت 15 أبريل/نيسان 2023 رعاياها في الخرطوم إلى "أخذ الحيطة والحذر" عقب تعليقها رحلات الطيران إلى مطار الخرطوم الدولي.
كما طلبت الخارجية المغربية من رعاياها في الخرطوم عبر تويتر، "عدم مغادرة المنازل في الوقت الراهن، وتوخي الحيطة والحذر"، داعية مواطنيها إلى تأجيل سفرهم للسودان حالياً.
يأتي هذا فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة، الإثنين 17 أبريل/نيسان 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الثالث، بينما ارتفعت حصيلة القتلى من المدنيين إلى 97 قتيلاً على الأقل، وإصابة 365 آخرين، منذ اندلاع الاشتباكات.
كان الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع" قد تبادلا اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلاً منهما، فيما وصف الجيش قوات "الدعم السريع" بـ"المتمردة".
عواصم ومؤسسات دولية وعربية وإقليمية، أعربت عن قلقها من تداعيات القتال في السودان، ودعت إلى وقف فوري للاشتباكات وتغليب الحوار لمعالجة الأزمة الراهنة، غير أن القتال مستمر لليوم الثاني.
وجاءت الاشتباكات في أعقاب تصاعد التوتر بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، بشأن دمج تلك القوات شبه العسكرية في الجيش، وأدى الخلاف إلى تأجيل توقيع اتفاق تدعمه أطراف دولية، مع القوى السياسية بشأن الانتقال إلى الديمقراطية.