وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بيع مجموعات تحديث نظام اتصالات مقاتلات "إف-16" إلى تركيا، كما أبلغت الكونغرس رسمياً بالقرار، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول عن مصادر مطلعة لم تسمّها، الإثنين 17 أبريل/نيسان 2023.
وجاء القرار بشأن بيع مجموعات تحديث شبكة ربط البيانات التكتيكية "Link-16" إلى تركيا، في حين لا تزال صفقة بيع طائرات من إف-16 مستمرة منذ أن قدمت أنقرة طلباً رسمياً لواشنطن بشأن ذلك منذ 2021.
وتتضمن حزمة البيع المعلن عنها اليوم، أنظمة تجنب الاصطدام الأوتوماتيكية أيضاً، بجانب التجهيزات والدعم الهندسي من أجل رفع شبكة ربط البيانات التكتيكية Link-16 في مقاتلات "إف-16" الموجودة لدى تركيا إلى مستوى "Block Upgrade-2".
في السياق ذاته، نقلت وكالة رويترز بدورها عن مصادر مطلعة لم تسمّها، أن رؤساء لجان بالكونغرس الأمريكي أعطوا موافقة غير رسمية على البيع، مشيرة إلى أن الخارجية الأمريكية قد ترسل الإخطار ببيع الحزمة لتركيا رسمياً، الإثنين، والتي تشمل رادارات وإلكترونيات طائرات.
ويحق للكونغرس الأمريكي الاعتراض على موافقات البيع إلى دول حلف الناتو في غضون 15 يوم عمل، و30 يوماً بالنسبة للدول غير الأعضاء في الحلف.
وبحسب الأعراف المتبعة، فإن الخارجية تبلغ الكونغرس بخطط البيع بشكل غير رسمي، وعقب تلقيها الرد، تقوم بالإبلاغ الرسمي.
يشار إلى أن Link-16 هي شبكة اتصال لا سلكية عسكرية يستخدمها حلف الناتو والدول الأعضاء في الحلف، وتوفر هذه الشبكة تبادل المعلومات التكتيكية بين الطائرات والمروحيات والمسيرات والسفن والقوات البرية.
صفقة طائرات إف-16
من جانب آخر، كانت تركيا قد طلبت من واشنطن تزويدها بـ40 مقاتلة من طراز إف-16 في 2021، ضمن صفقة تشمل تحديث 79 طائرة موجودة لديها.
وحاول أعضاء في الكونغرس الأمريكي فرض شروط على الصفقة، عبر ربطها بضرورة موافقة تركيا على انضمام السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي الناتو، فيما أعلنت أنقرة رسمياً رفضها هذا الربط، واشترطت وفاء الدولتين بتعهداتهما باستئصال العناصر الإرهابية التي تستهدف تركيا من أراضيهما.
لكن تركيا أعلنت في مارس/آذار الماضي، موافقتها على عضوية فنلندا في حلف الناتو، كما وافقت الجمعية العامة للبرلمان التركي على مشروع قانون للتصديق على بروتوكول انضمام فنلندا إلى الحلف في 31 مارس/آذار.
وفي 28 يونيو/حزيران 2022، وقعت تركيا والسويد وفنلندا مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن انضمام البلدين الأخيرين إلى الناتو بعد تعهدهما بالاستجابة لمطالب أنقرة بشأن التعاون بملف مكافحة الإرهاب.
وتُعد المقاتلات الأمريكية "إف-16" العنصر الرئيس في سلاح الجو التركي، وتشكل القوة الضاربة الرئيسية لقواته، إذ اشترت أنقرة بين عامي 1987 و2012 ما مجموعه 270 طائرة F16 من واشنطن، تم تجميع بعضها في المصانع التركية، وضمن ذلك أجزاء المحركات.
وحالياً، تُعد تركيا الدولةَ الأولى التي تمتلك أكبر عدد من طائرات "إف-16" بعد الولايات المتحدة وإسرائيل، لتصبح من أكثر المستخدمين الفعليين لهذا الطراز من الطائرات المقاتلة.
وتعتمد أنقرة على الطائرة، بسبب المشاكل الأمنية خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، ما يعني أن قواتها المسلحة امتلكت خبرات تشغيلية مهمة لهذه الطائرة المقاتلة التي أصبحت الخيار الأكثر منطقية بالنسبة لقيادة القوات الجوية.