“يوتيوب” عرض محتوى يمجد مرتزقة “فاغنر” ويُغضب أوكرانيا! واجه اتهامات بانتهاك العقوبات، والشركة تعلّق

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/16 الساعة 12:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/16 الساعة 12:52 بتوقيت غرينتش
جنود من القوات الروسية في أوكرانيا - رويترز

واجه موقع "يوتيوب" المملوك لشركة جوجل الأمريكية، اتهامات بانتهاكه العقوبات المفروضة على مجموعة مرتزقة "فاغنر" الروسية، المتهمة بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا ومناطق أخرى، وذلك إثر بث الموقع فيديوهات ترويجية لشركة المرتزقة التي تقاتل عناصرها إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا. 

صحيفة The Sunday Times البريطانية قالت الأحد 16 أبريل/نيسان 2023، إن عشرات مقاطع الفيديو الدعائية التي تمجد "فاغنر" ظهرت على الموقع، رغم الاتهامات المتواترة لمقاتليها، بارتكاب جرائم الاغتصاب والتعذيب والقتل في أوكرانيا وأماكن أخرى.

لم يكن هدف مقاطع الفيديو الخاصة بـ"فاغنر" الدعاية لها فقط، بل يتجاوز ذلك إلى جمع الأموال لشراء الذخيرة، وحثِّ المشاهدين على الانضمام إلى المجموعة، التي فرضت  كثير من الحكومات الغربية عقوبات عليها، وصنَّفتها الولايات المتحدة "منظمةً إجرامية عابرة للحدود".

في أحد مقاطع الفيديو التي تروج للالتحاق بالمجموعة والذي يمكن مشاهدته على يوتيوب، توجد أغنية تندرج ضمن أغاني موسيقى "الروك بالاد" للعازف القومي الروسي فيكا تسيغانوفا.

تعرض الأغنية صور مرتزقة يرتدون أقنعة يرقصون، ويرددون كلمات الأغنية: "الحرب جزء منا، هيا يا روسيا، انهض، تعال إلى روسيا، تعال، إنه ميدان فاغنر، إنها روح هرمجدون، إنها ولادة بلد جديد، روسيا، اصطفوا تحت الرايات المقدسة، رايات الحرب المقدسة".

تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه ظهر أيضاً دليل على أن خوارزميات يوتيوب تُستخدم لنشر معلومات مضللة مؤيدة لروسيا؛ "إذ ما إن تنتهِ مقاطع فيديو فاغنر على الموقع، إلا ونجده يوجه المشاهدين إلى مقاطع فيديو تعرض محتوى ترويجياً شديد العنف لميليشيات المجموعة الروسية".

من جانبه، قال إيجي أوستانين، الخبير الرقمي والصحفي الاستقصائي، إن خوارزميات يوتيوب تنشر دعاية "فاغنر"، على الرغم من أن مقاطع الفيديو هذه تنتهك قواعد الموقع، التي يفترض أنها تحظر "المحتوى الذي يمجد أو يسوِّغ أعمال العنف التي يرتكبها المتشددون المنتهجون للعنف، والمنظمات الإجرامية والإرهابية".

كذلك أشار خبراء إلى أن الموقع ربما يُتهم بانتهاك العقوبات المفروضة على مجموعة "فاغنر"، وقال جوناثان وينر، النائب المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي لشؤون إنفاذ القانون الدولي: "المنصات الإلكترونية مثل يوتيوب ليس لديها تصريح بتقديم الخدمة للكيانات الخاضعة للعقوبات مثل مجموعة فاغنر".

أضاف وينر: "يُحظر عليها عموماً، مثل أي جهة أخرى، تقديم أي نوع من الدعم للأشخاص الخاضعين لعقوبات، ما لم يتلقوا ترخيصاً محدداً بخلاف ذلك"، موضحاً أنه لا يعرف أي ترخيص من شأنه أن يمنح شخصاً بالولايات المتحدة أو بريطانيا أو الاتحاد الأوروبي الحقَّ في استضافة مقاطع فيديو لتجنيد المرتزقة في فاغنر وبث رسائلهم الدعائية".

شوهد أيضاً أحد مقاطع الفيديو الترويجية لـ"فاغنر" أكثر من 3.5 مليون مرة، على قناة يوتيوب التابعة لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا"، وهي صحيفة شعبية روسية مملوكة لسيرغي رودنوف، رجل الأعمال الروسي الذي فرضت الحكومة البريطانية عقوبات عليه.

على الرغم من أن الحكومة البريطانية فرضت عقوبات على المراسلَين الحربيين بالصحيفة أليكساندر كوتس، وديمتري ستيشن، فإن موقع يوتيوب لا يزال يسمح بمقاطع الفيديو التي يُنشرانها بانتظام.

في حين أن من أشهر مقاطع الفيديو الموسيقية المؤيدة لـ"فاغنر" على يوتيوب، مقطع فيديو لأغنية كتبها أكيم أباتشيف، المغني والمدون العسكري، إذ جمعت نسخة منها  2.4 مليون مشاهدة، وحصلت نسخة أخرى من الأغنية على أكثر من 4 ملايين مشاهدة. 

يقول أحد مقاطع الأغنية: "رقصت في دونباس، وبنغازي، وتدمر"، ثم تواصل الأغنية سرد المواقع التي تفتخر فاغنر بالقتال فيها، رغم الاتهامات بارتكاب فظائع وجرائم حرب هناك.

من جهة أخرى، وصفت داشا زاريفنا، كبيرة مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المحتوى بأنه "صادم"، وقالت في تصريح أوردته الصحيفة البريطانية: "نُفاجأ بأن شركة تكنولوجية كبرى يقع مقرها الرئيسي لدى دولة من أقرب حلفائنا، تروج وتمجِّد أفعالهم الخسيسة، طلباً للربح على ما يبدو".

اعتبرت زاريفنا أنّ عرض "يوتيوب" أغاني تمجد "فاغنر" يمثل خرقاً واضحاً لقواعد يوتيوب، وطالبت بإزالة المقاطع فوراً، وإجراء تحقيق عاجل.

تُشير صحيفة The Sunday Times إلى أنه بعدما تواصلت مع موقع يوتيوب، أزال الموقع بعض مقاطع الفيديو والقنوات المُشار إليها، وأكثر من 10 آلاف مقطع فيديو مع موسيقى تصويرية كان يستخدمها أنصار المجموعة الروسية للدعاية.

متحدثة باسم موقع يوتيوب قالت: "لا يسمح موقع يوتيوب بنشر المحتوى الذي يتضمن تمجيداً للمنظمات المتطرفة العنيفة والإجرامية، أو الترويج لها أو مساعدتها. وتحرص شركة جوجل على الامتثال لقوانين العقوبات الأمريكية، وتفرض السياسات ذات الصلة".

تحميل المزيد