أعلن الجيش السوداني، الأحد 16 أبريل/نيسان 2023، عن هروب قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، من مخبئه، بعد انسحاب طاقم حراسته وجنوده المكلفين بتأمينه، فيما أكدت قوات "الدعم السريع" أن حميدتي يقود بنفسه القتال بحسب خطة مُعدة مسبقاً.
الجيش ادعى في البيان هروب حميدتي دون أن يشير إلى مكان المخبأ أو جهة الهروب، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول، في حين لم يصدر أي رد من قوات "الدعم السريع" على بيان الجيش.
لكن مستشاراً سياسياً لقوات "الدعم السريع" قال في تصريحات لـ"الجزيرة"، إن القوات تقاتل في كل المحاور، وإن "حميدتي يقود القتال وفق الخطة المجازة مسبقاً"، مضيفاً: "كثير من الضباط انضموا لنا"، على حد قوله.
يأتي هذا فيما تتضارب الأنباء حول إحكام السيطرة والنفوذ بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" على أرض الواقع، في ظل غياب معلومات مؤكدة من الجانبين، وتتوالى البيانات من الطرفين ليعلن كل منهما عن تحقيق تقدم ومكاسب خاصة به.
ولليوم الثاني على التوالي، تشهد العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى اشتباكات مسلحة متواصلة بين قوات الجيش السوداني و"الدعم السريع"، وشن الجيش ضربات جوية، الأحد 16 أبريل/نيسان 2023، على معسكر لقوات "الدعم السريع" بالقرب من العاصمة؛ في محاولة لاستعادة السيطرة على البلاد.
أسفرت المواجهات العنيفة عن مقتل 56 مدنياً وإصابة قرابة 600 آخرين، بحسب ما قالته لجنة أطباء السودان المركزية، وذلك في وقت تستخدم كل أنواع الأسلحة من بنادق ومدفعية وطائرات مقاتلة، في هذه المعارك التي تشهدها العاصمة، وعدد من المدن الأخرى في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة، والتي تعد من بين أفقر دول العالم التي مزّقتها الحرب لعقود.
تُعد الاشتباكات التي اندلعت أمس السبت، هي الأولي بين وحدات الجيش، التي تدين بالولاء لرئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول حميدتي، وذلك منذ أن اشترك الطرفان في الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير عام 2019.
كان حميدتي قد أكد السبت 15 أبريل/نيسان 2023، أنه من الصعب تحديد موعد انتهاء "المعركة" بين قواته والجيش السوداني، واصفاً البرهان بـ"المجرم"، وأنه "مختبئ وسيقدمه هو وأعوانه إلى العدالة".
ويتنافس على السلطة كل من الجيش وقوات "الدعم السريع"، التي يقدر محللون قوامها بنحو 100 ألف جندي، بينما تتفاوض الفصائل السياسية على تشكيل حكومة انتقالية منذ انقلاب عسكري في 2021.
تأتي الاشتباكات في أعقاب تصاعد التوتر بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، بشأن دمج تلك القوات شبه العسكرية في الجيش، وأدى الخلاف إلى تأجيل توقيع اتفاق تدعمه أطراف دولية، مع القوى السياسية بشأن الانتقال إلى الديمقراطية.
يُشار إلى أن جامعة الدول العربية أعلنت عن اجتماع طارئ، الأحد 16 أبريل/نيسان 2023، بشأن السودان، بطلب من القاهرة والرياض، وهما حليفان رئيسيان للجيش السوداني الذي يتصدى لقوات "الدعم السريع" التي تريد إزاحته من السلطة.
كذلك أعلن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، على تويتر، أنه دعا إلى عقد جلسة طارئة؛ لمناقشة التطورات السياسية والأمنية في السودان، اليوم الأحد.