حث الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال أول زيارة دولة يقوم بها للصين منذ توليه منصبه مرة أخرى، الدولَ النامية على التخلي عن الدولار في التجارة الدولية لصالح عملاتها، ما أعطى صوته لجهود بكين لإنهاء هيمنة الدولار على التجارة العالمية، بحسب صحيفة Financial Times البريطانية.
كما دعا لولا دا سيلفا، الخميس 13 أبريل/نيسان 2023، مجموعة دول البريكس (البرازيل والصين وروسيا والهند وجنوب إفريقيا) إلى إنهاء هيمنة الدولار، وتطوير عملتها البديلة لاستخدامها في التجارة.
وخاطب رئيس البرازيل، متحدثاً في بنك التنمية الجديد (الذي أنشأته دول البريكس) في شنغهاي الجمهور بأسئلة: "من قرر أن عملاتنا ضعيفة وليس لها قيمة في البلدان الأخرى؟ من قرر أن يصبح الدولار هو العملة الرئيسية بعد إلغاء معيار الذهب؟".
الصين والبرازيل تتخليان عن الدولار
والأربعاء، 12 مارس/آذار 2023، أعلنت الحكومة البرازيلية أنها توصلت إلى اتفاق مع الصين للتخلي عن الدولار الأمريكي، واستخدام عملتيهما المحليتين في تعاملاتهما التجارية الثنائية، في خطوة يمكن أن تؤدي إلى انخفاض التكاليف، وتسهيل الاستثمار.
وسيتيح الاتفاق للصين، أكبر منافس للهيمنة الاقتصادية الأمريكية، وللبرازيل، أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، إجراء صفقاتهما التجارية الهائلة مباشرة واستبدال اليوان بالريال والعكس بالعكس، بدلاً من الاعتماد على الدولار، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
والصين هي الشريك التجاري الأكبر للبرازيل، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما نحو 150 مليار دولار العام الماضي.
وتم الإعلان عن الاتفاق خلال منتدى أعمال صيني برازيلي رفيع المستوى عُقد في بكين، وقد جاء في أعقاب اتفاق مبدئي، في يناير/كانون الثاني.
دول تخلت عن الدولار
وتخلت الصين عن التعامل بالدولار أيضاً مع روسيا وباكستان وعدة دول أخرى.
يشار إلى أن بكين وبرازيليا تنتميان إلى مجموعة "بريكس" (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا)، التي تنوي مناقشة مبادرة إنشاء عملة موحدة بين الدول الأعضاء، خلال القمة المقرر عقدها في جنوب إفريقيا، في أغسطس/آب المقبل.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف: "هذا هو الاتجاه الذي تسير فيه المبادرات، والتي ظهرت… قبل أيام فقط، بخصوص الحاجة إلى التفكير في إنشاء عملات خاصة داخل مجموعة دول بريكس، وداخل مجتمع دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي".
وفي 9 أبريل/نيسان، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه يجب على أوروبا أن تقلل من اعتمادها على الدولار الأمريكي خارج "الحدود الإقليمية"، وأن تتجنب الانجرار إلى مواجهة بين الصين وأمريكا بشأن تايوان.
وفي حديثه مع صحيفة "بوليتيكو" واثنين من الصحفيين الفرنسيين، أكد ماكرون على نظريته المحببة حول "الحكم الذاتي الاستراتيجي" لأوروبا، التي من المفترض أن تقودها فرنسا، لتصبح "قوة عظمى ثالثة".
ماكرون أضاف: "الخطر الكبير الذي تواجهه أوروبا هو أنها عالقة في أزمات ليست من أزماتنا، ما يمنعها من بناء استقلاليتها الاستراتيجية".