وصل وزير الخارجية في نظام بشار الأسد، فيصل المقداد، الأربعاء 12 أبريل/نيسان 2023، إلى مدينة جدة بالسعودية، في خطوة من شأنها أن تطبع العلاقات بين نظام الأسد والرياض، بعد انقطاع العلاقات بين الجانبين منذ أكثر من عقد، بسبب المقاطعة العربية للأسد نتيجة قمعه العنيف للاحتجاجات.
وكالة الأنباء السعودية "واس"، قالت إن نائب وزير الخارجية السعودي، وليد بن عبد الكريم الخريجي، استقبل المقداد في مطار الملك عبد العزيز بمحافظة جدة، مضيفةً أن المقداد يزور المملكة بدعوة من وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان بن عبد الله.
الوكالة أفادت بأن الزيارة ستشهد "عقد جلسة مباحثات تتناول الجهود المبذولة للوصول إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في سوريا".
كان وزير الخارجية السعودي، قد قال في وقت سابق إن "هناك إجماعاً عربياً على عدم استمرار الوضع الراهن في سوريا"، وشدد على "أهمية معالجة الجانب الإنساني فيها، ووجود مسار واضح مع دمشق بشأنه".
كذلك قال بن فرحان إن هناك "إجماعاً عربياً على أن الوضع الراهن في سوريا يجب ألا يستمر، ولا بد من إيجاد توجه مختلف، وهذا التوجه لم نتوصل له بعد".
وفي بداية أبريل/نيسان 2023، نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة، قولها إن السعودية تعتزم دعوة رئيس النظام بشار الأسد لحضور القمة العربية التي تستضيفها الرياض في مايو/أيار المقبل، وهي خطوة من شأنها إنهاء عزلة نظام الأسد الإقليمية رسمياً.
كان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، قد ذكر الثلاثاء 11 أبريل/نيسان 2023، أن السعودية ستستضيف اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب يوم الجمعة 14 الشهر الحالي لمناقشة عودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية.
أضاف الأنصاري في إحاطة لوسائل الإعلام المحلية: "الهدف الأساسي هو التباحث في الوضع في سوريا، هناك تطورات كثيرة فيما يتعلق بالوضع هناك ووجهات النظر العربية تجاه عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية".
الأنصاري أكد أن قطر، التي قالت في وقت سابق إنها لا تخطط لتطبيع العلاقات مع الأسد، وتحدثت علانية ضد جهود بعض الدول للقيام بذلك، "لم تغير موقفها"، وأضاف أن "الموقف القطري ثابت ولم يتغير وهو تلبية تطلعات الشعب السوري في الحل السياسي والإجماع العربي حول هذه التحركات".
سيمثل حضور الأسد المُحتمل للقمة العربية، أهم تطور في إعادته إلى الصف العربي منذ عام 2011 عندما تم تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، وقاطعته العديد من الدول الغربية والعربية بسبب حملته الوحشية على الاحتجاجات والعنف الذي أدى إلى حرب أهلية طويلة الأمد.
يُذكر أن السعودية قطعت علاقاتها مع نظام الأسد في العام 2012، وحينها قررت إغلاق سفارتها بدمشق وطرد سفير النظام.