أكبر شركة طيران روسية تلجأ لإيران بسبب العقوبات الغربية! أرسلت إليها طائرة لإصلاحها وصيانتها

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/11 الساعة 21:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/11 الساعة 21:05 بتوقيت غرينتش
طائرة تابعة لشركة إيروفلوت الروسية / رويترز

أعلنت أكبر شركة طيران روسية (إيروفلوت، الثلاثاء 11 أبريل/نيسان 2023، أنها أرسلت إحدى طائراتها من طراز إيرباص إلى إيران لإصلاحها بعدما أعاقت العقوبات الغربية قدرة الشركة على صيانة طائراتها. 

وذكر نظام "فلايت رادار 24" المعني بتتبع الرحلات أن طائرة من طراز إيرباص إيه 330-300 سافرت إلى طهران في 5 أبريل/نيسان الجاري ولا تزال هناك حتى الآن. 

وقالت شركة إيروفلوت في بيان: "سيجري أحد مزودي الخدمة أعمال صيانة على طائرة إيرباص إيه330 (في إيران) تشمل عدة إصلاحات". 

أضاف البيان: "تمتلك الشركة جميع ما يلزم من موارد مادية وشهادات وخبرات عريضة (لكن) أحد مزود الخدمة سيجري أعمال صيانة بجودة عالية". 

وكان منفذ آر.بي.سي الإعلامي أول من أذاع خبر إرسال الطائرة لإيران من أجل صيانتها، في حين رفضت إيروفلوت ذكر المزيد من التفاصيل ولم تعلن اسم مزود الخدمة الذي سيجري الإصلاحات. 

وفرض الغرب عقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط من العام الماضي، والتي حالت دون حصول شركات الطيران الروسية على طائرات أو قطع غيار من أوروبا أو إجراء أعمال صيانة بها. 

وتواصل شركات الطيران الروسية تسيير طائرات غربية، لكنها تعاني في استيراد قطع الغيار.

نقل إمدادات وقود لطهران

في سياق متصل، نقلت وكالة "رويترز"، عن ثلاثة مصادر وبيانات صدرت الثلاثاء، أن روسيا بدأت في نقل صادرات وقود إلى إيران عبر السكك الحديدية للمرة الأولى في وقت سابق هذا العام، لتنويع إمداداتها من المنتجات النفطية، بعدما عزف المشترون الدوليون عن التجارة مع موسكو. 

وتوثق روسيا وإيران العلاقات بينهما لدعم اقتصاديهما، وتقويض العقوبات الغربية التي تعتبرها موسكو وطهران غير مبررة. 

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المرشد الإيراني على خامنئي، أرشيفية /رويترز
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المرشد الإيراني على خامنئي، أرشيفية /رويترز

ويتزامن هذا التعاون مع زيارات متبادلة رفيعة المستوى، وتنسيق أكبر في المواقف السياسية، وهو ما برز خلال العام الماضي، عبر زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لموسكو، في يناير/كانون ثاني، وزيارة بوتين لطهران في يوليو/تموز الماضي، ولقائه مع المرشد علي خامنئي، الذي أعرب عن دعمه للموقف الروسي تجاه الغرب، وحرب أوكرانيا.

وتكشف تلك التطورات عن قفزة في مسار العلاقات الإيرانية الروسية، تتموضع خلالها طهران في مربع موسكو ضد الغرب، وتمضي أكثر في سياسة التوجه نحو الشرق، نظراً لصعوبة وقوفها بشكل أحادي في مواجهة الضغوط الغربية، وفي ظل تلك المستجدات يتناول موقع أسباب، المتخصص في التحليلات السياسية والاستراتيجية، آفاق التعاون الإيراني الروسي، ومدى إمكانية تحوله إلى شراكة استراتيجية بين البلدين.

تُعد إيران في المنظور الروسي لاعباً محورياً وفاعلاً أساسياً في ملفات الشرق الأوسط وجنوب القوقاز وبحر قزوين وآسيا الوسطى، وهي ملفات حيوية لموسكو، كما تمتلك طهران بموقعها الجغرافي الاستراتيجي أحد أكبر الاحتياطات العالمية من الغاز، بنحو 18%، وتتحكم نسبياً في حركة الملاحة بمضيق هرمز، الذي تمر عبره نحو 40% من إمدادات النفط عالمياً، كما لدى طهران مشروع إقليمي يصطدم مع مصالح الغرب، وبالأخص الولايات المتحدة، وهو ما يصب في صالح روسيا.

أسعار النفط تهوي لأدنى مستوى لها منذ أكثر من عام - رويترز
أسعار النفط تهوي لأدنى مستوى لها منذ أكثر من عام – رويترز

في المقابل، يرى المنظرون الإيرانيون أن بلدهم عانى عبر تاريخه من مأزق جيوسياسي، يتجلى في لعنة الجغرافيا، وضعف قدرته على الدفاع عن حدوده الشاسعة، التي تآكلت بمرور الوقت، وافتقاده إلى حليف استراتيجي من القوى العظمى، ما تركه فريسة لخصومه، وولّد شعوراً دائماً بانعدام الأمن، وذلك بعكس إسرائيل وتركيا على سبيل المثال، اللتين استندت عقيدتهما الخاصة بالأمن القومي إلى التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة للأولى، ومع حلف الناتو للثانية.

وقد عزز الانسحاب الأمريكي في عهد ترامب، خلال عام 2018، من الاتفاق النووي، عدم ثقة إيران في الغرب، ودفعها لترسيخ علاقاتها مع الشرق، وبالأخص الصين وروسيا، بهدف الخروج من العزلة الدولية، وتنمية حركة التجارة، والحصول على أسلحة وتكنولوجيا متطورة، فضلاً عن تعزيز العلاقة بعضوين دائمين في مجلس الأمن، يمكن أن يستخدما حق النقض لعرقلة فرض عقوبات جديدة على إيران.

تحميل المزيد