كشفت وثيقة ضمن مجموعة من وثائق البنتاغون المسربة أن وكالة الاستخبارات الأمريكية ضبطت ضباطاً في المخابرات الروسية يتفاخرون بنجاحهم في إقناع الإمارات الغنية بالنفط "بالعمل معهم ضد الاستخبارات الأمريكية والبريطانية"، وفق ما ذكرته وكالة Associated Press الأمريكية الثلاثاء 11 أبريل/نيسان 2023.
فيما امتنع المسؤولون الأمريكيون عن التعليق على الوثيقة التي كانت تحمل علامة "سري للغاية" ضمن وثائق البنتاغون المسربة، واطلعت عليها وكالة أسوشيتد برس، فيما رفضت الحكومة الإماراتية يوم الإثنين 10 أبريل/نيسان أي اتهام للإمارات بتعميق علاقاتها بالمخابرات الروسية ،ووصفتها بأنها "لا أساس لها من الصحة".
تنسيق الإمارات مع روسيا ضد الغرب
الوثيقة التي اطلعت عليها وكالة أسوشيتد برس تتضمن بنداً يستشهد بدراسة تعود لتاريخ 9 مارس/آذار بعنوان: "روسيا/الإمارات: تعميق العلاقات الاستخباراتية". ورفض المسؤولون الأمريكيون تأكيد صحة الوثيقة، وهو ما لم تستطع وكالة أسوشيتد برس فعله بشكل مستقل. على أنها تشبه الوثائق الأخرى التي نشرت ضمن التسريبات الأخيرة.
جاء في الوثيقة : "في منتصف شهر يناير/كانون الثاني، زعم مسؤولو جهاز الأمن الفيدرالي الروسي FSB أن مسؤولي جهاز الأمن الإماراتي وروسيا اتفقوا على العمل سوياً ضد المخابرات الأمريكية والبريطانية، وفقاً لمعلومات أمنية جديدة من استخبارات الإشارات".
خلص التقييم إلى أن "الإمارات على الأرجح تعتبر التعاون مع المخابرات الروسية فرصة لتعزيز العلاقات المتنامية بين أبوظبي وموسكو وتنويع الشراكات الأمنية وسط مخاوف انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة".
ليس واضحاً إن كان يوجد أي اتفاق بالشكل الموضح في الوثيقة، أو إن كانت مزاعم جهاز الأمن الروسي مضللة عن قصد أو عن غير قصد. لكن المسؤولين الأمريكيين أبدوا قلقهم مؤخراً إزاء نمو التعاملات بين الإمارات وروسيا.
تقارب أبوظبي وموسكو يثير قلق واشنطن
إذ صنفت إليزابيث روزنبرغ، وكيلة وزارة الخزانة الأمريكية، الإمارات في مارس/آذار بـ "بلد محط تركيز". وقالت إن الشركات هناك تساعد روسيا في التهرب من العقوبات الدولية لتتمكن من الحصول على أكثر من 5 ملايين دولار من أشباه الموصلات الأمريكية وغيرها من المكونات التي تحتاجها في ساحة المعركة.
وصف أندرياس كريغ، الأستاذ المساعد في جامعة كينغز كوليدج في لندن، الإمارات يوم الإثنين بأنها "الشريك الاستراتيجي الأهم لروسيا في الشرق الأوسط وإفريقيا". وعقد رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي، سيرغي ناريشكين، اجتماعات مكثفة مع قادة الإمارات في دبي عام 2020.
قال كريستيان أولريتشسن، خبير شؤون الشرق الأوسط في معهد بيكر بجامعة رايس، إن روسيا والإمارات لهما آراء متشابهة في بعض الصراعات الكبرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتدفق الروس إلى الإمارات منذ شنت روسيا حربها في أوكرانيا عزز العلاقات بين البلدين أيضاً.
لكن أولريتشسن قال إن الإشارة إلى تشكيل فريق ضد المخابرات الأمريكية والبريطانية مثيرة للدهشة. وأضاف أن مسؤولي المخابرات الروس "لديهم مصلحة على الأرجح في استخدام هذه المصطلحات. لو أن الإمارات هي من وصفتها بهذه الطريقة، فكنت لأنظر إليها بطريقة مختلفة تماماً بالتأكيد".
كما قال مسؤول أمريكي لوكالة أسوشيتد برس بشكل منفصل إن الولايات المتحدة يقلقها أيضاً دخول الأموال الروسية إلى سوق العقارات في دبي.
نفي الإمارات لصحة الوثيقة
في بيان صدر الإثنين عن الوثيقة الاستخباراتية، قالت الإمارات إن المسؤولين الإماراتيين لم يطلعوا على الوثيقة وإن المزاعم المتعلقة بجهاز الأمن الفيدرالي الروسي "لا أساس لها من الصحة".
جاء في البيان: "نفنّد أي مزاعم عن اتفاق لتعميق التعاون بين الإمارات والأجهزة الأمنية في دول أخرى ضد دولة أخرى. الإمارات تربطها علاقات قوية ومتميزة بجميع الدول، وهي تعكس مبادئها في الانفتاح والشراكة وبناء الجسور والعمل على خدمة المصالح المشتركة للدول والشعوب لتحقيق الأمن والسلم الدوليين".