اقتحمت أعداد كبيرة من المستوطنين، الإثنين 10 أبريل/نيسان 2023، باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية، تحت حراسة مشددة من الشرطة، وذلك بمناسبة عيد الفصح اليهودي، وذلك قبل ساعات من انطلاق مسيرة للمستوطنين من المقرر أن يشارك فيها وزيران متطرفان بالحكومة.
شهود عيان قالوا إن الشرطة الإسرائيلية منعت منذ ما قبل صلاة الفجر، الفلسطينيين دون سن 50 عاماً، من دخول المسجد الأقصى لأداء الصلاة.
أشار الشهود إلى أن قوات من الشرطة انتشرت في ساحات الأقصى، قبل السماح لمجموعات من عشرات المستوطنين باقتحامه عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد.
احتج المصلون الموجودون في المسجد على الاقتحامات، عبر هتاف "الله أكبر"، بينما أدى عدد من الفلسطينيين صلاة الضحى قبالة المصلى القبلي المسقوف.
كذلك أفاد شهود العيان بأن الشرطة أخرجت عدداً من المصلين من ساحات المسجد الأقصى خلال اقتحامات المستوطنين، وذلك في وقت بدأ عشرات الفلسطينيين بالاعتكاف في المسجد الأقصى خلال الليلة الماضية.
دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، قالت إن أكثر من ألف مستوطن يهودي اقتحموا المسجد الأقصى، اليوم الإثنين 10 أبريل/نيسان 2023، بحماية شرطة الاحتلال، ولفتت في وقت سابق إلى أن اقتحام الأقصى جاء تلبية لدعوة جماعات استيطانية بمناسبة عيد الفصح اليهودي المستمر حتى 12 أبريل/نيسان 2023.
من جانبها، أفادت القناة "12" الإخبارية الإسرائيلية، بأن الشرطة الإسرائيلية تميل إلى إغلاق المسجد الأقصى أمام اقتحامات المستوطنين في أيام العشر الأواخر من رمضان.
أشارت القناة إلى أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير طالب، وبتأييد من وزير الدفاع يوآف غالانت، بالسماح للمستوطنين باقتحام المسجد يوم الأربعاء المقبل، الذي (يتزامن مع بدايات العشر الأواخر من رمضان)، والذي يصادف آخر أيام عيد الفصح اليهودي.
كذلك ذكرت القناة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي عقد جلسة مشاورات، الأحد، بمشاركة بن غفير وغالانت، لم يتخذ قراراً نهائياً بشأن وقف الاقتحامات في أيام العشر الأواخر من رمضان.
يأتي الاقتحام الأخير للأقصى، فيما أصدر الجيش الإسرائيلي ترخيصاً لتنظيم مسيرة للمستوطنين، الإثنين 10 أبريل/نيسان 2023، تنطلق من حاجز زعترة جنوبي نابلس، باتجاه بؤرة "أفيتار" الاستيطانية المقامة على جبل صبيح في بلدة بيتا، بحسب ما كشفت القناة "12" الخاصة.
أفادت القناة بأنه من المقرر أن يشارك في المسيرة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير، إلى جانب وزراء وأعضاء آخرين في الكنيست.
في حين كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الجيش سيخصص كتيبة عسكرية كاملة لتأمين المسيرة، وذكرت أن حوالي 20 عضو كنيست ووزيراً إسرائيلياً سيشاركون في المسيرة.
في هذا الصدد، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، الأحد 9 أبريل/نيسان 2023، إنها تدرس تقديم شكوى دولية، بشأن مشاركة وزراء وأعضاء كنيست إسرائيليين، في المسيرة التي تهدف "لتعميق الاستيطان" شمالي الضفة الغربية.
يُذكر أن مدينة القدس تشهد توتراً منذ بداية الأسبوع الماضي، عقب إقدام الشرطة الإسرائيلية على اقتحام الأقصى ليلاً، ومنع المصلين من الاعتكاف فيه، ما أدى لاشتباكات في أنحاء الأراضي الفلسطينية والمناطق العربية بإسرائيل، بالإضافة إلى إطلاق قذائف صاروخية من لبنان وغزة وسوريا.