قالت وزارة الخارجية السعودية، السبت 8 أبريل/نيسان 2023، إن مسؤولين سعوديين وصلوا إلى إيران لبحث إجراءات إعادة فتح سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، وذلك بعد يومين فقط من اجتماع وزيري الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبد اللهيان في بكين، تنفيذاً لاتفاق 10 مارس/آذار 2023 الذي رعته الصين لإنهاء 7 سنوات من القطيعة بين السعودية وإيران.
حيث أفادت وكالة الأنباء السعودية بوصول "الفريق الفني السعودي المعني بمناقشة آليات إعادة افتتاح ممثليات المملكة العربية السعودية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى العاصمة طهران، وذلك إنفاذاً للاتفاق الثلاثي المشترك".
اجتماع سابق لوزيري خارجية إيران والسعودية
كانت قناة الإخبارية الرسمية السعودية قد ذكرت أن وزيري خارجية السعودية وإيران اجتمعا في الصين، في أول لقاء رسمي بين أعلى مسؤولين دبلوماسيين في البلدين منذ أكثر من سبعة أعوام. وفي مقطع مصور قصير على تويتر في وقت مبكر الخميس، تبادل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان التحية قبل أن يجلسا متجاورين.
فبعد أعوام من العداء الذي أشعل صراعات في أنحاء الشرق الأوسط، اتفقت الرياض وطهران على إنهاء خلافهما الدبلوماسي وإعادة فتح السفارات في اتفاق مهم توسطت به الصين في الشهر الماضي.
اتفاق بين إيران والسعودية
في حين أسفر اجتماع ثانٍ في الصين بين السعودية وإيران، الخميس، عن اتفاق على بنود جديدة وتأكيد لمخرجات الاجتماع الأول بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران خلال شهرين.
وفقاً لرصد الأناضول تمثلت مخرجات الاجتماع الثاني بحسب بيانه المشترك في:
– توافق على متابعة تنفيذ اتفاق بكين وتفعيله، بما يوسع نطاق التعاون ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.
– تأكيد الحرص على تفعيل اتفاقيتين، إحداها للتعاون الأمني موقعة عام 2001، وأخرى في مجالات بينها الاقتصاد وجرى توقيعها في 1998.
– اتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح سفارتي البلدين في الرياض وطهران وقنصليتيهما في جدة ومشهد أثناء المدة المتفق عليها (خلال شهرين).
– مواصلة التنسيق بين الفرق الفنية في الجانبين لبحث استئناف الرحلات الجوية والزيارات المتبادلة.
– تسهيل منح التأشيرات لمواطني البلدين، وبينها تأشيرات العمرة.
– اتفاق على تكثيف اللقاءات التشاورية لتحقيق المزيد من الآفاق الإيجابية للعلاقات.
– تأكيد الاستعداد لبذل كل ما يمكن لتذليل أي عقبات تواجه تعزيز التعاون الثنائي.
– الاتفاق على تعزيز التعاون في "كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
– ترحيب وزيري خارجية السعودية وإيران بدعوة كل منهما الآخر إلى زيارة طهران والرياض.
كان الاجتماع الأول الذي استضافته بكين في 10 مارس/آذار 2023 انتهى إلى:
– الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال شهرين.
– تأكيد عدم تدخل كل منهما في شؤون الآخر الداخلية.
– عقد وزيري الخارجية اجتماع لتفعيل ما جرى الاتفاق عليه وترتيب تبادل السفيرين، وهو ما حدث الخميس في بكين.
قطع العلاقات بين إيران والسعودية
أما في يناير/كانون الثاني 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران؛ إثر اعتداء محتجين على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، بعد أن أعدمت الرياض رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر مع مدانين آخرين، بينهم سُنة، بتهم منها الإرهاب.
في سياق متصل، يرى خبير الشؤون الإيرانية في معهد مجموعة الأزمات الدولية علي واعظ أن اجتماع وزيري الخارجية "يشير إلى أن العملية لم تخرج عن مسارها منذ إعلان بكين الشهر الماضي". لكنه أضاف أنه "ما زال الوقت مبكراً للحكم على ما إذا كان هذا مجرد انفراج تكتيكي أو محطة نحو التقارب الاستراتيجي"، حسبما نقلت وكالة فرانس برس في تقريرها الخميس 6 أبريل/نيسان 2023.
كما أفادت قناة "سي سي تي في" الصينية الرسمية أن بكين أشادت بـ"أول اجتماع رسمي بين وزيري خارجية البلدين منذ أكثر من سبع سنوات" و"وساطة بكين النشطة" على الصعيد الدبلوماسي.
وساطة الصين الإيجابية
كان عبد اللهيان قد غادر طهران الأربعاء، متوجّها إلى بكين للاجتماع مع نظيره السعودي بعد سلسلة من المحادثات الهاتفية بينهما في مارس/آذار. وسيساعد الاجتماع الذي يعد الأول منذ قطع العلاقات قبل سبع سنوات، على تمهيد الطريق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية.
أكد النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر الإثنين، أن اللقاء ستتبعه زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للرياض بعد تلقيه دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وهي دعوة لم تؤكدها السعودية حتى الآن.
بحسب وسائل إعلام سعودية، فإن اجتماع بكين يهدف إلى "تفعيل" مضمون اتفاق استئناف العلاقات الذي أعلن الشهر الماضي. ولفتت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الأربعاء، إلى أن اختيار الصين للقاء وزيري الخارجية السعودي والإيراني يأتي امتداداً لدور بكين "الإيجابي" في التوصل إلى اتفاق وتسهيل التواصل بين البلدين.
فيما أشادت دول في المنطقة وخارجها باتفاق إيران والسعودية باعتباره خطوة إيجابية نحو الاستقرار قد يمهّد الطريق لمزيد من التقارب الدبلوماسي الإقليمي.
كما رحب البيت الأبيض بالاتفاق، لكنه قال إنه لم يتضح بعد ما إذا كان الإيرانيون "سيفون بالتزاماتهم". كما رحبت فرنسا بالخطوة، قائلة إنها تؤيد الحوار، لكنّها حثت إيران على "نبذ أعمالها المزعزعة للاستقرار".
فيما أشاد كذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالخطوة، وقال إنه لا يزال على استعداد لتقديم "مساعيه الحميدة لدفع الحوار الإقليمي بشكل أكبر".
يذكر أن السعودية وإيران وهما خصمان إقليميان قد انخرطا في نزاعات إقليمية بالوكالة مثل الحرب في اليمن.