بدأ البابا فرنسيس، الذي بدا أنه تعافى تماماً من التهاب الشعب الهوائية، يوم الخميس 6 أبريل/نيسان 2023، أربعة أيام حافلة بالأحداث قبل عيد القيامة، وحثّ القساوسة على تجنب إثارة الانقسام في الكنيسة، وغسل أقدام سجناء في سجن للأحداث.
وفي يوم الخميس المقدس، أو خميس العهد، اجتمع فرنسيس مع عشرات الكرادلة والأساقفة ونحو 1800 قس في كنيسة القديس بطرس لتجديد الوعود التي قطعوها عند ترسيمهم.
وتوجه لاحقاً إلى سجن كاسال ديل مارمو في ضواحي روما، حيث غسل وقبّل أقدام 12 سجيناً شاباً، في لفتة لإحياء ذكرى تواضع السيد المسيح.
وكان هذا هو المكان الذي بدأ فيه فرنسيس، بعد فترة وجيزة من انتخابه في 2013، إقامة الحدث التقليدي في السجون ومنازل المسنين والمشردين بدلاً من الكهنة في كاتدرائيات روما كما كان يفعل أسلافه.
كما أنه أول بابا يضم نساءً وغير كاثوليك في عملية غسل الأقدام. وكان أحد السجناء في قداس الخميس مسلماً من السنغال. وكان بينهم أيضاً امرأتان.
وقال للسجناء في عظة مرتجلة قصيرة: "من الممكن أن يخطئ أي واحد منا".
وأمضى فرنسيس (86 عاماً)، أربعة أيام في المستشفى الأسبوع الماضي للعلاج من التهاب الشعب الهوائية، بعد أن اشتكى من صعوبات في التنفس. وتعافى بسرعة بعد تناول المضادات الحيوية.
أثار الدخول المفاجئ لبابا الفاتيكان فرنسيس إلى المستشفى، الأسبوع الماضي، على إثر مشكلات صحية يعاني منها، تساؤلات جديدة حول مستقبله على رأس الكنيسة الكاثوليكية، كما أحيا أملاً لدى خصومه من المحافظين، الذين يرغبون في رؤية تغيير في المنصب البابوي.
يعاني بابا الفاتيكان الأرجنتيني مشاكل صحية مزمنة، وبات يستخدم كرسياً متحركاً بسبب آلام في الركبة، وفي يوليو/تموز 2021، خضع لعملية جراحية في القولون.
ويوم الأربعاء 29 مارس/آذار 2023، أُدخل البابا البالغ 86 عاماً، إثر إصابته بالتهاب الشعب الهوائية، إلى الجناح المخصص للبابوات في الطابق العاشر من مستشفى جيميلي الجامعي، الذي أدخل إليه مراراً البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، والذي أنشئ في عام 1981.
ولطالما أثار البابا فرنسيس، منذ تعيينه في عام 2013، جدلاً بالنسبة إلى مواقفه الليبرالية بشأن الميول الجنسية، خصوصاً بعد مقولته الشهيرة: "من أنا لأحكم؟"، في يوليو/تموز 2013.
كذلك في نهاية يناير/كانون الثاني 2023، قال بابا الفاتيكان فرنسيس، في رسالة نشرها موقع "أوتريتش" Outreach، المتخصص في نشر مقالات ومعلومات قد تفيد الكاثوليكيين من مجتمع الميم-عين (المثليين)، إن الأشخاص الذين يجرّمون المثلية الجنسية "مخطئون"، في محاولة لتوضيح تعليقات سابقة له حول كون الممارسات الجنسية المثلية "خطيئة".
يُذكر أن بابا الفاتيكان، فرنسيس، كشف الأحد 18 ديسمبر/كانون الأول 2022، أنه بعد انتخابه في عام 2013، وقّع خطاب استقالة لاستخدامه إذا حالت مشاكل صحية خطيرة ودائمة يوماً ما دون القيام بواجباته.