يناقش مجلس الأمن الدولي في اجتماع مغلق، الخميس 6 أبريل/نيسان 2023، التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية وتحديداً اقتحام المسجد الأقصى، وذلك بطلب بدعوة من الإمارات، العضو غير الدائم بالمجلس، بالشراكة مع الصين.
وشهد المسجد الأقصى، لليلة الثانية على التوالي، الأربعاء 5 أبريل/نيسان، اقتحامات مكثفة من قوات الاحتلال، اعتدت فيها على المصلين، في مشاهد ضرب وتكسير للمعتكفين بالمصلى القبلي، كما اعتقلت أكثر من 300 شاب من ساحاته.
بحسب ما أعلنته بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة عبر حسابها على تويتر، وقناة المملكة الأردنية الرسمية، مساء الأربعاء، فإن أبوظبي بالشراكة مع الصين دعت إلى عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن؛ "لمناقشة التطورات الأخيرة المقلقة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتحديداً اقتحام المسجد الأقصى المبارك"، دون تفاصيل أكثر.
وفي يونيو/حزيران 2021، انتخب أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة الإمارات لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023.
في سياق متصل، نقلت قناة المملكة الأردنية، عن وكالة الأنباء الرسمية ببلادها، أن "مجلس الأمن الدولي يعقد الخميس جلسة طارئة؛ لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية في القدس المحتلة، بطلب أردني فلسطيني مشترك، وبالتنسيق مع الإمارات والصين".
وفي وقت سابق من مساء الأربعاء، دعا اجتماع طارئ للجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين (21 دولة بينها الإمارات)، مجلس الأمن الدولي إلى إيقاف "جرائم" إسرائيل بحق المسجد الأقصى، مؤكداً استمرار انعقاده بهدف "متابعة تطورات المخططات العدوانية الإسرائيلية".
وشدد الاجتماع على أن "إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة الوحيدة المخولة بإدارة جميع شؤون المسجد الأقصى المبارك/ طالحرم القدسي الشريف".
مظاهرات احتجاجية
وقمعت الشرطة الإسرائيلية، مساء الأربعاء، تظاهرات انطلقت في مدن فلسطينية داخل الخط الأخضر نصرة للمسجد الأقصى، وتنديداً باقتحامه والاعتداء على المصلين.
وندد مئات المشاركين في التظاهرة التي انطلقت من وسط مدينة أم الفحم بدعوة من لجنتها الشعبية، بالاعتداءات على المصلين في "الأقصى" الليلة، ورفعوا لافتات مطالبة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد، وردع اقتحامات المستوطنين.
وذكرت وكالة الأناضول أن الشرطة الإسرائيلية "قمعت المسيرة واعتدت على المتظاهرين، وأصيب شاب بجراح من جراء استهدافه بقنبلة أطلقتها الشرطة نحوهم".
من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن المتظاهرين "رشقوا قوات الشرطة بالحجارة وحاولوا الوصول إلى الطريق 65 الذي يربط بين شمال شرقي وجنوب غربي الأراضي المحتلة".
وأضافت الصحيفة أن قوات الشرطة "ردت باستخدام وسائل تفريق التظاهرات، وأطلقت النار في الهواء".
وقالت القناة "13" الإسرائيلية الخاصة، إن "تظاهرات أخرى شهدتها مدن حيفا وعرابة والرينة وكفر كنا وباقة الغربية وسخنين والبعنة وشفا عمرو، العربية، نصرة للمسجد الأقصى، فرَّقتها الشرطة".
فيما ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن الشرطة منعت التلويح بالعلم الفلسطيني في حيفا، وأصيبت فتاة عربية بجروح طفيفة لدى اعتداء عناصر الشرطة عليها بالضرب، وتم اعتقال متظاهر آخر.
وطالب المتظاهرون في حيفا بحماية المسجد الأقصى، ورددوا هتافات بينها "حكومة فاشية"، في إشارة إلى حكومة بنيامين نتنياهو، التي يصفها إعلام عبري بأنها "الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل"، بحسب المصدر ذاته.
اقتحام يتجدد
مساء الأربعاء، جددت قوات الشرطة الإسرائيلية اقتحامها ولليلة الثانية على التوالي للمسجد الأقصى، وقمعت المصلين قبل انتهاء صلاة التراويح، وأخلته من المعتكفين بالكامل باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي.
واقتحمت قوات كبيرةٌ المسجد الأقصى من بابي السلسلة والمغاربة قبل أن تنتهي صلاة تراويح اليوم الرابع عشر من رمضان، فيما منعت المصلين من إكمال صلاتهم، وحاصرت المصلى القبلي؛ لمنع أي محاولة للاعتكاف.
ولإخراج المصلين من الساحات ودفعهم نحو الأبواب، استخدمت قوات الاحتلال كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، كما استهدفت الشبان بالرصاص المطاطي.
وبعد منتصف ليل الثلاثاء، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المصلى القبلي بالمسجد الأقصى واعتدت على عدد كبير من المصلين والمعتكفين بالضرب، وأعلنت اعتقال 350 منهم، فيما أظهرت لقطات فيديو عناصر الاحتلال وهم يضربون عدداً من المصلين في باحة الأقصى وتقطع صلاتهم.
وتصاعدت حدة القمع الإسرائيلي للمصلين في المسجد الأقصى المبارك؛ خوفاً من انضمام أعداد كبيرة إلى المعتكفين بالمصلى القبلي، وسط دعوات للتصدي لاقتحامات المستوطنين في الصباح، والتي ارتفعت وتيرتها مع دخول موسم الأعياد اليهودية.
كما تصاعد التوتر في مدينة القدس وضواحيها، منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الأخيرة برئاسة بنيامين نتنياهو أواخر العام الماضي، والتي يصفها إعلام عبري بأنها "الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل".
توالي الإدانات ضد الاقتحام
فيما توالت إدانات دول عربية وإسلامية، الأربعاء، لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين المعتكفين بداخله.
وصدرت بيانات الإدانة عن كل من قطر ومصر والسعودية والأردن وتركيا وإيران، وسط حالة من التوتر، بسبب دعوات جماعات يهودية متطرفة إلى اقتحام المسجد الأقصى وذبح قرابين بمناسبة الأعياد اليهودية.
فيما أعربت الأمم المتحدة عن صدمتها من مشاهد اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين داخل المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، فيما دعا اجتماع طارئ للجامعة العربية، مجلس الأمن الدولي إلى إيقاف جرائم إسرائيل بحق المسجد الأقصى.
في الوقت ذاته، طالبت فلسطين بتحرك عربي ودولي لوقف العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، حيث قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، الأربعاء، إن "اقتحام المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال، والاعتداء على المصلين بهذه الوحشية، يتطلبان التحرك العاجل فلسطينياً وعربياً ودولياً".