قال موقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير نشره السبت، 1 أبريل/نيسان 2023، نقلاً عن عائلات معتقلين تونسيين في سجون قيس سعيد، إن السلطات تزج بهم في زنازين مليئة بالحشرات والبق، وليس بها أي مقومات حياتية، ونتيجة لهذه الأوضاع المزرية، أضرب العديد من المعتقلين السياسيين عن الطعام.
الموقع البريطاني قال إنه في يوم الجمعة، 24 مارس/آذار، ثاني أيام رمضان، تجمع فيه أهالي المعتقلين السياسيين لتناول الإفطار أمام المرناقية، أحد أكبر السجون في تونس، وتناولوا الحديث حول أوضاع الزنازين التي يقبع بها ذووهم بسبب الاعتقال الذي طالهم على يد قوات الأمن التونسية.
احتجاز المعتقلين التونسيين في ظروف سيئة
ملأت الأجواء جميع أنواع الهتافات، حيث غربت الشمس في الساحة الخالية المواجهة للمبنى، وطالب العشرات بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، المحتجزين الآن في ظروف قاسية وخطيرة في كثير من الحالات.
في البداية، كانت الأمور مختلفة بعض الشيء. قال يوسف الشواشي، نجل المحامي المعتقل غازي الشواشي، وهو من منتقدي الرئيس التونسي قيس سعيد، لموقع Middle East Eye البريطاني: "كانت الظروف طبيعية في البداية. حتى أن والدي اعتاد على رفاقه في الزنزانة وسجنه".
لكن بعد أسبوعين من اعتقال الشواشي، في 25 فبراير/شباط، جاء حراس الشرطة لإجبار 4 معتقلين سياسيين على الخروج من زنازينهم لنقلهم إلى مكان مجهول.
ثم واجه المعتقلون ظروفاً مروعة، حيث وضع اثنان منهم، عصام الشابي وخايم تركي، في زنازين مليئة بالبق والحشرات، وتُضاء باستمرار بـ5 مصابيح نيون.
لمدة أسبوعين تقريباً، كان على المعتقلين العيش على هذا النحو، بينما كافح محاموهم لتحسين أوضاعهم. وقال كريم مرزوقي، أحد محامي الدفاع "لا نطالب بشروط فندق 5 نجوم. نعرف حالة السجون في تونس. نطلب ببساطة الحد الأدنى المطلوب للحياة".
إضراب المعتقلين في تونس عن الطعام
احتجاجاً على الأوضاع داخل المرناقية، أضرب العديد من المعتقلين السياسيين عن الطعام.
في حين أنه وفي شهر مارس/آذار 2023 في تونس، اعتُقِلَ 30 ناشطاً سياسياً وقاضياً ومحامياً، علاوة على رئيس محطة إذاعية، اتُّهِموا بالتآمر على الأمن الوطني، في إطار حملة واسعة النطاق ضد المعارضة، التي وصفتها منظمة العفو الدولية بـ"مطاردة محمومة ذات دوافع سياسية".
أما في 30 مارس/آذار، رفضت محكمة تونسية طلباً للإفراج المؤقت، قدمه محامون عن 8 من الأشخاص المحتجزين قيد التحقيق بتهمة التآمر المزعوم. ويواجه المعتقلون السياسيون اتهاماتٍ بتدبير مخطط إرهابي للإطاحة بقيس سعيد، والتآمر مع جهات خارجية، وإحداث نقص في الغذاء، بحسب محامين وأفراد عائلاتهم.
في المقابل، انطلقت حملة "كلنا متآمرون" للضغط من أجل الحرية لجميع المعتقلين السياسيين في تونس.
من جانبها، قالت المحامية إيناس حراث، في منشور على منصة فيسبوك، إن الحكومة كانت توجه إدارة السجن بـ"إذلال المعتقلين السياسيين وتدميرهم معنوياً، بحرمانهم من الاستحمام والتطهر، ونقلهم إلى زنازين قذرة للغاية، وجميعها مليئة بالبق والحشرات". وأضافت أن المعتقلين كانوا مضطرين للذهاب إلى المرحاض في "حفرة في الأرض".
في حين قال أفراد من عائلاتهم لموقع Middle East Eye إن 4 من المعتقلين مستهدفون، لأنهم من أبرز خصوم سعيد. إلى جانب الشواشي والشابي، هناك أيضاً وزير المالية السابق خيام تركي وجوهر بن مبارك، أحد قادة جبهة الإنقاذ الوطني اليسارية.