قالت صحيفة Middle East Eye البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 30 مارس/آذار 2023، إن مجموعة الملابس والأزياء الفرنسية "لاكوست" تمر بمرحلة صعبة في المغرب؛ بعد انتشار دعوات لمقاطعتها وإغلاق متاجرها، بسبب قميص بولو الذي تنتجه ماركة لاكوست.
حيث دعت حملة انتشرت على نطاق واسع، باستخدام هاشتاغ #BoycottLacoste، إلى مقاطعة العلامة التجارية الشهيرة وحتى إغلاق متاجرها الثمانية عشر في المملكة المغربية. والسبب هو قميص بولو من إنتاج "لاكوست".
أزمة تواجه "لاكوست" في المغرب
بشكل أكثر تحديداً، قميص بولو لموسم صيف 2023 للرجال، والذي يحمل طرازه اسم Original L. 12. 12 Planisphere Polo. تُظهر خريطة العالم المطبوعة على قميص البولو هذا، والتي استنكرها العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المغاربة، حدوداً فاصلة بين المغرب والصحراء الغربية.
اذ يطالب المغرب بالصحراء الغربية كجزء من أراضيه منذ نهاية الحكم الاستعماري الإسباني في عام 1975.
رغم أن هذا الوضع كان محل نزاع دولياً منذ فترة طويلة، فإنه في ديسمبر/كانون الأول 2020، وافق الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، على الاعتراف بالسيادة المغربية على المنطقة مقابل اعتراف المغرب بإسرائيل، وهو الموقف الذي لم تتراجع عنه إدارة بايدن الحالية.
كذلك وبين عامي 1975 و1991، خاضت جبهة البوليساريو، وهي جماعة صحراوية تدعمها الجزائر، صراعاً مسلحاً مع المغرب من أجل استقلال الصحراء الغربية.
أما في عام 1991، فأُقرَّ وقف إطلاق النار الذي انهار في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، مما أدى إلى تجدد العنف وتدهور العلاقات بين المغرب والجزائر.
منذ ذلك الحين، اشتكى النشطاء الصحراويون من حملة قمع مكثفة من قبل السلطات المغربية.
انتقادات على منصات التواصل
في سياق متصل فقد عبَّر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عن رفضهم للخريطة الموجودة على قميص "لاكوست"، حيث نشرت سيدة مغربية مقطع فيديو على تويتر، صورت فيه نفسها وهي تمزق حقيبة لاكوست بالمقص.
كتب أحد مستخدمي تويتر: "عادت ماركة سياسياً على شكل قميص بولو بتقطيع المغرب إلى نصفين. المغرب مع صحرائه سواء أحببت ذلك أم لا".
كتب آخر: "غالباً ما أذهب إلى متجر لاكوست في مدينتي لشراء ملابسي. بما أن لاكوست لا تحترم سلامة بلدي، فأنا أقاطعها وأدعو كل المغاربة إلى أن يفعلوا الشيء نفسه".
فيما ربط البعض إطلاق الشركة الفرنسية للقميص بالتوترات الدبلوماسية بين باريس والرباط في السنوات الأخيرة.
في سياق موازٍ فقد ساءت العلاقات الفرنسية المغربية منذ قرار فرنسا تقليص عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة في سبتمبر/أيلول 2021، على أساس أن الرباط رفضت إصدار التصاريح القنصلية اللازمة لطرد رعاياها ذوي الوضع غير القانوني في فرنسا.
إضافة إلى ذلك، فإنّ تورط المغرب المزعوم في التجسس على كبار المسؤولين الفرنسيين عبر برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس"، ومن ضمنهم الرئيس إيمانويل ماكرون، أكمل انهيار الاتصال بين زعيمي الدولتين، وأُجِّلَت زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب والتي كان مقرراً إجراؤها في أكتوبر/تشرين الأول 2022، إلى أجلٍ غير مسمى.
في حين تفاقم التوتر بسبب محاولة باريس الحفاظ على موقف متوازن من قضية الصحراء الغربية، بينما يطالب المغرب شركائه بموقف واضح لصالحه.