يعد القمر الاصطناعي الذي أطلقته إسرائيل يوم الأربعاء، 29 مارس/آذار 2023، الأحدث في سلسلة من الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية المنتجة محلياً، والتي أُطلق أولها عام 1988.
القمر الاصطناعي الجديد يُطلق عليه اسم Ofek-13، وهو مخصص للتجسس، وتم تصنيعه من خلال شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية المملوكة للدولة.
بعد هذا القمر الجديد، كم يبلغ عدد الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية، وكم منها مخصص للتجسس أو الاتصالات أو دراسة كوكب الأرض؟
الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية
تُعد إسرائيل واحدة من الدول القليلة التي يمكنها تصنيع وإطلاق الأقمار الاصطناعية عبر صواريخ خاصة بها، ومن قواعد إطلاق موجودة على أراضيها.
منذ بداية برنامج الفضاء الإسرائيلي، أطلقت تل أبيب حوالي 43 قمراً اصطناعياً. يدور حول الأرض حالياً 31 قمراً اصطناعياً إسرائيلياً نشطاً، أحدثها هو قمر التجسس والاستطلاع Ofek-13، بينما أقدمها هو القمر الاصطناعي TECHSAT 1B المخصص للأبحاث، والذي أطلق للفضاء في 9 يوليو/تموز 1998، والذي لا يزال يعمل بشكل جزئي حتى اليوم.
وتختلف هذه الأقمار بين أقمار الاتصالات والأقمار العسكرية وأقمار التصوير والاستطلاع، وبين الأقمار الكبيرة، وتلك الصغيرة نسبياً.
حالياً تملك وكالة الفضاء الإسرائيلية 5 برامج رئيسية للأقمار الاصطناعية، بجانب الأقمار الصغيرة ومتناهية الصغر التي تطلقها الجامعات والمراكز البحثية.
هذه البرامج هي:
أفق (Ofek)، وهي سلسلة أقمار استطلاع وتجسس.
عاموس (AMOS)، وهي سلسلة أقمار الاتصالات والبث الفضائي.
إيروس (Eros)، وهي سلسلة أقمار للمراقبة الأرضية والصور.
تكسات (Techsat)، وهي أقمار بحثية.
تكسار (TechSAR)، وهي أقمار رصد قائم على تقنية التصوير الثلاثي الأبعاد.
الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية المخصصة للتجسس
تتمثل الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية المخصصة للتجسس في سلسلة من الأقمار التي يطلق عليها اسم أوفيك Ofek، وهي تسمية لسلسلة من أقمار الاستطلاع والتجسس الإسرائيلية التي جرى إطلاقها لأول مرة عام 1988.
حتى هذه اللحظة جرى إطلاق 13 قمراً اصطناعياً من هذه الفئة خلال الفترة من عام 1988 حتى عام 2023، منها عملتا إطلاق باءتا بالفشل للقمرين Ofeq-4 وOfeq-6. بينما يدور حالياً فوق الأرض حالياً 7 أقمار نشطة من هذه النوعية، بينها القمر الاصطناعي الجديد.
تم حمل أغلب هذه الأقمار على مركبات الإطلاق "شافيت 2" من قاعدة بالماحيم الجوية في إسرائيل، على ساحل البحر الأبيض المتوسط. تدور هذه الأقمار الاصطناعية حول الأرض في مدارات منخفضة، وتكمل دورة كاملة كل 90 دقيقة.
من المفترض أن أقمار Ofeq لها عمر تشغيلي فعال يتراوح بين 1 إلى 3 سنوات، لكن بعضها امتد عمله لفترات أطول، وأجهزة استشعار التصوير فوق البنفسجي والمرئي، باستثناء Ofeq-8 وOfeq-10 التي تستخدم رادار الفتحة التركيبية (SAR) التي تتميز بإمكانية الاستطلاع في جميع الأحوال الجوية وأثناء الليل.
أضف إلى هذا القمر الاصطناعي TechSAR، هو قمر اصطناعي للاستطلاع مجهز برادار حديث. تم تصميم القمر الاصطناعي ليخترق السحب الكثيفة من خلال تزويده بهوائي كبير يشبه الطبق لإرسال واستقبال إشارات الرادار. تم إطلاق القمر الاصطناعي بنجاح في 21 يناير/كانون الثاني 2008.
كان يفترض أن يعمل هذا القمر لمدة 5 سنوات فقط، لكنه لا يزال يعمل حتى يومنا هذا، ويعد أول قمر اصطناعي إسرائيلي متطور للاستطلاع.
أقمار اصطناعية للاستخدام التجاري
وتتمثل في مجموعة أقمار EROS المخصصة لمراقبة الأرض، لكنها ترتبط بالاستخدامات التجارية. تم إنشاء مشروع EROS عام 1997 ليتحول لاحقاً إلى مشروع تجاري كبير تحت اسم ImageSat International، ويبدأ تسويق قدراته للعملاء. كان أول عميل للشركة هو وزارة الدفاع الإسرائيلية بعدما واجهت إسرائيل فشلاً في إطلاق قمر التجسس Ofek-4 وانتهاء العمر الافتراضي لقمر التجسس Ofek-3.
من بين العملاء الآخرين لهذا المشروع وزارة الدفاع التايوانية والهند والمؤسسات التي اشترت لقطات وصوراً من ساحة المعركة في بداية الحرب الأفغانية. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء قاعدة بيانات تحتوي على صور للقمر الاصطناعي تم بيعها لشركات حول العالم عند الطلب.
أحدث مجموعة من هذه الفئة من الأقمار الاصطناعية هي EROS NG، وهي مجموعة تتألف من سلسلة من 4 أقمار اصطناعية عالية الدقة (EROS C1 إلى C4)، وقمرين اصطناعيين عاليي الوضوح "EROSAR 1″ و"2 EROSAR". هذا الأخير يتوقع إطلاقه عام 2026.
أقمار الاتصالات الاصطناعية الإسرائيلية
لعل أشهر الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية في الفضاء، أقمار عاموس (Amos)، وهي سلسلة 9 أقمار اصطناعية للاتصالات بينها 4 لا تزال نشطة حتى الآن، أقدمها AMOS 5I وأحدثها AMOS 17. تم تطوير جميع الأقمار الاصطناعية AMOS من قبل شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI).
الأقمار المخصصة للدراسات العلمية
أحدث الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية المخصصة للأبحاث كان القمران الاصطناعيان TAU-SAT 2 وNSL-2، وكلاهما قمران مكعبان صغيران كانا على متن الصاروخ فالكون-9 التابع لشركة سبيس إكس، واللذان أطلقا يوم 3 يناير/كانون الثاني 2023، بهدف الدراسات العلمية، بالإضافة لقمر NSL-1 الذي أُطلق عام 2019.
توجد أيضاً أقمار Tevel، التي جرى إطلاقها يوم 13 يناير/كانون الثاني 2022، عبر صاروخ فالكون-9 التابع لشركة سبيس إكس، وطورها مركز هرتسليا للعلوم في إسرائيل، وهي أقمار اصطناعية طلابية وتعليمية.
هذا بالإضافة إلى أقمار DIDO، وهي أقمار اصطناعية مكعبية، مهمتها البحث عن الجاذبية الدقيقة، وصممتها شركة سبيس فارما الإسرائيلية/ السويسرية.
تحتوي هذه الأقمار الاصطناعية على مختبر mGnify المصغر الشامل، والذي يمكن التحكم فيه عن بُعد من أي مكان. يمكن لوحدة mGnify إجراء تجارب على نمو البكتيريا، ومقاومة المضادات الحيوية، والتجميع الذاتي، والتفاعلات الأنزيمية، والبلمرة، وتوليف الجسيمات النانوية، وديناميكيات تجميع الجسيمات، واستقرار المستحلب والتبلور.
حالياً يوجد منها قمران، هما DIDO-3 وDIDO-2.
كذلك القمر الاصطناعي تيكسات 2 (Techsat 2) المخصص للأبحاث ودراسة الأرض.
إسرائيل والسباق نحو الفضاء
تمتلك إسرائيل برنامجاً فضائياً يمتد إلى ثمانينيات القرن العشرين، عندما أصبحت إسرائيل الدولة الثامنة في العالم التي تنجح في إطلاق الأقمار الاصطناعية ووضعها في الفضاء.
نتيجة نقص الموارد، ركز برنامج الفضاء الإسرائيلي على تصغير التكنولوجيا وتطوير أقمار اصطناعية صغيرة وخفيفة بدقة عالية وقدرات الاستشعار عن بُعد والاتصالات. تقوم مجموعات إسرائيلية حالياً بتطوير أقمار اصطناعية صغيرة وأقمار اصطناعية متناهية الصغر.
تعتبر إسرائيل حالياً رائدة عالمياً في هذه الصناعة. وتعمل صناعة الفضاء الإسرائيلية بشكل أساسي في تطوير وإنتاج وتشغيل الأقمار الاصطناعية وبيع خدمات الاتصالات والاستشعار عن بُعد.
تركز صناعة الفضاء الإسرائيلية على أقمار التصوير عالية الدقة الموضوعة في المدار الأرضي المنخفض (LEO) وأقمار الاتصالات المتمركزة في مدار الأرض (GEO).