أُوكلت له مهمة التطبيع وتشويه قطر دولياً! موقع استخباراتي: قرقاش احتفظ بمنصبه رغم تغيرات ميزان القوى بالإمارات

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/31 الساعة 14:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/31 الساعة 14:28 بتوقيت غرينتش
أنور قرقاش مستشار دبلوماسي لرئيس الإمارات / رويترز

احتفظ ضابط المخابرات الإماراتي السابق أنور قرقاش بمنصبه وصلاحياته كمستشار دبلوماسي للرئيس، عقب تولّي محمد بن زايد مقاليد الحكم، لكن التدابير التي اتُّخذت لإعادة تنظيم ميزان القوى عقب تولي بن زايد للرئاسة تضمنت تغييراً طفيفاً في  دوره رغم أنه لا ينتمي إلى السلالة الحاكمة.

موقع Intelligence Online الفرنسي نشر، الجمعة 31 مارس/آذار 2023، تقريراً، رصد فيه دور قرقاش  البارز في السياسة الخارجية والاستخبارات إلى جانب الرئيس الإماراتي الراحل خليفة بن زايد، ونشاط قرقاش الفعال في الحملة المناهضة لقطر، ثم في الصراع اليمني والتقارب الإماراتي مع إيران، والذي على إثره كوفئ قرقاش على ولائه لآل نهيان.

التقرير أشار إلى أن قرقاش كان من بين الوفد الإماراتي الذي استقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد في أبوظبي في 18 مارس/آذار، وكان أنور قرقاش هو من تولى، على نحو متوقع، إلقاء بيانٍ عام بالنيابة عن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان.

محمد بن زايد وبشار الأسد
محمد بن زايد وبشار الأسد

الدبلوماسي

كانت إدارة التعامل مع إسرائيل وإيران وقطر واليمن هي القضايا التي بنى عليها قرقاش -المولود في دبي، من أصل إيراني- سمعتَه أثناء توليه منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية من عام 2008 إلى 2021، وما زالت هذه القضايا نفسها هي الشاغلة لأكثر وقته اليوم.

فقد صار الرجل الذي يودعه محمد بن زايد ثقته للتحدث عن سياسته الخارجية لوسائل الإعلام العالمية، ومكَّنته الرعاية التي يوليها لعلاقاته مع كل شخص يتحدث إليه، من التعامل بفاعلية مع كثيرٍ من أبرز قضايا السياسة الخارجية لمحمد بن زايد في الآونة الأخيرة.

انخرط قرقاش في مساعي "إذابة جليد" العلاقات بين أبوظبي وطهران في ديسمبر/كانون الأول 2021، بعد مفاوضات داخلية مكثفة بين الإماراتيين في أبوظبي ودبي. ونظَّم سراً الزيارة المفاجئة التي عقدها طحنون بن زايد آل نهيان، شقيق محمد بن زايد ومستشار الأمن القومي، إلى إيران. 

وفي 16 مارس/آذار، كان رفيق محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم إمارة دبي، في لقائه علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي أُرسل إلى الإمارات بعد الإعلان عن اتفاق استئناف العلاقات بين طهران والرياض.

حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم - رويترز
حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم – رويترز

المنافسة

في غضون ذلك، اقتصرت مهام قرقاش على الدور التنفيذي؛ لأنه لا ينتمي إلى السلالة الحاكمة، وقد بات يشهد بعض التراجع في صلاحياته مع تزايد نفوذ بعض الأمراء. 

وبينما يواصل الإشراف رسمياً على تمثيل موقف أبوظبي في اليمن أمام مبعوثي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، فإن ما يجري خلف الكواليس أن طحنون بن زايد هو من يتولى الأمور تدريجياً، سواء في الإشراف على المخابرات العسكرية أو في تمويل وكلاء الإمارات هناك.

أُوكلت إلى قرقاش مهمة الإشراف على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وكان المسؤول الذي عيَّنه محمد بن زايد للترحيب بأول وفد إسرائيلي يزور أبوظبي بعد إبرام اتفاقيات أبراهام في سبتمبر/أيلول 2020. 

لكن في توزيع الأدوار الجديد الذي أمر به محمد بن زايد، كُلف عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، ثم خلدون المبارك، كبير المستشارين الماليين لمحمد بن زايد -الذي زار تل أبيب في منتصف مارس/آذار- بمهمةِ تعزيز الروابط التي تولى قرقاش في البداية إقامتها مع إسرائيل.

ضابط استخبارات ومسؤول حملات الضغط

حصل قرقاش على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من كينغز كوليدج في كامبريدج، ودرس أيضاً في جامعة جورج واشنطن الأمريكية، وبدأ مسيرته المهنية بالعمل في أجهزة استخبارات أمن الدولة، ثم ترقى بسرعة في مراتب الهيكل السياسي في أبوظبي.

وعُين وزيراً للدولة في عام 2008، واختاره محمد بن زايد بنفسه في عام 2017 لقيادة مساعي الإمارات لتشويه سمعة الدوحة على الساحة الدولية. وقد أوغل في هذا الدور حتى إنه وبَّخ وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في قمة مجلس التعاون الخليجي في ديسمبر/كانون الأول 2017 -بعد أشهر قليلة من إعلان الإمارات والسعودية ومصر حصارها على قطر- متهماً إياه بتمويل الحوثيين في اليمن.

تعاون قرقاش في حملته على قطر مع أحد معارفه القدامى، ديفيد ريج، خبير العلاقات العامة الذي كان يعمل لدى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ومؤسس شركة  Project Associates البريطانية.

وتشير المعلومات التي جمعها موقع Intelligence Online إلى أن قرقاش كان وراء إنشاء الشركة في لندن عام 1997، وقد استدعى ريج لإدارة الكثير من الحملات التي شنتها الإمارات على قطر وجماعة الإخوان المسلمين، حتى إن مستشاري شركة Project Associates يُوصفون أحياناً في دوائر استخبارات لندن وباريس، بأنهم "ضباط استخبارات إماراتيون بشركةٍ خاصة يحملون جوازات سفر أوروبية".

بعد أن تخلت السعودية عن حصارها لقطر ودفعت لعودة العلاقات معها في يناير/كانون الثاني 2021، كوفئ قرقاش على دوره السابق بتولي منصب مستشار السياسة الخارجية للرئيس، وإعادة تسمية "أكاديمية الإمارات الدبلوماسية" تحت اسمه، لتصبح "أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية"، وهي الأكاديمية التي تدرِّب فيها الإمارات دبلوماسييها وضباط استخباراتها للمستقبل.

كل هذه المهام لم تحبس قرقاش -الذي أتمَّ 64 عاماً من عمره في 28 مارس/آذار وينحدر من عائلة تجارية إيرانية قديمة في دبي- من رعاية شؤون عائلته التجارية. ومجموعة قرقاش التجارية إحدى مجموعات الإمبراطورية العائلية التي أسسها في عام 1918 الجدُّ علي حاجي  عبد الله عوضي قرقاش. ويرأس فرعاً من أعمال العائلة اليوم شقيقه سمير قرقاش، الضابط السابق بالقوات المسلحة الإماراتية. ومنذ عام 2019، أصبح أنور قرقاش الموزع الحصري لسيارات مجموعة "جي إيه سي" الصينية، فضلاً عن كونه الموزع العام لسيارات شركة مرسيدس بنز الألمانية في دبي، وكانت مبيعات شركته في وقت من الأوقات ربع مبيعات الشركة الألمانية الكبرى في الشرق الأوسط.

تحميل المزيد