قصفت أوكرانيا محطة للسكك الحديدية؛ مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في مدينة ميليتوبول التي تحتلها روسيا، خلف خطوط المواجهة، الأربعاء 29 مارس/آذار 2023، وسط حديث متزايد من جانب كييف عن هجوم مضاد على القوات الروسية التي تكبدت خسائر في هجماتها خلال فصل الشتاء.
وأظهرت صور منشورة على الإنترنت، لم يتسن لـ"رويترز" التحقق منها، انفجارات تضيء سماء ميليتوبول خلال أوقات الليل مع وجود آثار لدخان الطائرات.
ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية، عن مسؤولين عيَّنتهم موسكو، قولهم إن محطة للسكك الحديدية تعرضت لأضرار، إلى جانب انقطاع الكهرباء عن المدينة والقرى المجاورة.
تمثل مدينة ميليتوبول قاعدة الإدارة الروسية في زابوريجيا، وهي واحدة من خمس مدن أوكرانية تزعم روسيا ضمها.
كما أن ميليتوبول مركز لوجستي للسكك الحديدية تستخدمه القوات الروسية في جنوب أوكرانيا، كما أنها جزء من الجسر البري الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.
ولا توجد معلومات عن الأسلحة التي ربما تكون أوكرانيا قد استخدمتها في الهجوم.
وتقع ميليتوبول في جنوب محطة زابوريجيا النووية التي زارها مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء، مكرراً الدعوة إلى إنشاء منطقة آمنة هناك.
وقال رافائيل غروسي إن الوضع لم يتحسن بعد، وإن القتال احتدم في أحد الأماكن القريبة.
لا مكاسب روسية
وتشبثت القوات الأوكرانية بمواقعها الدفاعية منذ آخر تقدم كبير لها قبل نحو خمسة أشهر. وشنت موسكو هجمات خلال هذه الفترة باستخدام مئات الآلاف من جنود الاحتياط وآلاف المدانين الذين جنَّدتهم شركة فاغنر العسكرية الخاصة من السجون الروسية.
ولكن مع دخول فصل الربيع، لا تزال هناك تساؤلات عن المدة التي يمكن للروس أن يستمروا فيها في الهجوم على الأراضي الأوكرانية، ومتى سيرد الأوكرانيون عليهم. وهناك بوادر واضحة على أن الهجوم الروسي آخذ في الضعف.
وانخفض متوسط عدد الهجمات التي تشنها روسيا يومياً على خطوط المواجهة مع أوكرانيا في الشهر الحالي من 124 هجوماً خلال الفترة من الأول حتى السابع من مارس/آذار، إلى 69 هجوماً في الأيام السبعة الماضية. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن عدد الهجمات التي شنتها روسيا، الأربعاء، بلغ 57 هجوماً.
وأفاد صحفيو رويترز بالقرب من الخطوط الأمامية غربي باخموت وإلى الشمال منها، بتراجع عدد الهجمات الروسية، على نحو ملحوظ خلال الأسبوع الماضي.
وأقر رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، يفغيني بريغوجين، الأربعاء، بأن المعركة من أجل السيطرة على مدينة باخموت الأوكرانية ألحقت ضرراً بالغاً بقواته وكذلك بالجانب الأوكراني.
وتشهد باخموت، وهي مدينة صغيرة في شرق أوكرانيا تستهدفها روسيا منذ شهور، قتالاً ضارياً ودماراً كبيراً، فيما أصبحت أطول معارك الحرب وأكثرها دموية.
وقال بريغوجين في رسالة صوتية: "المعركة من أجل باخموت اليوم دمرت بالفعل عملياً الجيش الأوكراني، وللأسف ألحقت أيضاً ضرراً بالغاً بشركة فاغنر العسكرية الخاصة".
هجوم مضاد في الربيع
فيما قالت المخابرات العسكرية البريطانية، الأربعاء، إن الأوكرانيين نجحوا في إجبار الروس على الابتعاد عن طريق الإمداد الرئيسي المؤدي إلى باخموت، وإن الهجمات الروسية بالمدينة آخذة في الانخفاض.
واستلمت أوكرانيا منذ أيام، أول دفعة من دبابات القتال الغربية لاستخدامها في شن هجوم مضاد على القوات الروسية مع انتهاء موجة الطقس البارد.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن موسكو ردت بإرسال المئات من دباباتها الجديدة والمطورة إلى قواتها.
فيما قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، إن إعلان موسكو اعتزامها نشر أسلحة نووية تكتيكية على أراضي روسيا البيضاء سيجبر حلف شمال الأطلسي على تقييم خطورة الموقف.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الاستراتيجية الصاروخية الروسية بدأت تدريبات مقررة تشمل أنظمة صواريخ يارس النووية الباليستية العابرة للقارات.
وأضافت في بيان عبر تطبيق تليغرام للمراسلات: "شارك في التدريبات أكثر من ثلاثة آلاف فرد عسكري ونحو 300 قطعة عتاد في المجمل".