نقلت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الثلاثاء 28 مارس/آذار 2023، عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الولايات المتحدة أبلغت روسيا بأنها لن تشارك بعد الآن بيانات تفصيلية حول قواتها النووية الاستراتيجية، بعد قرار موسكو تعليق مشاركتها في معاهدة ستارت الجديدة التي تستهدف تقليص الأسلحة طويلة المدى.
حيث ورد على لسان مسؤول بارز في إدارة بايدن: "هذا أول تحرك نتخذه في إطار المعاهدة؛ رداً على تعليق روسيا مشاركتها. هدفنا هو تشجيع روسيا على العودة إلى الامتثال للمعاهدة".
روسيا تنسحب من معاهدة تخص الأسلحة النووية مع امريكا
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال في فبراير/شباط 2023 إن موسكو سوف تنسحب من آخر معاهدة رئيسية متبقية للسيطرة على انتشار الأسلحة النووية بين روسيا والولايات المتحدة، مما تسبب في زيادة الشواغل لدى الخبراء من أن العصر الذي امتد لعقد زمني من فرض القيود على انتشار الأسلحة النووية، ربما يبدأ في التفسخ.
فيما أبلغت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية لمراقبة التسلح والأمن الدولي، بوني دي جنكينز، نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، بقرار الولايات المتحدة بإيقاف مشاركة البيانات، الإثنين 27 مارس/آذار.
من ناحية أخرى، قال مسؤولون سابقون إن الخطوة كانت ضرورية كي تتضح لموسكو كلفة القرار الذي اتخذته بالانسحاب من المعاهدة.
حيث قالت لين روستن، المسؤولة الأمريكية البارزة السابقة، التي تشغل الآن منصب رئيسة منظمة مبادرة التهديد النووي غير الربحية التي تركز على القضايا الأمنية: "إنه مؤسف للغاية، لكنه متوقع تماماً وملائم. لماذا يجب أن تتواصل استفادة روسيا من تدابير الشفافية في حين أنها تمنعها عن الولايات المتحدة؟".
الحد من التسلح
فيما أعرب آخرون من أنصار الحد من التسلح عن القلق من أن ذلك قد يؤدي إلى تفسخ تدريجي لإطار الحد من التسلح الذي نظَّم التنافس النووي بين واشنطن وموسكو على مدى عقود.
حيث قال داريل كيمبل، المدير الإداري لرابطة الحد من الأسلحة: "يقدم حجب هذه المعلومات إلى الولايات المتحدة نفوذاً قليلاً أو معدوماً على روسيا، ويزيد من ضبابية الموقف بالنسبة لامتثال كلا البلدين بالمعاهدة".
في إطار موازٍ، تضم البيانات الأمريكية المحجوبة معلومات تفصيلية حول عدد القاذفات والصواريخ والرؤوس الحربية النووية التي تُنشر في القواعد الأمريكية المحددة، وهي معلومات يجري تبادلها كل ستة أشهر بموجب معاهدة ستارت الجديدة.
مواصلة تبادل البيانات
في حين قال مسؤولون أمريكيون إن بوني، وكيلة وزارة الخارجية، اقترحت مواصلة تبادل هذه البيانات خلال مكالمتها مع ريابكوف. ولكن بعد أن أشارت روسيا إلى أنها لن تقدم هذه البيانات حول قواتها، قالت الولايات المتحدة إنها سوف تمتنع هي الأخرى عن تقديم مثل هذه المعلومات. ولم تدلِ السفارة الروسية في الولايات المتحدة بأي تعليق حول الأمر. فيما أكد مسؤول دبلوماسي في موسكو على رواية المسؤولين الأمريكيين.
فيما قال المسؤول الكبير في الإدارة الأمريكية: "إنها تمنحك أفضل نوعية من تحديثات الحالة حول القوات النووية الأمريكية"، وذلك في تعليقه على البيانات الأمريكية التي ستُحجب. وأضاف: "أخمن أن الأشخاص الذين يعملون فعلياً على هذه الموضوعات في النظام الروسي، سوف يفتقدونها".
لكن لا تزال الولايات المتحدة تخطط للإعلان عن المعلومات العامة حول العدد الإجمالي لرؤوسها الحربية، وصواريخها وقاذفاتها المنشورة، ومنظوماتها النووية التي لا تعمل بكامل طاقتها.
تقديم البيانات حول الصواريخ الاستراتيجية
كذلك تواصل إدارة بايدن تقديم الإشعارات اليومية فعلياً إلى روسيا حول تحركات صواريخها الاستراتيجية، وقاذفاتها وغواصاتها، أو التغيرات في حالتها الاستنفارية، وذلك وفقاً لما تنص عليه المعاهدة.
على الجانب الآخر، لم تعُد روسيا تقدم هذه الإشعارات، مما أثار تساؤلاً حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستحذو حذوها. ويقيم مسؤولو إدارة بايدن ماهية التأثير المحتمل لحجب مثل هذه الإشعارات على الاستقرار الاستراتيجي بين القوتين النوويتين.