قدّم وزيران ألمانيان، الأربعاء 29 مارس/آذار 2023، مشروع قانون جديد لجذب العمالة الأجنبية الماهرة إلى البلاد، من خلال تحسين الرقابة على دخولهم إلى البلاد وتخفيف بعض القيود؛ وذلك في مسعى من الحكومة لتعويض نقص العمالة في بعض القطاعات والمناطق.
وزيرا الداخلية نانسي فيزر، والعمل هوبرتوس هايل، قالا في مؤتمر صحفي بالعاصمة الألمانية برلين، إن القانون الجديد يشمل 3 مسارات تضمن جميعها توفير مزيد من المرونة.
أشار الوزيران الألمانيان إلى أن المسار الأول يتعلق بالشهادات الجامعية، إذ سيتمكن أي حاصل على درجة علمية معترف بها في ألمانيا من القيام بأي عمل في المستقبل، ولفتا إلى أن تصريح العمل (بطاقة الاتحاد الأوروبي الزرقاء)، سيكون في متناول ممزيد من المتخصصين الحاصلين على درجة جامعية.
أما المسار الثاني فيتعلق بالخبرة المهنية، وقال الوزيران في هذا الصدد إنه "يجب تسهيل الهجرة للعمال المهرة الذين لديهم سنتان على الأقل من الخبرة المهنية، ويتمتعون بمؤهلات معترف بها من قبل وطنهم الأصلي"، مشيرَين إلى أنه "لم يعد ضرورياً" الاعتراف بالمؤهلات المهنية في ألمانيا.
ينص مشروع القانون على أن يضم المسار الثالث إدخال ما يسمى "بطاقة الفرصة" على أساس نظام النقاط، حيث يتم تقييم المؤهلات ومعرفة اللغتين الألمانية والإنجليزية، إضافة إلى الخبرة المهنية.
كما ستحسب النقاط وفقاً لوجود علاقات للشخص صاحب المؤهلات مع ألمانيا، وإمكانية الزواج وانتقال الشريك إلى البلاد.
سيسمح هذا المسار أيضاً بالعمل لمدة تصل إلى 20 ساعة في الأسبوع أثناء البحث عن وظيفة.
وزيرة الداخلية فيزر، قالت خلال مؤتمر صحفي: "أخيراً ننتهز الفرصة لوضع قانون هجرة حديث. سنضمن أن نجلب العمال المهرة إلى البلد والذين كان اقتصادنا في حاجة ماسة إليهم منذ سنوات".
يأتي هذا، فيما تواجه العديد من الشركات الألمانية منذ مدة طويلة، صعوبات كبيرة في العثور على متخصصين مؤهلين.
كان قد بلغ عدد الوظائف الشاغرة نحو 1.98 مليون في 2022، وهو أعلى معدل يتم رصده على الإطلاق في ألمانيا، ويؤثر نقص العمالة الماهرة على الشركات في عدد كبير من القطاعات والمناطق، لا سيما في مجالات الصحة والرعاية، ورعاية الأطفال، وقطاع تكنولوجيا المعلومات والعديد من المهن الإنتاجية والخدمية الأخرى.
كانت ألمانيا قد شهدت دعوات للترحيب بالأجانب في البلاد، وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، قالت أندريا ناليس وهي في منصب رئيسة وكالة التوظيف الألمانية، إن "روح البلد الجاذب للمهاجرين ليست موجودة في ألمانيا بعد (…)"، وفقاً لما أورده موقع DW الألماني.
أضافت ناليس: "من يأتوا إلينا ليسوا مجرد عمال مهرة، بل هم في الأساس بشر، لذلك يجب أن يكون لدينا استعداد للترحيب بهم كبشر دون النظر إليهم فقط على أنهم عمال مهرة، وإلا فلن يجدي الأمر نفعاً".
كذلك دعت إيفا ماريا فيلسكوب-ديفا، رئيسة مؤسسة كاريتاس الخيرية، إلى تغيير في الوعي، مشيرة إلى أن المجتمع يعتمد على العمال الأجانب، وأضافت مستدركة: "لكن بدلاً من فتح الأبواب، تفتح أوروبا المجال لمناقشات سخيفة حول تهديد الهجرة للنظم الاجتماعية، ويتم إثارة الاستياء ضد الأجانب".