“الأبواب الخلفية” لروسيا تساعدها على تجاوز عقوبات الغرب.. تجلب ما يحلو لها من السلع حتى الفاخرة منها

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/28 الساعة 11:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/28 الساعة 11:37 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - رويترز

تتدفق البضائع الغربية على روسيا، بدءاً من شرائح الحاسوب إلى الهواتف الذكية، وذلك على الرغم من العقوبات التي يفرضها الغرب على موسكو، بسبب الحرب على أوكرانيا، وتعتمد موسكو بذلك على دول الاتحاد السوفييتي السابقة الصديقة. 

صحيفة The Times البريطانية، ذكرت الإثنين 27 فبراير/شباط 2023، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سبق أن وافق، في يونيو/حزيران 2022، على الخطة المعروفة باسم الواردات الموازية، والتي تسمح للشركات الروسية باستيراد بضائع غربية من دول ثالثة دون إذن مالك العلامة التجارية.

على موقع التسوق الإلكتروني الأشهر في روسيا، Ozon.ru، يوجد أحدث طرازات من هواتف آيفون التي يمكن توصيلها خلال ساعتين؛ ما يُعَد استهزاءً بقرار شركة "أبل" سحب أعمالها من الدولة. 

تُشير الصحيفة إلى أن واردات الأبواب الخلفية عبر الصين، وكذلك دول سابقة في الاتحاد السوفييتي مثل أرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان، ساهمت في تخفيف وطأة العقوبات الغربية غير المسبوقة على موسكو. 

واستطاعت روسيا أيضاً الحصول على التقنيات التي تسمح لها بشحذ هجماتها على كييف والمدن الأوكرانية الأخرى؛ عبر استيراد شرائح أشباه الموصلات المتطورة المُستخدَمة في أنظمة الملاحة الخاصة بالصواريخ الجوّالة "كروز". 

كانت روسيا قد سعت منذ عهد الاتحاد السوفييتي، لإنتاج شرائحها من أشباه الموصلات عالية الجودة، لكن دون جدوى؛ ويعتمد برنامجها لإنتاج الصواريخ بقوة على التكنولوجيا الغربية.      

بحسب صحيفة The Times، فإن كازاخستان الدولة السابقة في الاتحاد السوفييتي، والتي تربطها علاقات قوية بموسكو، استوردت أشباه موصلات بقيمة 3.7 مليون دولار في العام الماضي لصالح موسكو، في ارتفاع بـ300 مرة مقارنة بفترة ما قبل الحرب، كما زوّدت الصين روسيا بشرائح دقيقة وغيرها من التكنولوجيا المتقدمة.

على الرغم من ذلك، أشارت صحيفة الأعمال الروسية Kommersant إلى أن ما يصل إلى 40% من أشباه الموصلات التي تستوردها موسكو من الصين معطوبة، مقارنةً بمعدل 2% ما قبل الحرب.

استيراد السلع الفاخرة 

كانت العشرات من الشركات الغربية قد أوقفت أعمالها في روسيا عقب بدء الهجوم على أوكرانيا، لكن لم يكُن لرحيلها تأثيرٌ يُذكر على المتسوق العادي، فبتشجيع من الكرملين، واصلت الشركة الروسية استيراد الأثاث من أيكيا وألعاب أطفال أمريكية الصنع وسلع فاخرة من علامات مثل جورجيو أرماني وإيف سان لوران. 

تُشحَن البضائع إلى مخازن في هونغ كونغ قبل توصيلها إلى العملاء الروس، كما حث الكرملين أيضاً الروس، على تحميل نسخ مُقرصنة من الأفلام الغربية "لإفلاس" منصة نتفليكس وغيرها من شركات خدمات البث، بحسب الصحيفة البريطانية. 

رام بين تزيون، رئيس شركة Publican، التي تراقب عمليات الشحن الاحتيالية، قال في تصريح لوكالة أنباء Reuters: "جميع السلع متوفرة، وستكون كذلك في المستقبل". 

مع ذلك، تبدو هذه الثغرات التي تستغلها روسيا للمراوغة من العقوبات، أو على الأقل بعضها، على وشك الإغلاق، إذ قالت كازاخستان، التي تشترك مع روسيا في حدود بطول 7563 كيلومتراً، إنها ستفرض ضوابط إضافية على الواردات إلى جارتها سعياً لوقف تجارة "تحت الأرض" مع موسكو.  

تتخوف كازاخستان من أنَّ الدول الغربية يمكن أن تستهدف اقتصادها، إذا رأت أنها تساعد نظام بوتين، وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قد زار في فبراير/شباط 2022 أستانا، عاصمة كازاخستان. وقال مسؤول حكومي لموقع Eurasianet: "حكومتنا لن تسمح بالالتفاف على العقوبات الغربية".    

في حين ذكرت محطة إذاعة Kommersant، ومقرها موسكو، نقلاً عن شركات لوجستية، أنَّ تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بدأت في منع عبور البضائع الخاضعة للعقوبات إلى روسيا هذا الشهر، وكانت تركيا قد سجلت كمية قياسية من البضائع المُصدَّرة إلى روسيا في أغسطس/آب الماضي، بقيمة 738 مليون دولار.

كان ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قد قال إنَّ الدول الغربية تمارس "ضغوطاً علنية ووحشية" على الدول التي واصلت التعامل مع روسيا، لكن دون ذكر تفاصيل.

يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.

تحميل المزيد