حكمت السلطات الروسية على مواطن بالسجن عامين بتهمة تشويه سمعة القوات المسلحة، وذلك إثر تحقيق أجرته الشرطة في روسيا بسبب صورة رسمتها ابنته في المدرسة تناهض الحرب في أوكرانيا، بحسب ما أفادت منظمة أو.في.دي-إنفو المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، الثلاثاء 28 مارس/آذار 2023.
غير أن متحدثاً باسم المحكمة قال إن الرجل، ويدعى أليكسي موسكاليوف، هرب من الإقامة الجبرية بمنزله الليلة الماضية ولا يُعرف مكانه حالياً.
وقال المتحدث في لقطات مصورة من قاعة المحكمة نشرها موقع سوتا الإخباري المستقل: "المتهم، السيد موسكاليوف، لم يحضر صدور الحكم؛ لأنه هرب الليلة الماضية من الإقامة الجبرية بمنزله".
وتم التفريق بين موسكاليوف وابنته ماشا منذ تم وضعه رهن الإقامة الجبرية بداية مارس/آذار الحالي، فيما تم نقلها إلى دار للأطفال في مدينتهما يفريموف إلى الجنوب من موسكو.
وأثارت القضية غضب نشطاء حقوق الإنسان الروس، وأشعلت حملة على الإنترنت للم شمل الأب وابنته.
صواريخ تسقط فوق أوكرانيا
وكان موسكاليوف قد أُدين بتعليقات نشرها بنفسه على الإنترنت حول الحرب في أوكرانيا، لكن التحقيق بدأ بعد أن رسمت ماشا (12 عاماً) صورة في أبريل/نيسان العام الماضي تظهر صواريخ روسية تسقط على أُم أوكرانية وطفلها، الأمر الذي دفع مدير المدرسة إلى استدعاء الشرطة.
وبدأت الشرطة تتبع نشاط موسكاليوف على وسائل التواصل الاجتماعي، وتم تغريمه في البداية 35 ألف روبل (460 دولاراً)؛ بسبب تعليقات تنتقد الجيش الروسي.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، فتح محققون تحقيقاً آخر ضده للاشتباه في تشويه سمعة القوات المسلحة، وهذه المرة بناء على منشور على مواقع التواصل الاجتماعي في يونيو/حزيران.
وقالت جماعة ميموريال الروسية المحظورة لحقوق الإنسان إنها تعتبر موسكاليوف سجيناً سياسياً.
من جانب آخر، زار محامٍ للعائلة ماشا اليوم الثلاثاء في دار الأطفال، وخرج بالرسومات التي رسمتها لأبيها. كما سُمح له بتصوير خطاب كتبته له تقول فيه: "أبي، أنت بطلي"، بحسب مقطع مصور نشره موقع سوتا فيجن.
قوانين صارمة بعد الحرب
وأصدرت روسيا قوانين تحظر تشويه سمعة القوات المسلحة أو تعمُد نشر معلومات مضللة عنها بعد وقت قصير من غزو أوكرانيا العام الماضي، وحددت عقوبات تصل للسجن 15 عاماً لمن يدانون بذلك.
كذلك أقرت روسيا مشروع قانون يجرم ويفرض عقوبات جنائية وغرامات على المنشورات "المزيفة" التي تشوه سمعة الجيش الروسي، وتدعو إلى فرض عقوبات على روسيا.
وينص القانون على منع نشر تقارير كاذبة تتعلق بعمليات القوات المسلحة الروسية، وفرض غرامة على الأخبار المضللة والكاذبة قد تصل إلى 1.5 مليون روبل روسي، بالإضافة إلى حكم بالسجن.
كما تضمن القانون عقوبة نشر الأخبار الكاذبة عن عمد عن القوات المسلحة الروسية حكماً بالسجن لمدة تتراوح من 5 إلى 10 سنوات أو غرامة مالية تصل قيمتها إلى 5 ملايين روبل.
وأطلق الجيش الروسي، في 24 فبراير/شباط 2022، ما سماها "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات على موسكو من قِبل دول الغرب، التي واصلت دعمها العسكري لأوكرانيا دون توقف، بعد مرور أكثر من عام على الهجوم.