قال أعضاء وحدة هجومية روسية تشكلت حديثاً، إن قادتهم ينشرون قوات لمنعهم من الانسحاب خلال القتال في أوكرانيا، وإنهم يتلقون تهديدات بالموت بعد معاناتهم من "خسائر ضخمة" في المواجهات المندلعة بشرق أوكرانيا، متهمين قادة في الجيش الروسي بالإهمال.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت الإثنين 27 مارس/آذار 2023، إنه في فيديو موجه إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ظهرت مجموعة تتكون من أكثر من 20 رجلاً يرتدون زياً عسكرياً، ويقولون إنهم بقايا وحدة Storm (العاصفة)، التي تعمل تحت إمرة وزارة الدفاع.
ظهر الفيديو للمرة الأولى يوم الجمعة، 24 مارس/آذار 2023، على القنوات الروسية بتطبيق تليغرام، ويقول الجندي الروسي ألكسندر غورين في هذه المناشدة: "جلسنا تحت قذائف هاون ومدفعية مفتوحة لمدة 14 يوماً، تلقينا خسائر ضخمة، جُرح 34 شخصاً وقُتل 22 شخصاً، بما فيهم قادتنا"، فيما قال جندي آخر إن الوحدة تشكلت مبدئياً من 161 رجلاً في بداية العمليات.
بحسب غوريون فإن رجاله قرروا العودة إلى مقار الجيش الروسي، لكن رؤساءهم رفضوا إجلاءهم، وأضاف: "وضعوا حواجز من القوات خلفنا، ولم يسمحوا لنا بمغادرة مواقعنا (…)، إنهم يهددون بتدمير وحدتنا واحداً تلو الآخر، يريدون إعدامنا لأننا شهود على القيادة الإجرامية المهملة تماماً".
وقوات الحواجز، أو القوات المضادة للانسحاب، هي عبارة عن قوات عسكرية تتمركز خلف قوات الخطوط الأمامية للمحافظة على انضباطها ومنع الجنود من الفرار.
من جانبه، قال جندي آخر في الفيديو، أشار إلى أن اسمه سيرغي مولدانوف: "إن قادتنا تنظيم إجرامي، ليس هناك طريقة أخرى لوصف الأمر".
صحيفة The Guardian ذكرت أنها استطاعت تحديد هوية 8 رجال منهم، وقالت إنه عندما تواصلت معهم، أكد 3 منهم أنهم كانوا ضمن وحدة العاصفة، وأكدوا صحة الرواية الموجودة في المقطع، وقال الرجال، الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إنهم جرى إجلاؤهم من الخطوط الأمامية منذ ذلك الحين.
كذلك زعم جنود وحدة Storm، الذين ظهروا في الفيديو، أنهم أُجبروا على إعطاء أموال إلى قادتهم، وأن من رفضوا أُرسلوا إلى الخطوط الأمامية.
كانت وحدة Storm قد تشكلت عن طريق وزارة الدفاع، في يناير/كانون الثاني 2023، للمشاركة في هجوم موسكو الطاحن في الشتاء، الذي تنفذه في شرق أوكرانيا، وفي وقت تشكُّلها قالت الوزارة إن الوحدة كانت "مصممة تحديداً لاختراق القطاعات الدفاعية الأشد تعقيداً وتنسيقاً بين قوات الدفاع الأوكرانية".
وفقاً لتقارير في وسائل الإعلام الروسية، بالإضافة إلى الصور المنشورة على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي لعديد من المقاتلين، فإن هذه الوحدة تتألف بدرجة كبيرة من قدامى المحاربين الروس، الذين شاركوا في جهود روسيا الأولى في أوكرانيا عام 2014.
تعد المناشدة هي الأحدث في سلسلة من فيديوهات مشابهة، تظهر منذ يناير/كانون الثاني 2023، يشكو فيها الجنود الروس من المعاملة السيئة التي يتلقونها، إلا أن الكرملين أنكر بدرجة كبيرة التقارير التي تشير إلى أن الجيش الروسي يعاني من فرار الجنود في أوكرانيا، بسبب الظروف السيئة وانخفاض الروح المعنوية.
في إشارة أخرى على انزعاج موسكو من حالة القتال، أفادت وسائل إعلام روسية يوم الأحد، 26 مارس/آذار 2023، بأن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أقال قائد المنطقة العسكرية الشرقية الفريق رستم مورادوف.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.
