أفردت وسائل الإعلام العربية تغطية واسعة النطاق للاحتجاجات الإسرائيلية والإضرابات والفوضى السياسية، الإثنين 27 مارس/آذار 2023، ما لفت انتباه المشاهدين إلى الصراع الداخلي على خطط الحكومة لتعديل النظام القضائي.
وتابعت الأزمة على نطاق واسع قنوات مثل الجزيرة، التي سيطر تدفق الأنباء الواردة من إسرائيل على شريط الأخبار فيها، وقناة المنار، التي تديرها جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، والتي تصدرت هذه الأنباء نشرتها الإخبارية المسائية.
فيما عبر بعض المواطنين العرب عن أملهم في أن تؤدي الأزمة إلى النهاية السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كما تمنى آخرون حدوث عواقب وخيمة إلى مدى أبعد على إسرائيل.
قصي القيصي، وهو مواطن أردني وقعت حكومته معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1994 قال: "بعتقد بالنسبة إلي كمواطن عربي هاي بداية النهاية إن شاء الله لإسرائيل، ما بدي أحكيلك إني مبسوط مبسوط جداً من داخلي أنه في عندهم زي هيك، وبتمنالهم الزوال بمعنى أصح".
وانتابت المشاعر نفسها محمد عبد اللطيف (39 عاماً) في سوريا حيث احتلت إسرائيل هضبة الجولان في حرب عام 1967. وقال: "أعطني سبباً واحداً لأتعاطف مع إسرائيل، إن كانت حكومة أو ما يسمى شعب، لا يوجد شعب إسرائيلي وإنما مستوطنون يحتلون أرضاً عربية هي أرض فلسطين، ما يحدث داخل حدود الكيان الإسرائيلي بالنسبة لأي مواطن عربي هو خبر إيجابي".
فيما قال المحلل السياسي طلال عوكل في غزة إن الأزمة جلبت شعوراً بالارتياح لدى الفلسطينيين، وذكر: "نحن نتمنى ألا تهدأ أبداً، وأن تتفاقم وتسوء أكثر… ولكن هناك خطر أيضاً أن يقوموا بمغامرات عسكرية أو حروب ليهربوا من أزمتهم الداخلية".
"الانقسام صنيعتهم"
وفي قطاع غزة، قال نائل مقداد (43 عاماً): "الانقسام صنيعتهم، وها هو يرتد إليهم". وأعرب عن أمله في أن تخفف إسرائيل جرائمها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية التي تحتلها.
فيما قال هاني أبو طرابيش، وهو من سكان غزة: "اللي بيصير في إسرائيل لسه قليل عليهم".
وأضاف: "زي ما عملوا الانقسام بيصير الانقسام عندهم".
وعلى موقع تلفزيون المنار على الإنترنت، والذي تديره جماعة حزب الله التي خاضت عدة حروب مع إسرائيل، ظهر عنوان يقول إن الشلل التام أصاب "العدو" بسبب الإضراب.
وواجهت إسرائيل عاصفة من التنديدات العربية هذا الشهر عندما قال عضو بارز في حكومة نتنياهو، هو وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إنه لا يوجد تاريخ أو ثقافة فلسطينية ولا شيء اسمه الشعب الفلسطيني.
وفي الإمارات، وهي إحدى الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل في السنوات القليلة الماضية، قال المعلق السياسي عبد الخالق عبد الله إن الاضطرابات الداخلية في إسرائيل ليس لها تأثير على اتفاقيات التطبيع، إذ لا تزال العلاقات التجارية مستمرة.
لكنه قال إن "التصريحات العنصرية" الأخيرة في إسرائيل سببت الكثير من القلق.
في مصر، التي أبرمت معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979، وجه حاكم شريف، وهو من أرباب المعاشات، انتقادات للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، واصفاً إسرائيل بأنها دولة فاقدة للشرعية.
وقال شريف: "إسرائيل دولة لقيطة أو دولة بمعنى أصح غير شرعية، ومع ذلك أنا بحترم فيها إن فيه ديمقراطية ومساحة ديمقراطية للمواطنين هناك أنهم بيعبروا عن رأيهم بجد"، وأضاف: "مفيش حاجة اسمها اعتقالات ولا فض مظاهرات بالقوة ولا كلام من ده، لأ مديين للناس مساحة إنهم يتكلموا عن حقهم ومستحقاتهم".
الانقلاب القضائي في إسرائيل
وأثارت خطة الحكومة الإسرائيلية لتشديد سيطرة البرلمان على الإجراءات القضائية بعضاً من أكبر الاحتجاجات الحاشدة في البلاد، ووصف المعارضون في إسرائيل الخطة بأنها تهديد للديمقراطية.
فيما تعرض نتنياهو لضغوط لتهدئة التوتر الناجم عن تصاعد الاحتجاجات على إقالته وزير الدفاع يوآف جالانت الذي قال إن خطة الحكومة للتعديلات القضائية تهدد أمن إسرائيل.
وفي وقت متأخر من يوم الإثنين، أعلن نتنياهو أنه أرجأ اتخاذ قرار بشأن الخطط المثيرة للجدل بشدة لتعديل النظام القضائي حتى الشهر المقبل، وسط مخاوف من أن تؤدي أسوأ أزمة في إسرائيل منذ سنوات إلى تصدع ائتلافه الحاكم أو أن تتصاعد إلى أعمال عنف.
وأبدت أحزاب معارضة ترحيباً حذراً بقراره، وقالت إنها ستعمل من أجل التوصل إلى اتفاق إذا كانت الحكومة صادقة، كما رحبت الولايات المتحدة وبريطانيا بالخطوة.