أفرجت محكمة أسترالية، بكفالة عن أوليفر شولز، أحد العسكريين الأستراليين الذين ارتكبوا جرائم حرب خلال فترة وجود قوات أستراليا في أفغانستان، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول الثلاثاء، 28 مارس/آذار 2023، وسيتابع الجندي أمام المحكمة بعد إطلاق سراحه.
حيث قال فيليب بولتن، محامي العسكري في بيان، إنه تقدم بطلب لإحدى المحاكم بمدينة سيدني، للإفراج عن شولز، نظراً لـ"تعرّض حياته للخطر من قبل متطرفين موجودين معه في السجن نفسه". وعلى أثر ذلك، أفرجت المحكمة المحلية عن العسكري الأسترالي، بناء على المبرر المذكور.
دخل شولز السجن الأسبوع الماضي في إطار تحقيق للشرطة الفيدرالية الأسترالية حول قيام مجموعة مكونة من 19 عسكرياً من اللواء الجوي الخاص الأسترالي (SAS)، بقتل مدني أفغاني قبل سنوات بإطلاق النار عليه مباشرة وسط حقله.
بينما وُجهت اتهامات بالقتل للجندي الأسترالي السابق في القوات الخاصة بعد تحقيق رسمي في جرائم حرب مزعومة جرى اقترافها في أفغانستان، ليكون بذلك أول عسكري يحاكم بهذا النوع من الأفعال في تاريخ البلاد أمام محكمة مدنية.
في حالة إدانته، فإن أوليفر شولز، الضابط السابق في القوات الجوية الخاصة الأسترالية، البالغ من العمر 41 عاماً، قد يُحكم عليه بالسجن مدى الحياة، إثر انتهاء محاكمته المدنية التي سوف تبدأ الأسبوع القادم.
تحقيق أستراليا استمر 3 أعوام
تأتي هذه المحاكمة عقب انتهاء تحقيق رسمي استمر لمدة 3 أعوام إلى أن 19 جندياً ربما اقترفوا جرائم قتل غير قانونية خلال وجود القوات الأسترالية في أفغانستان، وفقاً لصحيفة "التايمز".
حيث ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن شولز متهم بقتل الأفغاني، داد محمد، وهو شاب في العشرينيات من عمره وأب لطفلين، وكان قد قضى خلال حملة في مقاطعة أوروزغان جنوب أفغانستان في مايو من العام 2012.
بحسب خبراء في القانون الدولي، فإن المحاكمة المرتقبة سوف تمثل تحولاً تاريخياً في التعامل مع المخالفات العسكرية المشابهة، سواء في أستراليا أو في دول الحلفاء الغربيين، الذين تجنبوا إجراء محاكمات جرائم الحرب في محاكم مدنية.
فيما وصف تيم ماكورماك، أستاذ القانون بجامعة تسمانيا والمستشار الخاص في جرائم الحرب للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ما يحدث في أستراليا بـ"إنه أمر غير مسبوق".
كانت القوات الأسترالية موجودة في أفغانستان طيلة 20 عاماً، في إطار قوات الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة، قبل أن تعلن انسحابها في 2021، إثر سيطرة طالبان على السلطة، وقتل 41 جندياً أسترالياً من أصل 39 ألفاً تواجدوا في أفغانستان.