حذّر نيكولاي باتروشيف، أمين مجلس الأمن الروسي صاحب النفوذ وحليف الرئيس فلاديمير بوتين، من أن موسكو تمتلك من الأسلحة ما يدمر أي عدو، مثل الولايات المتحدة، إذا تعرض وجودها للتهديد، متهماً واشنطن بالتقليل من شأن القوة النووية لموسكو، بحسب تصريحات له، الإثنين 27 مارس/آذار 2023.
تعتبر تصريحات باتروشيف هي الأحدث من مسؤول روسي رفيع المستوى التي تثير شبح مواجهة نووية بين أكبر قوتين نوويتين في العالم، وهو أمر تقول موسكو إنها تريد تحاشيه.
وقال باتروشيف لصحيفة روسيسكايا جازيتا الحكومية، الإثنين: "ما زال الساسة الأمريكيون الذين يصدقون ما يروجونه، على ثقة بأنه في حالة حدوث صراع مباشر مع روسيا، ستكون الولايات المتحدة قادرة على شن هجوم صاروخي وقائي ستفقد بعده روسيا القدرة على الرد. وهذه حماقة تتسم بقصر النظر وخطيرة جداً".
أضاف أن "روسيا صبورة ولا تروع أحداً بتفوقها العسكري. لكنها تمتلك أسلحة حديثة وفريدة من نوعها قادرة على تدمير أي خصم، مثل الولايات المتحدة، في حال تهديد وجودها".
وتقول روسيا إن أحد أسباب إرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الماضي فيما تسميه "عملية عسكرية خاصة"، هو مواجهة تهديد أمني حقيقي ناجم عن تقارب كييف مع حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة.
ومنذ ذلك الحين، تتهم روسيا الغرب بتوجيه تهديدات نووية لها، وأعلنت استعدادها لاستخدام الأسلحة النووية في حالات الضرورة القصوى إذا تعرض وجود الدولة الروسية للخطر.
وأعلن بوتين، السبت 25 مارس/آذار الحالي، أن روسيا ستنشر صواريخ نووية تكتيكية في روسيا البيضاء، حليفتها المقربة والمتاخمة لها ولأوكرانيا، ليبعث برسالة تحذير لحلف شمال الأطلسي بشأن دعمه العسكري لكييف ويصعّد المواجهة مع الغرب.
"حرب نووية"
في سياق متصل، توعد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، الغرب بالتصعيد لحرب جديدة، وذلك عقب إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة لاعتقال بوتين، محذراً من أن خطوة مماثلة "تعادل إعلان حرب نووية على روسيا"، وفق تصريحات له، الخميس 23 مارس/آذار.
وقال ميدفيديف حسب ما نشرته وسائل إعلام روسية: "لنتخيل، من الواضح أن هذا أمر لن يتحقق أبداً، نعم، لكن مع ذلك دعونا نتخيل أنه تحقق، وصل الرئيس الحالي لدولة نووية إلى أراضي ألمانيا، على سبيل المثال، وتم اعتقاله، ما هذا؟ إعلان حرب على روسيا الاتحادية! وفي هذه الحالة ستطير جميع (وسائلنا) إلى البوندستاغ، وإلى مكتب المستشار، وما إلى ذلك".
كما أشار ميدفيديف إلى أنه يعتقد أن قرار المحكمة الجنائية الدولية "يخلق دوافع سلبية هائلة". وأضاف: "علاقاتنا، في الواقع، سيئة جداً مع العالم الغربي، وربما لم تكن في تاريخها أسوأ مما هي عليه الآن، حتى في الوقت الذي ألقى فيه تشرشل خطاب فولتون، كانت أفضل، وهنا، وفجأة يتخذون مثل هذا القرار فيما يتعلق برئيس دولتنا".
نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا
والسبت 25 مارس/آذار، قال الرئيس الروسي إن موسكو أبرمت اتفاقاً مع جارتها روسيا البيضاء لنشر أسلحة نووية تكتيكية على أراضيها، وإن مثل هذه الخطوة لا تنتهك اتفاقات حظر انتشار الأسلحة النووية.
أضاف بوتين للتلفزيون الروسي، أن رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو، يطرح منذ وقت طويل، مسألة نشر أسلحة نووية تكتيكية في بلده المتاخم لبولندا. وقال: "لا يوجد شيء غير عادي هنا أيضاً؛ أولاً، تفعل الولايات المتحدة ذلك منذ عقود. ينشرون منذ فترة طويلة، أسلحتهم النووية التكتيكية على أراضي الدول الحليفة لهم".
وأضاف: "اتفقنا مع لوكاشينكو على القيام بالمثل دون النكوص عن تعهداتنا. أعيد التأكيد، دون انتهاك التزاماتنا الدولية بشأن حظر انتشار الأسلحة النووية".
وأفاد بوتين بأن روسيا ستكمل بناء منشأة لتخزين الأسلحة النووية التكتيكية في روسيا البيضاء بحلول الأول من يوليو/تموز 2023، مضيفاً أن موسكو لن تنقل فعلياً التحكم في تلك الأسلحة إلى مينسك.
وقال إن روسيا نشرت بالفعل عشر طائرات في روسيا البيضاء قادرة على حمل أسلحة نووية تكتيكية، كما نقلت عدداً من أنظمة الصواريخ التكتيكية من طراز إسكندر القادرة أيضاً على حمل تلك الأسلحة.
قذائف اليورانيوم المنضب
وعلى هذا النحو، هدد بوتين باستخدام قذائف اليورانيوم المنضب، إن تلقت أوكرانيا ذخائر مماثلة من الغرب.
وأضاف: "يجب أن أقول إنه لدى روسيا ما ترد به. ودون مبالغة، لدينا مئات الآلاف، مئات الآلاف من هذه القذائف، ولم نستخدمها بعد".
بيد أنه في المقابل، أكد أن ذخائر اليورانيوم المنضب التي سيرسلها الغرب إلى كييف "لا تعتبر من أسلحة الدمار الشامل"، لكنها تترك غباراً مشعاً؛ ما يجعل استخدامها "خطوة خطيرة"، حسب المصدر ذاته.
وفي وقت سابق من مارس/آذار الجاري، أعلنت بريطانيا أنها ستزود أوكرانيا بهذا النوع من الذخيرة التي تستخدم في الأسلحة؛ لقدرتها على اختراق الدبابات والمدرعات بسهولة أكبر بسبب كثافتها وخصائص أخرى.