ألغى السياح الأجانب رحلاتهم إلى إسرائيل، بسبب موجة الاحتجاجات الشعبية على التعديلات القضائية التي اجتاحت البلاد الشهرين الماضيين، بحسب ما كشفه خطاب أرسله يوسي فتايل، رئيس جمعية منظمي الجولات السياحية لزوار إسرائيل، إلى الأعضاء السبت 25 مارس/آذار 2023.
وكتب فتايل الذي رفض تحديد حجم هذه الإلغاءات: "بدأنا في تلقي إشعارات الإلغاء من الخارج. والصور التي تبث من إسرائيل باستمرار تتسرب إلى وعي العالم".
"نتلقى مكالمات قلقة"
وقال فتايل في خطابه إن الأمور وصلت إلى حد أنه في الأيام القليلة الماضية بدأ أعضاء الجمعية في تلقي مكالمات من زملائهم في الخارج يعربون فيها عن قلقهم، لافتاً إلى أن ما يحدث في إسرائيل بدأ يتسرب إلى الخارج سواء المظاهرات والانقسام الداخلي، وفقاً لموقع Ynet الإسرائيلي.
وتابع فاتيل: "هذه الصور، مقرونة بالاضطرابات الأمنية، وغياب الاستقرار السياسي، تجعل الشركات في الخارج تتردد في إبرام صفقات في المستقبل القريب والبعيد. والواقع الذي تصوره الصحافة العالمية لا يشبه الواقع كما نراه هنا".
كما أضاف أيضاً: "إذا لم ننجح في الخروج من عناوين الصحف قريباً، فستنتشر ظاهرة الإلغاءات وسيصبح موسم الشتاء المقبل، الذي كان يفترض أن يكون ممتازاً، مهدداً. السياحة المنظمة تتركز في الأطراف، لذلك ستكون هي من تتلقى الضربة الأولى للأسف. ولم نعد بعد إلى مستوى عام 2019 والآن قد نتراجع مرة أخرى".
وفي الوقت نفسه، تُظهر بيانات جديدة نشرتها يوم الأحد 26 مارس/آذار جمعية الفنادق الإسرائيلية أن عدد حجوزات الليلة الواحدة في شهر فبراير/شباط بلغ إجمالاً حوالي 727 ألفاً، بانخفاض قدره 17% عن شهر فبراير/شباط عام 2019، آخر عام سياحي مزدهر قبل تفشي كوفيد-19 والعام القياسي للسياحة في إسرائيل بشكل عام. وبلغ إجمالي حجوزات السائحين لليلة واحدة في يناير/كانون الثاني حوالي 589 ألفاً، بانخفاض 26% عن يناير/كانون الثاني عام 2019.
بينما بلغ عدد حجوزات الليلة الواحدة للإسرائيليين في فبراير/شباط ما يقرب من 902 ألف حجز، بزيادة 15% عن شهر فبراير/شباط عام 2019. وبلغ العدد الإجمالي لحجوزات الليلة الواحدة الشهر الماضي حوالي 1.6 مليون، بانخفاض 2% عن الفترة نفسها من عام 2019.
وقالت جمعية الفنادق: "بفضل حجوزات الإسرائيليين المؤمنين بصناعة الضيافة المحلية، بلغ حجم الفجوة مقارنة بحجوزات الليلة الواحدة في فبراير/شباط عام 2019 2% فقط".
واَضافت: "نأمل بداية من مارس/آذار فصاعداً أن نشهد انتعاشاً في سياحة الأجانب وكذلك بفضل الطقس المعتدل وحملة وزارة السياحة العالمية".
الإسرائيليون أيضاً يحجمون عن السفر
بدأت بوادر التراجع قبل أسبوعين بعدما أفادت تقارير بأن عدد السياح الذين يزورون القدس انخفض بنسبة تزيد عن 30% في الشهرين الماضيين.
وهذه البيانات مصدرها مواقع سياحية مختلفة مثل المتاحف والمعالم السياحية وشركات ترفيهية ومرشدين.
والأسبوع الماضي، ذكر موقع Ynet أن الإسرائيليين يحجمون عن حجوزات العطلات بسبب الاضطرابات المستمرة على مستوى البلاد.
إذ قال زيف روزين، الرئيس التنفيذي لشركة غاليفر تورز: "هناك حالة من الضبابية في إسرائيل وتؤثر على صناعة السياحة. فالزيادة في أسعار صرف الدولار ترفع أسعار الإجازات. وتنبأ العاملون في صناعة السياحة في البداية بأن يتفوق عام 2023 على عام 2019، الذي كان آخر عام مزدهر للسياحة. لكن التوقعات الآن تشير إلى أن هذا لن يحدث إلا أواخر العام".