حذّرت الحكومة والنقابات الفرنسية، الأحد 26 مارس/آذار 2023، من خطر حدوث "فوضى" في يوم التعبئة الكبيرة العاشر، الثلاثاء 28 مارس/آذار 2023، في ظلّ احتقان؛ على خلفية إصلاح نظام التقاعد، في حين يستعد الرئيس إيمانويل ماكرون لاستقبال قادة تحالفه الحاكم، الإثنين 27 مارس/آذار 2023.
في حين تواصلت الاحتجاجات على إصلاح نظام التقاعد السبت في عدة مدن، حيث تظاهر مئات الأشخاص قبل يوم التعبئة الكبيرة العاشر الثلاثاء.
مليون متظاهر ضد قانون التقاعد في فرنسا
في السياق ذاته، فقد سبق أن شارك في يوم التعبئة السابق ما بين مليون (وفق الشرطة) و3.5 مليون شخص (وفق النقابات) في عدة تظاهرات شابتها حوادث عديدة، من أبرزها اعتداء على مركز شرطة في لوريان (غرب) وإحراق شرفة مقر البلدية في بوردو (جنوب غرب) واشتباكات وحرائق في باريس.
إضافة إلى المتظاهرين المتطرفين، تطول الاتهامات بالعنف قوات الأمن؛ لدرجة أن مجلس أوروبا أعرب عن قلقه من "الاستخدام المفرط للقوة" ضد المحتجّين.
علاوة على التعبئة ضد إصلاح نظام التقاعد، تحولت جهود المنظمات البيئية ضد إنشاء خزانات مياه ضخمة في سانت سولين (وسط غرب) إلى كابوس السبت.
صدامات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين
في حين اندلعت صدامات عنيفة بين مجموعة من المتظاهرين والشرطة، مما أسفر عن إصابة 3 على الأقل بجروح خطرة، بينهم شخص بين الحياة والموت.
فيما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لصد بعض المحتجين الذين أطلقوا الألعاب النارية ومقذوفات أخرى في أثناء اجتيازهم حقولاً للاقتراب من منطقة بناء الخزان في منطقة سانت سولين الريفية غربي فرنسا. وأظهرت لقطات تلفزيونية اشتعال النيران في 3 مركبات للشرطة على الأقل.
في هذا الجو المشحون، وبعد شهرين من بدء التعبئة ضد إصلاح نظام التقاعد الذي تم اعتماده من دون تصويت في البرلمان، تترقب فرنسا يومها العاشر من التعبئة.
في حين يستقبل الرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه الإثنين، رئيسة الوزراء إليزابيت بورن ومسؤولي الغالبية البرلمانية الداعمة له من قادة أحزاب ووزراء وبرلمانيين. وقد أعرب ماكرون عن استعداده للتفاوض مع النقابات بشأن كل الموضوعات باستثناء إصلاح نظام التقاعد.
إغراق فرنسا في الفوضى
في ظل هذا التشدد من كل الأطراف، تحمّل السلطة بعض خصومها مسؤولية الاحتقان. وقال المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران إن "المحتجين غاضبون وعلينا سماعهم"، لكن لا علاقة لهم "بالمشاغبين الذين يأتون لنشر الفوضى في البلاد".
لكن الأمين العام للنقابة الإصلاحية "سي إف دي تي" (CFDT) لوران بيرجيه رفض تصريح فيران، واعتبر أن "من العبث المخاطرة بإغراق فرنسا في الفوضى". وقال رئيس "التجمع الوطني" جوردان بارديلا – الأحد- إن "إيمانويل ماكرون يسعده هذا الاضطراب وهذه الفوضى".
في سياق متصل، وحسبما نشرت وكالة فرانس برس الأحد 26 مارس/آذار 2023، تشهد حركة النقل الجوي في فرنسا اضطراباً سيتواصل لعدة أيام على الأقل؛ بسبب إضراب مراقبي الحركة الجوية؛ على خلفية رفضهم إصلاح نظام التقاعد.
من جهتها، طلبت الإدارة العامة للطيران المدني الفرنسي من الشركات، الجمعة، إلغاء 20% من رحلاتها في مطارات باريس-أورلي ومرسيليا وتولوز وبوردو يومي الثلاثاء والأربعاء. وسبق أن أقرت في الأيام السابقة تخفيضات في برنامج الرحلات لمواءمة عددها مع عدد مراقبي الحركة الجوية وتجنب المزيد من التعطيل.
كانت الإدارة قد حذّرت من أن التخفيضات ستستمر طوال عطلة نهاية الأسبوع ويوم الإثنين، قبل يوم جديد من التعبئة الوطنية مقرّر الثلاثاء.
تقليص رحلات الطيران
منذ بداية الاحتجاجات، اضطرت الإدارة العامة للطيران المدني باستمرار للطلب من شركات الطيران إلى تقليص برنامج رحلاتها المغادرة والآتية من بعض المطارات.
هذه التخفيضات الوقائية التي طبّقت طوال هذا الأسبوع ستستمر طوال عطلة نهاية الأسبوع على الأقل. والسبت طلبت الإدارة العامة للطيران المدني إلغاء 15% من الرحلات الجوية في أورلي، ثاني أكبر مطار في فرنسا من حيث عدد الركاب، و20% في مطارات مرسيليا-بروفانس، وبوردو ميرينياك وليون سان-إكزوبيري.