“إسلامي أم مسيحي”.. انقسام في لبنان بسبب التوقيتين الصيفي والشتوي، ومخاوف من “خلاف طائفي”

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/26 الساعة 09:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/26 الساعة 09:58 بتوقيت غرينتش
برج الساعة الشهير في العاصمة اللبنانية بيروت/ رويترز

استيقظ لبنان، الأحد 26 مارس/آذار 2023، على توقيتين مختلفين وسط خلاف‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬متصاعد بين السلطات السياسية والدينية حول قرار تمديد العمل بالتوقيت الشتوي لمدة شهر، وأخذ الخلاف بشأن التوقيت "أبعاداً طائفية" بعد أن بدأ البعض يتحدث عن التوقيت الإسلامي والتوقيت المسيحي.

أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، قراراً الخميس 23 مارس/آذار، بتقديم التوقيت ساعة اعتباراً من 20 أبريل/نيسان بدلاً من بدء العمل بالتوقيت الصيفي في عطلة نهاية الأسبوع الأخير من مارس/آذار كما جرت العادة في لبنان وأوروبا ومناطق أخرى.

حيث أعلن نجيب ميقاتي، وهو مسلم سني، القرار بعد اجتماع مع رئيس مجلس النواب الشيعي نبيه بري الذي أصر مراراً على تمديد العمل بالتوقيت الشتوي، وفقاً لمقطع فيديو للاجتماع نشره موقع (ميجافون) اللبناني على الإنترنت.

بينما قال بري، وفقاً للمقطع المصور: "بدل ما يكون الساعة 7 يضل الساعة 6 من هلق لآخر رمضان".

على الرغم من عدم ذكر سبب للقرار، اعتبره البعض محاولة لخطب ود المسلمين بإتاحة الفرصة للصائمين في رمضان للإفطار مبكراً وفقاً للتوقيت الشتوي عند نحو الساعة السادسة مساء بدلاً من السابعة حال تطبيق العمل بالتوقيت الصيفي في موعده المعتاد.

الكنيسة المارونية ترفض قرار ميقاتي

لكن الكنيسة المارونية ذات النفوذ في لبنان أعلنت السبت 25 مارس/آذار، أنها ستخالف القرار الذي وصفته بأنه "مفاجئ"، وقالت إنه لم تجر أي مشاورات مع الجهات المعنية الأخرى ولم تؤخذ المعايير الدولية في الاعتبار. وقالت إنها ستقدم التوقيت ساعةً مساء السبت، وأعلنت مؤسسات وأحزاب ومدارس مسيحية خططاً مماثلة.

في الوقت نفسه بدا أن المؤسسات والأحزاب الإسلامية ستستمر في العمل وفقاً للتوقيت الشتوي، مما يعمق الانقسامات في بلد عاش حرباً أهلية من عام 1975 إلى 1990 بين فصائل مسيحية وإسلامية، ويقسم مقاعد البرلمان على أسس طائفية.

بينما أعلنت شركات ومؤسسات إعلامية أنها ستبدأ أيضاً العمل بالتوقيت الصيفي مساء السبت مع تزايد الدعوات إلى العصيان. ومن بين هذه المؤسسات الإعلامية تلفزيونا (إل.بي.سي.آي) و(إم.تي.في)، وهما من أبرز القنوات الإخبارية في لبنان.

كما قال تلفزيون إل.بي.سي.آي، في بيان، إنه لن يمتثل لقرار ميقاتي، لأنه يؤثر على أعماله، مضيفاً أن "لبنان ليس جزيرة معزولة".

فيما حاول آخرون التكيف، وقالت شركة الخطوط الجوية اللبنانية (طيران الشرق الأوسط) إن ساعاتها وأجهزتها الأخرى ستبقى على التوقيت الشتوي تماشياً مع قرار ميقاتي، لكنها ستعدل أوقات رحلاتها لتتماشى مع التوقيتات الدولية.

كما أرسلت شركة الاتصالات التي تديرها الدولة، رسائل إلى العملاء تنصحهم بضبط الوقت على هواتفهم يدوياً اليوم الأحد في حالة تقدم الساعة على هواتفهم تلقائياً.

بينما قال كثيرون إن الفوضى المحتملة ترمز إلى عقود من الحكم الفاشل لمسؤولين قادوا لبنان إلى أزمة مالية في عام 2019، وهي الأزمة التي قال البنك الدولي إن النخبة مسؤولة عنها.

التوقيت في لبنان، إسلامي أم مسيحي؟

أظهر فيديو اجتماع ميقاتي مع بري، رئيس مجلس النواب، وهو يقول إن تمديد التوقيت الشتوي سيتسبب في "مشاكل"، من بينها مواعيد رحلات الطيران.

لكن في وقت لاحق من ذلك اليوم، أصدر ميقاتي قراراً بتمديد العمل بالتوقيت الشتوي. ووصف مكتبه في بيان، مساء السبت، القرار بأنه "إداري بحت"، وعبّر عن أسفه "للمنحى الطائفي الذي اتخذته مسألة تأخير التوقيت".

كما قال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء إنه ليس لديه تعليق بعد على مبررات القرار ولا على ردود الفعل الغاضبة عليه.

في مقهى ببيروت مساء السبت، سمع مراسل من رويترز أحد الزبائن وهو يسأل: "هل ستتبع التوقيت المسيحي أم الإسلامي من الغد؟".

بينما قال النائب المستقل وضاح صادق، على تويتر، إن القرار تم اتخاذه "دون أي رادع أو اعتبار للعواقب العملانية والإرباك الذي يتسببون به للمواطن".

فيما نشر بعض مستخدمي تويتر تسجيلاً صوتياً قديماً للموسيقي اللبناني الشهير زياد رحباني وهو يتحدث فيه عن تغيير التوقيت، وقال موجهاً حديثه للسياسيين "كل سنة بتقدموا الساعة ساعة وبتأخرونا عشر سنين لورا في نفس الوقت". وأضاف: "انتبهوا على السنين كمان مش بس الساعات".

تحميل المزيد