نقلت صحيفة Haaretz في تقرير نشرته الجمعة، 24 مارس/آذار 2023، عن مسؤول بارز مقرب من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أنه لا يوجد توتر في العلاقات مع الولايات المتحدة، في الوقت الحالي، رغم أن المسؤولين الأمريكيين ذوي الرتب العالية زادت انتقاداتهم للانقلاب القضائي الذي شنته الحكومة -وللسياسة الإسرائيلية نفسها على نطاقٍ أوسع.
كذلك، ورغم استدعاء السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايك هرتسوغ، ورغم توضيح نتنياهو المتعلق بـ"قانون فك الارتباط"؛ لكن المسؤول البارز يعتقد أن العلاقات الإسرائيلية الأمريكية "لم تتزعزع، ولا تزال مستقرة وثابتة. لقد توصلنا إلى تسويةٍ مؤقتة في ما يتعلق بالمستوطنات. وهم مطلعون بالكامل على جهودنا لمنع التصعيد في الضفة الغربية، ويقدرونها كلياً".
تدخل أمريكا في شؤون إسرائيل الداخلية
رغم ثقته، أردف المصدر أنها "ليست المرة الأولى التي تتدخل خلالها الولايات المتحدة في شؤون إسرائيل الداخلية. وقد حاولوا الإطاحة بنتنياهو من منصبه مرتين من قبل. كما تدخلوا بكل وقاحة في شؤون البلاد في الماضي. حيث حاول كلينتون التخلص من نتنياهو، واعترف بهذا الأمر".
كما زار رؤساء الولايات المتحدة إسرائيل أثناء حملة انتخابية في مناسبتين فقط، وفي عهد إدارتين ديمقراطيتين منفصلتين. وجاءت الزيارة الأولى إبان الانتخابات شديدة التنافس التي فاز بها نتنياهو عام 1996، عندما زار بيل كلينتون البلاد في ما بدت أنها دعاية لحملة شمعون بيريز. ثم جاءت الزيارة الثانية في الصيف الماضي عندما زار جو بايدن البلاد، وكلّف نفسه أن يُثني على الثنائي يائير لبيد ونفتالي بينيت.
خطة الإطاحة بنتنياهو
في حين أفاد تقرير اللجنة الفرعية الدائمة للتحقيقات بمجلس الشيوخ الأمريكي بأن جماعة V15 المحلية، التي سعت للإطاحة بنتنياهو في انتخابات 2015، قد استخدمت الموارد وقواعد البيانات الخاصة بمشروع دبلوماسي علني، يتعلق بعملية السلام -وهو مشروع موّلته وزارة الخارجية الأمريكية. وكشف التقرير أن الجماعة لم تحصل على تلك المواد بسبب قرار متعمد من مسؤولين بارزين في وزارة الخارجية، بل بسبب إهمال بعض الدبلوماسيين من المستويات المتوسطة.
كذلك ووسط دعوات حزب نتنياهو إلى تجميد أو تخفيف خطط الحكومة لإضعاف القضاء، قال المصدر البارز: "لن يكون هناك (بند تجاوز) شامل". وأشار إلى النزاع المتنامي داخل المجتمع الإسرائيلي، قائلاً: "يُثير الأمر قلقي بالطبع"، كما أكّد أن مكتب رئيس الوزراء يحاول "حل هذا المشكلة".
ورفض المصدر البارز نقاش الدعوات الأخيرة التي طالبت رئيس الوزراء بإقالة المدعية العامة الإسرائيلية من منصبها.
حيث نشرت المدعية العامة يوم الجمعة، 24 مارس/آذار، خطاباً يحذر نتنياهو من عدم قانونية المشاركة في الهجوم التشريعي الخاطف من حكومته على القضاء، على الرغم من صدور قرار من المحكمة العليا في هذا الصدد. وفي ما يتعلق بالخطاب، قال المصدر البارز: "ليس نتنياهو عرضة لأي خطر يتعلق بتضارب المصالح. ليس هناك أي تضارب. تمر البلاد بواحدةٍ من أخطر أزماتها -ولن يكون من المنطقي أن يمتنع رئيس الوزراء عن التعامل مع الأمر. ولا علاقة لذلك بتضارب المصالح".
أما عن كون نتنياهو غير صالح للمنصب، فقد قال المصدر: "الوضع برمته جنوني -وهذا هو خير دليل… هذا مذهل. يمكن تجاوز ملايين الأصوات بواسطة بيروقراطي قرر قلب نتائج الانتخابات. وربما نجح ذلك في الماضي… لكن هذا هو الوضع السخيف نفسه الذي نعيشه اليوم: إذا حظرت قدرة بيروقراطي واحد على تدمير الديمقراطية، فهذا يعني أنك تمثل تهديداً للديمقراطية".
احتجاجات ضد نتنياهو
كما أفاد المصدر البارز بأن الاحتجاجات "حظيت بتغطية إعلامية واسعة النطاق مدعومةً بتمويل ضخم". وشدّد المصدر على أن رئيس الوزراء لا يمسك أي خيوط ستؤدي لحل الأزمة: "يبحث نتنياهو عن أي مسار، ويبحث عن شريك. ومن المؤكد أنه كان سيعرف كيفية المضي قدماً لو كان لديه خيط لحل الأزمة".
يُذكر أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي اعتاد استخدام وصف "مسؤول إسرائيلي بارز" عند الحديث عن نتنياهو نفسه، وخاصةً عند حديثه مع المراسلين أثناء سفره للخارج. بينما يزور نتنياهو لندن في الوقت الراهن.