قالت صحيفة The Telegraph البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة، 24 مارس/آذار 2023، إن الاتحاد الأوروبي قد يفرض قيوداً تجارية على البلاد التي تساعد روسيا في الحصول على الغسالات والسيارات المستعملة لإصلاح أسطولها من الدبابات المتضررة في أرض المعركة.
حيث لاحظ المسؤولون، الذين يراقبون التدفقات التجارية إلى موسكو، زيادة كبيرة في تجارة السلع الاستهلاكية بين الكتلة وبين حلفاء الكرملين التقليديين في وسط آسيا. وثمة مخاوف من أن تكون هذه الوجهات الجديدة، التي قفز نشاطها بنسبة 60% إلى 80%، تُستخدم عن طريق روسيا؛ لمراوغة تنفيذ العقوبات الغربية المصممة لعرقلة الآلة الحربية لروسيا.
فرض عقوبات على الدول التي تساعد روسيا
في حين تناقش العواصم الأوروبية خططاً لفرض عقوبات تجارية ضد البلاد المتورطة في مساعدة موسكو على مراوغة التدابير العقابية، وذلك وفقاً لورقة سرية اطلعت عليها صحيفة The Telegraph.
بموجب المقترح، قد يُحظر بلد أو شركة أو شخص من الوصول إلى السوق الموحدة، إذا اكتُشفت أدلة تفيد بأنهم أعادوا تصدير سلع محظورة إلى روسيا.
جاء في الورقة السرية: "يجب أن نعطي إشارة قوية إلى الأشخاص والكيانات في الدول الثالثة". وتابعت: "إن إمداد الدعم المادي إلى الجيش الروسي والقاعدة الصناعية الدفاعية، سوف يحمل عواقب وخيمة على صعيد دخولهم إلى سوق الاتحاد الأوروبي".
فيما تحتوي كثير من السلع المشحونة على ما تعرف بالتقنيات "ذات الاستخدامات الثنائية"، التي لديها استخدامات مدنية وعسكرية أيضاً، وهي مدرجة ضمن قائمة الأغراض التي يُحظر تصديرها إلى روسيا.
حظر تجارة الغسالات التي تشتريها روسيا
ذكر المسؤولون أن هذه السلع هي في الأساس غسالات، وسيارات مستعملة، وكاميرات، بالإضافة إلى أغراض أخرى تغادر الاتحاد الأوروبي وصولاً إلى بلاد على شاكلة كازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان.
في حين يُخشى أن تكون هذه السلع تُفكك، كي يُستخدم ما فيها من أشباه موصلات ومكونات أخرى لإعادة بناء الدبابات والمدرعات وطائرات الاستطلاع من دون طيار، التي دُمرت في أوكرانيا.
تقويض العقوبات ضد روسيا
قال مصدر دبلوماسي بارز في الاتحاد الأوروبي: "هذه مشكلة كبيرة. يُقوَّضُ جزءٌ هائلٌ من نسيج تلك العقوبات".
تتجه غالبية الشحنات التي تغادر الاتحاد الأوروبي إلى روسيا البيضاء، عبر الحدود البرية مع ليتوانيا، قبل أن يُعاد تصديرها إلى وسط آسيا.
فيما يستطيع المسؤولون تتبع تصاريح التصدير وصولاً إلى الحدود الخارجية للكتلة الأوروبية، قبل أن تختفي الشحنات فعلياً، وربما تنتقل إلى داخل روسيا.
إلى ذلك، تغادر غالبية الشحنات الاتحاد الأوروبي عبر المعبر الحدودي مع روسيا البيضاء.
من جانبها، أغلقت بولندا الحدود لغلق الثغرة، لكن الطريق بين ليتوانيا وروسيا البيضاء لا يزال مفتوحاً.
في حين أنه، وفي محادثات سرية، اشتكت ليتوانيا من أن 97% من تجارتها عبر حدودها مع روسيا البيضاء تأتي من دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي.
كانت ليتوانيا، الواقعة في أوروبا الشرقية، ضمن 19 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي، أقرت خطةً لفرض قيود تجارية على البلاد التي تساعد موسكو.
بموجب الخطة، التي توسع أيضاً نطاق العقوبات ضد حلفاء روسيا، سوف تسعى الكتلة أولاً لإجراء محادثات دبلوماسية مع دول وسط آسيا لتحذيرها من العواقب.
تعهدت كازاخستان، التي تُعد أحد أقرب شركاء موسكو في المنطقة، فعلياً بمراقبة السلع التي تمر عبر بلادها.
تزايد التجارة بين روسيا وكازاخستان
ارتفعت تجارة كازاخستان مع روسيا في السنة الماضية، في ظل عرقلة العقوبات قدرة موسكو على الوصول إلى الأسواق الغربية.
من جهة أخرى، تعهد مسؤولو كازاخستان بنشر بيانات "التتبع في الوقت الحقيقي للسلسلة الكاملة لتحركات السلع بين الحدود".
كما أبلغ مسؤول كازاخستاني صحيفة The Financial Times: "نعي كل مخاطر العقوبات الثانوية، ولذلك نراقب عن كثب تجارتنا المشتركة مع جميع شركائنا".