سادت حالة من الغضب والتعاطف بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر وفرنسا، مع طالب جزائري يبلغ من العمر 19 عاماً، توفي بنوبة قلبية أثناء إجراء اختبار البكالوريا التخصصية في مدرسة "جاستون بيرغر" بمدينة ليل شمال فرنسا، وسط اتهامات للمسؤولين بالمدرسة بتجاهل الطالب الجزائري، مما اضطر وزارة التربية والتعليم الفرنسية إلى فتح تحقيق في الحادثة، حسب ما نشرته وسائل إعلام محلية.
وتسببت وفاة المراهق الجزائري في صدمة كبيرة داخل مدرسة جاستون بيرغر الثانوية في فرنسا؛ حيث سقط الشاب نذير فجأة من على كرسيه أثناء تأديته للامتحان، فيما قال "فنسان"، وهو أحد طلبة الثانوية إن "نذير" سقط مغشياً عليه فاقداً وعيه مباشرة، وحين همّ بعض الزملاء لمساعدته، أمرهم المشرفون بالعودة إلى مقاعدهم.
وفي شهادة أخرى، نقلها أحد الطلاب الذين كانوا حاضرين في قاعة الامتحان قال فيها إن نذير وقع على الأرض وتُرك مرمياً دون أن يقترب منه أحد، قبل أن يتغير لونه لتتدخل مستشارة تربوية، ثم حضرت فرق الحماية المدنية التي حاولت إنقاذ الشاب، لكن كان قد فارق الحياة.
وأثارت قصة الشاب نذير غضباً في فرنسا، خاصة أن المسؤولين في المدرسة لم يستجيبوا لحالته الصحية على وجه السرعة، وتجاهلوا ما حدث له، فيما قال وزير التعليم الفرنسي: "بعد وفاة طالب من ثانوية جاستون بيرغر في ليل، سنبدأ تحقيقاً إدارياً للكشف عن حقيقة ما حدث قبل وصول المساعدة للطالب نذير".
وتعاطف رواد مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا والجزائر مع قصة نذير، معربين عن دعمهم لعائلته فيما طالب البعض السلطات الفرنسية بالتحرك للكشف عن حقيقة ما حدث مع الطالب الجزائري.
وكتبت الصحفية الجزائرية، هناء بوعكاز، في تغريدة على تويتر: "توفي نذير، 19 عاماً، أمس أثناء اجتيازه البكالوريا في مدينة ليل.. كان هناك 8 بالغين في الغرفة، ولا أحد منهم تحرك، نهض الطلاب ليروا ما كان لديه، أمروهم بالجلوس لمواصلة الامتحان. استمر شخص في المرور عبر الصفوف لتوقيع ورقة الحضور، بينما كان نذير لا يزال مرمياً على الأرض. لم يعد يتكلم، وبدأ لونه يتغير إلى الأزرق. قال الطلبة إنه يجب الاتصال بالإسعاف، ترك نذير لمدة 20 دقيقة، دون أن يلمسوه، دون أن يتمكنوا من مساعدته".
فيما نشر بدوره النجم الجزائري، رياض محرز، مع زميله نبيل بن طالب فيديو عبروا فيه عن مواساتهم لعائلة الطالب الجزائري نذير.
وشارك الصحفي الفرنسي أنتوني قصة نذير وعلق عليها: "كان قد بلغ للتو 19 عاماً عندما توجه إلى امتحانات البكالوريا ، قال لوالده: "يا أبي، أعدك بأنك ستفتخر بي، سأحصل على شهادة البكالوريا!".