قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء 21 مارس/آذار 2023، إن موسكو مستعدة لمساعدة الشركات الصينية على أن تحل محل الشركات الغربية التي غادرت روسيا، بسبب الصراع في أوكرانيا، حيث فرض الغرب عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو؛ بهدف منعها من مواصلة الهجوم.
تصريحات بوتين جاءت في محادثات مع نظيره الصيني شي جين بينغ، وصفها بالمحادثات "الناجحة والبناءة"، معرباً عن أمله في أن يظل على اتصال مستمر مع شي في المستقبل.
وفي ختام يوم من المحادثات بين الزعيمين، قال بوتين إن الصين وروسيا وقعتا اتفاقيات حول التعاون الاستراتيجي، وإن إمدادات الطاقة الروسية إلى الصين ستزيد.
وفي اليوم الثاني من زيارة شي الرسمية لموسكو، قال بوتين أيضاً إن الزعيمين ناقشا مقترح خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2 الذي سينقل 50 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً من روسيا إلى الصين عبر منغوليا.
وطرحت موسكو الفكرة منذ سنوات، لكنها اكتسبت زخماً مع لجوء روسيا إلى الصين لتحل محل أوروبا كعميل رئيسي للغاز.
وقال بوتين في تصريحات أذاعها التلفزيون موجهاً كلامه لشي: "أنا مقتنع بأن تعاوننا متعدد الأوجه سيواصل التطور لصالح شعوب بلدينا"، مضيفاً أن روسيا "مورد استراتيجي" للنفط والغاز والفحم للصين.
مزيد من التعاون بين روسيا والصين
من جانبه، قال الرئيس الصيني إنه يتعين على الصين وروسيا العمل بشكل أوثق لدفع "التعاون العملي" قدماً إلى الأمام، وأضاف مخاطباً بوتين: "يمكن رؤية الثمار المبكرة لتعاوننا، فيما يتحقق مزيد من التعاون".
وتزود شركة جازبروم الروسية بالفعل الصين بالغاز عبر خط أنابيب باور أوف سيبيريا بموجب صفقة مدتها 30 عاماً بقيمة 400 مليار دولار تم تدشينها في نهاية عام 2019، ويمتد خط الأنابيب هذا نحو ثلاثة آلاف كيلومتر.
وما زالت صادرات روسيا من الغاز إلى الصين تمثل جزءاً صغيراً من الرقم القياسي الذي بلغ 177 مليار متر مكعب الذي صدّرته روسيا إلى أوروبا بين عامي 2018 و2019.
ومنذ اندلاع الصراع في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022 تقلصت الكميات المصدرة إلى أوروبا لتصل إلى نحو 62 مليار متر مكعب عام 2022.
وقال بوتين، الثلاثاء، إن روسيا سترسل إلى الصين ما لا يقل عن 98 مليار متر مكعب من الغاز بحلول عام 2030.
"حتى آخر أوكراني"
في سياق آخر، انتقد الرئيس الروسي الغرب في دعمه المتواصل لأوكرانيا منذ أكثر من عام، معتبراً أن الغرب يقاتل في أوكرانيا "حتى آخر أوكراني"، وفق ما نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء.
كما أفادت وكالة الإعلام الروسية بأن بوتين قال إن المقترحات الصينية بشأن السلام يمكن استخدامها كأساس لتسوية الصراع في أوكرانيا عندما تكون كييف وحلفاؤها الغربيون مستعدين لذلك، وأضاف بوتين أنه وشي أوليا اهتماماً كبيراً بمقترحات السلام التي طرحتها بكين خلال اجتماعهما.
والإثنين 20 مارس/آذار، وصل الرئيس الصيني إلى العاصمة الروسية موسكو، في أول زيارة خارجية له منذ إعادة انتخابه للمرة الثالثة رئيساً للصين. ومن المقرر أن تستمر الزيارة التي جاءت بدعوة من نظيره الروسي، 3 أيام، وتنتهي الأربعاء 22 مارس/آذار.
مقترحات صينية لحل الصراع
والإثنين، قال بوتين لنظيره الصيني، إنه اطلع على مقترحات الصين لحل الصراع في أوكرانيا، وإنه ينظر إليها بعين الاحترام. كما قال بوتين، خلال محادثات غير رسمية بالكرملين في بداية زيارة شي الرسمية لموسكو، إن روسيا "تحسد" الصين قليلاً على تنميتها السريعة في العقود الماضية.
في المقابل، قال الرئيس الصيني مخاطباً بوتين: "مقتنع بأن الشعب الروسي سيدعمك في الانتخابات الرئاسية" المقرر إجراؤها في عام 2024، وقال شي لبوتين في مستهل محادثاتهما بالكرملين: "أعلم أنه ستكون هناك انتخابات رئاسية أخرى في بلدكم، العام المقبل".
أضاف: "بفضل قيادتكم القوية، أحرزت روسيا تقدماً كبيراً في تحقيق ازدهار البلاد بالسنوات الماضية. وأنا واثق بأن الشعب الروسي سيدعمك بقوة في مساعيك الحميدة".
ووصف شي، الذي تُرجمت كلماته إلى الروسية، بوتين بأنه "صديقه العزيز"، فيما استخدم بوتين المصطلح نفسه لضيفه. لم يفصح بوتين، الذي وصل إلى السلطة في اليوم الأخير من عام 1999 عندما استقال بوريس يلتسن، عما إذا كان سيرشح نفسه في عام 2024.
وتقول الصين وروسيا إن زيارة الرئيس شي لموسكو تأتي في إطار تعميق "صداقتهما التي لا حدود لها"، حيث تنظر الصين إلى روسيا على أنها مصدر للنفط والغاز لاقتصادها، وشريك في معارضة ما يعتبره الطرفان هيمنة الولايات المتحدة على الشؤون العالمية.
وقال متحدث الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الزعيمين سيتطرقان خلال عشاء اليوم، إلى المسائل المتعلقة بأوكرانيا، مضيفاً أن الرئيس الروسي سيقدم على الأرجح "شرحاً مفصلاً" لوجهة نظر موسكو بشأن الوضع الحالي.