قال الجنرال سيرهي هولوبتسوف، رئيس أركان القوات الجوية الأوكرانية، إن تقييماً أمريكياً للطيارين المقاتلين الأوكرانيين كشف عن استعدادهم للتحليق بطائرات "إف 16" في غضون أقل من 6 أشهر من التدريب، مشيراً إلى أنه يفقد خيرة طياريه بسبب نقص المعدات اللازمة، بينما تنتظر بلاده طائرات إف 16 من الغرب.
جاءت تلك التصريحات في أول مقابلة صحفية يُجريها هولوبتسوف منذ أن عبرت الدبابات الروسية حدود بلاده العام الماضي، والتي قال فيها إن طياريْن أوكرانييْن عادا إلى البلاد، الأسبوع الماضي، بعد اجتيازهما تدريبات واختبارات صارمة من الجيش الأمريكي، بحسب صحيفة The Times البريطانية، الأحد 19 مارس/آذار 2023.
وقال هولبتسوف: "لقد أمضيا 3 أسابيع هناك، وتدرَّبا على جهاز محاكاة لطائرات إف 16 على كيفية الطيران معاً واستخدام أسلحة المقاتلة. وقد جاءت النتائج جيدة جداً؛ فقد كشفت أن الطيارين الأوكرانيين يمكنهم تعلم الطيران بمقاتلات إف 16 وإجادة استخدام أنظمة الأسلحة بها في أقل من 6 أشهر".
"أفقد بعضاً من خيرة رجالي"
وفي سياق الحديث عن أهمية تزويد بلاده بالطائرات في أقرب ممكن، أضاف هولوبتسوف: "أنا أفقد بعضاً من خيرة رجالي بسبب نقص المعدات اللازمة. فكلما تسارع حصولنا على المساعدات التي نحتاج إليها، زاد اقترابنا من الانتصار في هذه الحرب، ونجحنا في إنقاذ المزيد من الأرواح".
كان الطيارون الأوكرانيون يواجهون أسطول المقاتلات الروسية باستخدم عدد قليل من طائرات "ميج 29″ و"سوخوي 27" السوفييتية القديمة، وظنَّ بعض حلفاء الناتو أن تدريبهم على المقاتلات الغربية مثل إف 16 سيستغرق سنوات.
وفي فبراير/شباط قال بن والاس، وزير الدفاع البريطاني، إن برنامج التدريب البريطاني للطيارين الأوكرانيين ربما لن يكتمل إلا بعد انتهاء الحرب.
خطة تدريب الطيارين
مع ذلك، أكَّد هولوبتسوف أن بعض الطيارين يمكن تدريبهم في مدة أقصر: "كشفت التقييمات عن تصنيف (الطيارين الأوكرانيين) بدرجات عالية للغاية، وكان الرجلان طيارين عاديين. ونحن نرى أن كل طيار فريد من نوعه، لذلك يجب الاستعانة بخطة تدريب لكل طيار بمفرده. ولكن بعد هذا التقييم، يُمكننا المطالبة بتقصير مدة التدريب بدرجة كبيرة اعتماداً على ما أثبتته التجارب السابقة للطيارين الأوكرانيين. هذه أخبار رائعة لنا".
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قال، الشهر الماضي، إن الولايات المتحدة لن تقدم طائرات إف 16 لأوكرانيا "في الوقت الحالي"، وأرجع جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، ذلك إلى أنها "ليست مسألة تتعلق بالمعركة قصيرة المدى". لكن نتائج هذا التقييم ربما تدفع الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في هذا الرأي.
من جهة أخرى، وافقت بولندا وسلوفاكيا، الأسبوع الماضي، على إرسال طائرات من طراز "ميغ 29" إلى أوكرانيا، وهي خطوة كانت تُستبعد منذ بداية الحرب بسبب المخاوف من التصعيد.
في غضون ذلك، يتزايد الضغط على الناتو لتزويد أوكرانيا بمزيد من الطائرات الحديثة، ودعا بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني السابق، إلى تزويد أوكرانيا بمقاتلات من طراز تايفون الأوروبية "لإحداث تغيير" في مسار المعارك.
لكن الجيش الأوكراني يخشى الاضطرار إلى صيانة أنواع مختلفة من الطائرات. وقال الجنرال الأوكراني إن بلاده تحتاج إلى مقاتلات كثيرة من نوع واحد، ووفرة من قطع الغيار لها.
وأوضح هولوبتسوف: "نحن لا نصر على طراز معين من الطائرات، وإنما نتحدث عن الخصائص التقنية -فإذا كانت هناك مقاتلات أخرى يمكنها حمل الذخيرة التي تستخدمها طائرات إف 16 ولها الخصائص نفسها، فيمكننا استخدام هذه المقاتلات. لقد اخترنا طائرات إف 16 لأننا نعلم أن هناك أكثر من 4 آلاف مقاتلة منها في جميع أنحاء العالم- لذا سيكون من السهل استبدالها وتوفير قطع غيارها".
"امتلاك أنواع مختلفة من الطائرات أمر مكلف"
ولفت الجنرال الأوكراني إلى أن "امتلاك أنواع مختلفة من الطائرات أمر مكلف. فنحن نود الاعتماد على نوع واحد أو نوعين على الأكثر، حتى تكون الصيانة معقولة ومستدامة. فالبنية التحتية والذخيرة تكلف الكثير من المال. إنها ليست مثل الدبابات ولا المركبات المدرعة".
ردَّ هولوبتسوف على المخاوف التي صدرت عن بعض الخبراء بأن الطائرات الغربية قد تتعرض للتدمير بسرعة في أوكرانيا، وقال إن طياريه يحلقون في 50 طلعة جوية يومياً لمنع الروس من استخدام المجال الجوي الأوكراني خارج الخطوط الأمامية.
وتابع: "لدينا عشرات المواقع والمطارات لإخفاء مقاتلاتنا والحفاظ عليها، ونتلقى المزيد من أنظمة الدفاع الجوي الغربية لحماية مدارجنا طوال الوقت"، "وقد تمكَّنا من بلوغ النتائج المرجوة والمطلوبة بالطائرات سوفييتية الصنع، فلم لا يمكننا فعل الأمر نفسه بطائرات أحدث؟!".
وأضاف هولوبتسوف في سياق الحديث عن أهمية تزويد بلاده بالطائرات في أقرب ممكن: "أنا أفقد بعضاً من خيرة رجالي بسبب نقص المعدات اللازمة. فكلما تسارع حصولنا على المساعدات التي نحتاج إليها، زاد اقترابنا من الانتصار في هذه الحرب، ونجحنا في إنقاذ المزيد من الأرواح".