أكد البيت الأبيض، الأحد 19 مارس/آذار 2023، رفضه أي دعوات صينية "محتملة" لهدنة في أوكرانيا، في أعقاب الاجتماع المقبل بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محذراً في الوقت ذاته، من أن موسكو وبكين "تريدان الإخلال بالنظام العالمي"، في المقابل، اعتبر الرئيس الصيني شي جين بينغ أن اقتراح بكين بشأن التسوية في أوكرانيا يعكس وجهات نظر عالمية.
إذ قال جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية: "إذا أدى اجتماع الإثنين 20 مارس/آذار بين شي وبوتين إلى أي دعوة لهدنة، فسيكون ذلك غير مقبول، لأنه يعتبر تصديقاً على الغزو الروسي".
الإخلال بالنظام العالمي
كما أكد كيري أن موسكو وبكين تريدان الإخلال بالنظام العالمي، وإعادة كتابة قواعد اللعبة على المستوى العالمي، مشيراً إلى أن الصين وروسيا تتضايقان من هذا النظام الدولي القائم على القواعد، الذي أنشأته الولايات المتحدة والعديد من حلفائها وشركائها، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
والجمعة، كتبت هوا تشون ينغ متحدثة الخارجية الصينية، في تغريدة، "بناءً على دعوة من الرئيس الروسي، سيجري الرئيس شي زيارة رسمية لروسيا خلال الفترة الممتدة بين 20 إلى 22 مارس/آذار الجاري".
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، كشفت الصين عن مقترح لتسوية الأزمة بين روسيا وأوكرانيا "سلمياً"، وشددت على ضرورة استئناف "الحوار المباشر" بين البلدين في "أقرب وقت".
يعكس وجهات نظر عالمية
في المقابل، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، الإثنين 20 مارس/آذار 2023، إن اقتراح بكين بشأن كيفية التوصل إلى تسوية في أوكرانيا يعكس وجهات نظر عالمية، ويسهم في تفادي عواقب الأزمة، لكنّه أقر بأن الحلول قد لا تكون سهلة.
ودعا شي في مستهل زيارته لموسكو، وهي الأولى من نوعها لزعيم عالمي منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أيضاً إلى تبني نهج "براغماتي" بشأن أوكرانيا، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وكتب شي في مقال نشر باللغة الروسية بصحيفة "روسيسكايا جازيتا" اليومية التي تصدرها الحكومة الروسية، أن اقتراح الصين، وهو ورقة من 12 نقطة أصدرتها الشهر الماضي، يمثل "أكبر قدر ممكن من وحدة وجهات نظر المجتمع الدولي".
كما أوضح أن "الوثيقة بمثابة عامل بناء في تفادي عواقب الأزمة ودعم التسوية السياسية. المشاكل المعقدة ليست لها حلول بسيطة".
ويسعى شي إلى تقديم الصين كصانع سلام عالمي وإبرازها بكونها قوة عظمى مسؤولة. وفي العلن، تلتزم الصين الحياد في الصراع الأوكراني، بينما انتقدت العقوبات الغربية ضد روسيا، وأعادت تأكيد علاقاتها الوثيقة مع موسكو.
وقالت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في الآونة الأخيرة إن الصين تدرس إمداد روسيا بالأسلحة، وحذرا بكين من مثل هذه الخطوة. ونفت الصين ذلك.
استقرار الإنتاج العالمي
وكتب شي أن الحل السلمي للوضع في أوكرانيا من شأنه أن "يضمن أيضاً استقرار الإنتاج العالمي وسلاسل التوريد".
ودعا إلى "نهج عقلاني" للخروج من الأزمة، والذي يمكن "التوصل إليه إذا استرشد الجميع بمفهوم الأمن الجماعي والشامل والمشترك والمستدام، والاستمرار في الحوار والمشاورات بنوع من المساواة والحكمة والبراغماتية".
وقال شي إن زيارته لروسيا تهدف إلى تعزيز الصداقة بين البلدين و"شراكة شاملة وتفاعل استراتيجي" في عالم تهدده "أفعال التسلط والاستبداد والتنمر".
وكتب شي: "لا يوجد نموذج عالمي للحكومة، ولا يوجد نظام عالمي تكون فيه الكلمة الفاصلة لدولة واحدة… التضامن العالمي والسلام من دون انقسامات واضطرابات مصلحة مشتركة للبشرية جمعاء".
ونصّت بنود المقترح على ضرورة احترام سيادة كافة الدول، وتطبيق القانون الدولي بشكل موحد، والتخلي عن المعايير المزدوجة.
وتشهد العلاقات بين موسكو وبكين تنامياً متصاعداً، وحذرت دول غربية عدة من الدور الذي قد تلعبه الصين في مسار الحرب الروسية الأوكرانية.