أعلنت وزارة الخارجية المصرية، الأحد 19 مارس/آذار 2023، عن استضافة البلاد اجتماعاً خماسياً، يضم مسؤولين سياسيين وأمنيين رفيعي المستوى، فلسطينيين وإسرائيليين وأردنيين وأمريكيين بمدينة شرم الشيخ، فيما دعت فصائل فلسطينية إلى مقاطعة الاجتماع الذي رأت أنه يبتعد عن مركز القضية الفلسطينية.
المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، قال في بيان إن الاجتماع يأتي "في إطار الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق ودعم التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي (…)، واستكمالاً للمناقشات التي شهدها اجتماع العقبة يوم 26 فبراير (شباط) الماضي".
أضاف أبو زيد أن اجتماع شرم الشيخ "يهدف لدعم الحوار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، للعمل على وقف الإجراءات الأحادية والتصعيد وكسر حلقة العنف القائمة وتحقيق التهدئة، بما يُمهد لخلق مناخ ملائم يُسهم في استئناف عملية السلام.
كان مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون ومصريون وأردنيون وأمريكيون، قد اجتمعوا في العقبة بالأردن، يوم 26 فبراير/شباط 2023، وتعهدوا خلاله بالعمل على وقف العنف المتصاعد.
من جانبها، طالبت فصائل فلسطينية، السبت 18 مارس/آذار 2023، السلطة الفلسطينية بعدم المشاركة في قمة شرم الشيخ، وذلك بحسب بيانات صدرت عن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" وحركة "الجهاد الإسلامي" و"حزب الشعب" و"الجبهة الديمقراطية" و"الاتحاد الديمقراطي (فدا)".
"الجبهة الشعبية" و"الجهاد" قالتا في بيان مشترك: "ندين بأشدّ العبارات إصرار السلطة على المشاركة في قمة شرم الشيخ الأمنية، التي تشكّل انقلاباً على الإرادة الشعبية"، وأضاف البيان أن إسرائيل "تستغل هذه القمم واللقاءات الأمنية لشنّ المزيد من العدوان بحقّ شعبنا".
في بيان مشترك آخر، دعت أحزاب "الشعب" و"الجبهة الديمقراطية" و"فدا"، مصر والأردن إلى "إلغاء اجتماع شرم الشيخ، وعدم المضي في هذا المسار بالغ الخطورة على الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة".
كما طالبت الفصائل الثلاثة الرئيس محمود عباس بـ"وقف المشاركة الفلسطينية في هذا الاجتماع"، وقالت إن هذه الاجتماعات "باتت ذات طبيعة أمنية منفصلة عن جوهر القضية السياسية للشعب الفلسطيني، والمتمثلة في إنهاء الاحتلال".
كانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد دعت يوم الخميس، 16 مارس/آذار 2023، السلطة الفلسطينية لعدم المشاركة في قمة شرم الشيخ الأمنية، واستنكر متحدث الحركة حازم قاسم، في بيان، "إعلان السلطة عزمها المشاركة" في الاجتماع.
كان البيان الختامي لاجتماع العقبة، قد تضمن "تأكيد الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التزامهما بجميع الاتفاقات السابقة بينهما، والعمل على تحقيق السلام العادل والدائم"، كما خلص الاجتماع إلى إعلان اتفاق على وقف الإجراءات أحادية الجانب لأشهر محددة، بما يشمل وقف الترويج للاستيطان.
غير أن إسرائيل واصلت عمليات الاقتحام في الضفة الغربية، ما أدى إلى استمرار التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
يُذكر أنه منذ مطلع 2023، تصاعدت المواجهات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وأسفرت عن قتل الاحتلال الإسرائيلي لـ84 فلسطينياً، فيما قُتل 14 إسرائيلياً في عمليات متفرقة.