قال موقع Business Insider الأمريكي، في تقرير نشره السبت 18 مارس/آذار 2023، إنه عندما غزت روسيا أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، توافد العشرات من المقاتلين الأجانب للمساعدة في الدفاع عن البلاد، كان من بينهم جندي أمريكي حمل وانضم إلى جبهة الدفاع عن أوكرانيا، لكنه عدل عن موقفه وانضم إلى الصفوف الروسية.
في فبراير/شباط 2023، كان جون ماكنتاير، أول مقاتل أجنبي عبر خطوط الجيش الأوكراني، للانضمام إلى روسيا، جالساً في مطعم في موسكو ويتحدث إلى صحفي من شبكة RT الروسية حول قراره بالفرار من أوكرانيا إلى روسيا.
انتقاداً لأمريكا يترك أوكرانيا ويحارب مع روسيا
لكن اثنين من أعضاء الفيلق الذين عملوا مباشرة مع ماكنتاير أخبروا موقع Business Insider الأمريكي أنه كان شخصاً غير متزن وغير مستقر، وتسبب في فوضى في أوكرانيا وطُرِدَ من الفيلق قبل أن يقرر الانشقاق عنه.
لقد رسما صورة لرجل مضطرب يشرب الكحول بشكل مفرط على الأقل أثناء القتال ويتبول في عربة عسكرية، ويشوه نقاط الحراسة الأوكرانية، وفي النهاية مُنِعَ من التعامل مع الأسلحة؛ لأنه اعتُبِرَ خطراً على نفسه والآخرين.
قال مالكولم نانس، الضابط السابق في البحرية الأمريكية وخبير مكافحة الإرهاب الذي انضم إلى الفيلق الدولي الأوكراني في الأيام الأولى للحرب وأصبح منذ ذلك الحين وجهاً مميزاً للمقاتلين الأجانب في أوكرانيا، إن ماكنتاير تسبب في مشاكل منذ البداية.
في حين لا يُعرف الكثير عن خلفية ماكنتاير، لكنه في الأصل من ولاية ألاباما الأمريكية، والتحق بمدرسة مقاطعة لينكولن الثانوية في لافاييت، بولاية تينيسي، ثم ذهب إلى التدريب العسكري في فورت بليس، بولاية تكساس.
قال ماديسون بونزو، المتحدث باسم الجيش الأمريكي إن ماكنتاير خدم في الجيش الأمريكي كجندي مشاة غير مباشر من يونيو/حزيران 2015 إلى أغسطس/آب 2017، لكنه ترك الخدمة.
لم يتمكن الجيش الأمريكي من تأكيد نوع التسريح الذي تلقاه، أو أي معلومات حول الإجراءات الطبية أو الشخصية المتعلقة به بسبب قوانين الخصوصية الفيدرالية.
مواجهة خطر الموت في أوكرانيا
كان جندي مشاة البحرية إليوت سميث المتقاعد -ليس اسمه الحقيقي، حتى يتمكن من التحدث بحرية- هو الثاني في قيادة الفيلق الذي انتمى له ماكنتاير والتقى به في أبريل/نيسان، بعد وقت قصير من انضمامهما إلى الحرب.
قال سميث إن ماكنتاير "أعطى انطباعاً جيداً في البداية"، لكن الشقوق بدأت بالظهور مع اقترابهم من ساحة المعركة ومواجهتهم خطر الموت. وأضاف سميث: "ذات ليلة، أسرَّ لي أنه رأى شبح الكلب الذي قتله". لذلك ظن أنه غير متزن.
كذلك فقد قال سميث إن علامات التحذير استمرت، حيث أخبر ماكنتاير سميث أنه مطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي لتهديده بقتل أفراد في البيت الأبيض. وأضاف: "بعد مرور بعض الوقت، أخبرني أنه اعتنق الإسلام وأنه كان يخطط للجهاد".
القتال قرب خاركيف
كانت وحدة ماكنتاير وسميث تقاتل في مولودوفا، وهي قرية بالقرب من خاركيف، بعد أن استعادت أوكرانيا السيطرة عليها في مايو/أيار. ومع غضب الروس لأنهم فقدوا سيطرتهم على القرية، غالباً ما وجد المقاتلون أنفسهم تحت الهجوم.
قال سميث إن هذا هو الوقت الذي بدأت تظهر فيه التصدعات الحقيقية في سلوك ماكنتاير. وأضاف سميث أن ماكنتاير حمل بندقيته الآلية بالمقلوب، بينما كان يجري في الغابة متهرباً من نيران المدفعية. وأثناء الفرار، قال سميث إنه اضطر هو ومقاتل آخر إلى البقاء في الغابة لأن ماكنتاير لم يستطِع الاستمرار في بقية الوحدة. أمضوا ساعة في انتظاره حتى وصول مساعدة إضافية.
تصاعد ضغوط الحرب
مع استمرار تصاعد ضغط الحرب، قال سميث إنه قيل له إن ماكنتاير بدأ في الإفراط في شرب الخمر في الخفاء، الأمر الذي أوصله إلى "نقطة الانهيار".
قال سميث إنه في أحد الأيام، حصل ماكنتاير على إذن للذهاب إلى خاركيف مع القيادة وعاد في حالة سكر، بعد أن وجد ما يريده من كحول في المدينة.
أضاف سميث: "تُلِيت عليه حقوقه، وكان لا بد من اعتقاله لأنه تسبب في صراع مع الضباط والقيادة". وأضاف: "لقد تبول في العربة العسكرية التي أعيدت إلى نقطة قتالنا، وهدد القيادة وجميع عناصر الفيلق المتواجدين في المنطقة".
في سياق موازٍ، اختار قائد الفيلق أن يتساهل مع ماكنتاير، وبينما كان الأخير نائماً، حُذِّرَ الفيلق من هجوم مدفعي. وقد استفاد ماكنتاير من الفوضى. هرب من المراقب الذي كان يراقبه ولاذ بالفرار، بينما كان مخموراً ونصف عارٍ، إلى الغابة.
في النهاية، سلم ماكنتاير نفسه وأُرسِلَ إلى القيادة الرئيسية، حيث قال سميث إن الجميع كانوا يأملون في إعادته إلى وطنه.
قال ماكنتاير في مقابلة مع RT إنه ذهب وانضم إلى Carpathian Sich، وهي وحدة من الأوكرانيين والرعايا الأجانب وصفها نانس بأنها "ميليشيا مرخصة".
أضاف نانس أنه بعد فترة، حاول الانضمام إلى الفيلق الدولي، لكن القيادة رفضت. بعد عدة أشهر، ظهر على شاشة التلفزيون في موسكو مدعياً أن هذه كانت خطته طوال الوقت.
نقل معلومات قيمة
في حين كشف ماكنتاير في المقابلة أنه ذهب إلى موسكو عبر إسطنبول وادعى أنه فعل ذلك لنقل معلومات قيمة جمعها أثناء عمله "كجاسوس" في أوكرانيا.
قال نانس إنه رفض رفضاً قاطعاً فكرة أن ماكنتاير لديه أي توجه أيديولوجي قوي أو أنه كان بإمكانه جمع أي معلومات مفيدة لروسيا.
ماكنتاير قال كذلك إنه كان مهدداً بالإعدام باعتباره واشياً يسرِّب المعلومات، وإن الجيش الأوكراني كان لديه قناصة تدربوا على إطلاق النار على المنشقين واستخدام المدنيين كدروع بشرية، وإن العديد من المقاتلين كانوا يحملون أوشاماً نازية.
كما قال نانس إن كل هذه الادعاءات ملفقة. وأضاف ماكنتاير أن سلوكه يدعو إلى التشكيك في عملية التدقيق الخاصة بالفيلق المتعمد.
في حين أنه وعندما ذهب ماكنتاير إلى أوكرانيا في الأسابيع الأولى من الحرب، في أعقاب النداء العلني الذي وجهه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمتطوعين الأجانب، لم تكن عملية التدقيق صارمة. وقال سميث، جندي مشاة البحرية المتقاعد، إنه عندما انضم إلى الفيلق في مارس/آذار 2022، أدرك أن "كل ما عليك فعله هو إطلاق النار من بندقية والتنفس".