باريس تستعد لإقرار قانون تعديل نظام التقاعد، ووسائل إعلام فرنسية: ماكرون يضغط على مجلس النواب للتصويت عليه

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/16 الساعة 07:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/16 الساعة 09:40 بتوقيت غرينتش
احتجاجات في فرنسا ضد الحكومة وماكرون - رويترز

وسط احتجاجات وإضرابات شلت فرنسا، تستعد الحكومة الفرنسية لعرض خطتها المثيرة للجدل لتعديل نظام التقاعد على البرلمان بغرفتيه، حيث تطرح مجدداً أمام مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه اليمين للتصديق مرة أخيرة، والتي يتوقع أن يتم اعتمادها، في وقت كشفت فيه وسائل إعلام فرنسية أن الرئيس ماكرون هدد بحل مجلس النواب إن فشل في تبنّي مشروع قانون إصلاح النظام التقاعدي.

ومساء الأربعاء، قال الرئيس إيمانويل ماكرون، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، إنه يتمنى أن يتم إجراء التصويت تحت قبة البرلمان حتى لا تضطر الحكومة إلى اللجوء إلى الإجراء المنصوص عليه في المادة 49.3 من الدستور لتمرير الإصلاح المثير للجدل. 

فيما كشف مصدر حكومي لقناة BFMTV، أن ماكرون تحدث عن إمكانية حل مجلس النواب في حال فشل مشروع القانون حول الإصلاح التقاعدي، أثناء اجتماعه مع رئيسة الوزراء إليزابيت بورن والوزراء الذين لهم علاقة بالإصلاح.

في السياق، قال المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران عقب اجتماع مجلس الوزراء: "تسعى الحكومة أكثر من أي وقت مضى إلى أن تدعم الأغلبية الطبيعية هذا الإصلاح العاجل والحاسم لبلدنا".

قانون التقاعد المثير للجدل في فرنسا 

وعشية التصويت الحاسم في البرلمان، عقد سبعة نواب وسبعة من أعضاء مجلس الشيوخ اجتماعاً مغلقاً في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول مشروع الإصلاح، وهو أمر لا مفر منه قبل تصويت نهائي متوقع في الجمعية الوطنية، الخميس.

وكما كان متوقعاً، اعتمد نواب البرلمان المادة (7) من المشروع  التي تنص على تأجيل السن القانوني من 62 إلى 64 سنة. ويتضح أن مؤيدي هذا التعديل يمثلون الأغلبية في تشكيل هذه اللجنة.

ومن المقرر أن يطرح النص مجدداً، اليوم الخميس، أمام مجلس الشيوخ، الذي يهيمن عليه اليمين، للتصديق مرة أخيرة. لكن يسود عدم اليقين حول تصويت آخر بعد الظهر في الجمعية الوطنية في ظل استمرار الانقسامات ضمن حزب الجمهوريين (يمين).

ماكرون احتجاجات فرنسا قانون التقاعد روسيا
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون – رويترز

وقد يدفع انعدام اليقين هذا، حكومة ماكرون إلى اللجوء إلى سلاح دستوري معروف بالبند 49.3 الذي يسمح بإقرار المشروع من دون تصويت في البرلمان. لكنها تأمل ألا تضطر إلى استخدام هذا التدبير الذي قد يفاقم رفض هذا الإصلاح الذي تعارضه غالبية من الفرنسيين.

استمرار المظاهرات والإضرابات في فرنسا

وللمرة الثامنة منذ يناير/كانون الثاني، تظاهر معارضو الإصلاح الأربعاء في فرنسا، فيما حاول البرلمانيون إيجاد تسوية بشأن هذا النصّ الذي يثير جدلاً وتبدو الحكومة مصممة على تمريره مع أو دون تصويت.

وصرح لوران بيرجيه الأمين العام لنقابة CFDT، قبل بدء مظاهرة باريس بعد الظهر: "أقول للبرلمانيين، لا تصوتوا على هذا القانون، إنه منفصل عن واقع العمل".

ومنذ 19 يناير/كانون الثاني، تظاهر ملايين الفرنسيين سبع مرات للتعبير عن رفضهم لهذا الإصلاح الذي ينص البند الرئيسي فيه على رفع سن التقاعد القانونية من 62 إلى 64 عاماً. ويثير هذا البند الغضب الأكبر. إلا أن موقف الحكومة لم يتزحزح، واتبعت استراتيجية للتوصل إلى إقرار المشروع بوتيرة سريعة، مستخدمة تدابير واردة في الدستور لتسريع النقاش البرلماني.

وفي مرسيليا (جنوب)، تظاهر 7 آلاف شخص، الأربعاء، بحسب الشرطة، و160 ألفاً بحسب النقابة. وفي 7 مارس/آذار الذي شكل ذروة التعبئة، خرج 30 ألف متظاهر بحسب الشرطة، و245 ألفاً بحسب النقابات.

وبعد مظاهرات بمشاركة قياسية في السابع من مارس/آذار ويوم تعبئة شهد أعداداً أقل السبت الماضي، تريد الجبهة النقابية مع يوم التحرك الجديد هذا التأثير مرة أخيرة على تصويت النواب، في حين لا تملك الحكومة الغالبية المطلوبة، وتحتاج تالياً لدعم اليمين. 

احتجاجات فرنسا ماكرون قانون التقاعد
احتجاجات سابقة في فرنسا عقب هجوم باريس / الأناضول

وفي اليوم العاشر من إضراب عمال جمع القمامة المعارضين لهذا الإصلاح في شوارع باريس، تتكدس النفايات في عاصمة السياحة العالمية، حيث تتراكم في شوارع باريس حوالي 7 آلاف طن من النفايات، بحسب البلدية. 

وما من مؤشرات في الواقع إلى أي تحسّن في هذا الوضع، إذ إن عمال النظافة وجمع النفايات التابعين لبلدية باريس صوّتوا، صباح الثلاثاء، لمواصلة إضرابهم إلى 20 مارس/آذار على الأقل. 

فرنسا احتجاجات قانون التقاعد ماكرون
جنود يمرون بجانب أكياس القمامة في شوارع غراندز في باريس"أرشيفية"/ رويترز

انقطاع الكهرباء عن مقر الرئاسة

وبموازاة ذلك، تستمر الإضرابات القابلة للتمديد في قطاعات رئيسية عدة من النقل إلى الطاقة بحسب مسؤول نقابي. وانخفض توليد الكهرباء في فرنسا، صباح الأربعاء، بمقدار 10710 ميغاواط، أي ما يعادل 10 مفاعلات نووية، بحسب شركة الكهرباء العامة. وتعرض قصر دو بريجانسون، المقر الرسمي للرئاسة في الجنوب، لانقطاع في التيار الكهربائي. 

وفيما يتعلق بالغاز، جدد موظفو 4 محطات للغاز الطبيعي المسال و11 موقع تخزين إضرابهم حتى مطلع الأسبوع المقبل. ولا تزال العديد من المصافي في حالة إضراب، الأربعاء.

كما لا تزال حركة قطارات الشركة الوطنية للسكك الحديد SNCF متأثرة بالاحتجاجات، وتبقى حركة السير معطلة على بعض الطرقات في شمال البلاد. وتم أيضاً إلغاء 20% من الرحلات الجوية في مطار باريس-أورلي بسبب إضراب مراقبي الحركة الجوية. وفي النقل البري يتم نصب حواجز أيضاً في البلاد.

ويجازف ماكرون الذي أعيد انتخابه رئيساً في أبريل/نيسان 2022 بجزء كبير من رصيده السياسي على هذا النص الذي يهدف، بحسب الحكومة، إلى الاستجابة للتدهور المالي في صناديق معاشات التقاعد.

تحميل المزيد