أجرى وزيرا الدفاع الأمريكي والروسي، الأربعاء 15 مارس/آذار 2023، اتصالاً هاتفياً هو الأول منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، وذلك في أعقاب حادثة سقوط طائرة أمريكية مسيرة فوق البحر الأسود، في احتكاك مباشر معلن بين القوتين منذ غزو موسكو أوكرانيا.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في إفادة صحفية، أنه تحدث هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي شويغو بشأن حادثة المسيّرة، التي حمّلت واشنطن موسكو المسؤولية عنها.
ويعد هذا الاتصال هو الأول بين الوزيرين الأمريكي والروسي منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بحسب ما قالته وكالة الأناضول.
وقال أوستن: "لقد أغلقت للتو الهاتف مع نظيري الروسي الوزير شويغو، كما قلت مراراً وتكراراً، من المهم أن تكون القوى العظمى نماذج للشفافية والتواصل"، مؤكداً أن الولايات المتحدة "ستواصل طائراتها في التحليق والعمل حيثما يسمح القانون الدولي بذلك".
حادثة تُوتر العلاقة أكثر
وفي وقت سابق من الأربعاء، نقلت وسائل إعلام عن متحدث للخارجية الأمريكية، لم تسمه، قوله إن "حادث إسقاط المسيرة بالبحر الأسود كان على الأرجح غير مقصود من قبل روسيا".
والثلاثاء، قالت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان، إن حادثة سقوط المسيرة وقعت فوق المياه الدولية للبحر الأسود عندما اعترضتها مقاتلة روسية من طراز "SU-27" بشكل "غير آمن وغير احترافي".
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إن "المسيرة الأمريكية قامت بمناورة حادة وتحطمت بعد مواجهة مقاتلات روسية بالقرب من حدود البلاد".
وأضافت: "مقاتلاتنا لم تستخدم أسلحة ولم تصطدم بالمسيرة الأمريكية التي سقطت في البحر الأسود".
وترى روسيا أن علاقتها بالولايات المتحدة أصبحت "سيئة للغاية" على خلفية الموقف الأمريكي من العمليات العسكرية التي تشنها موسكو في أوكرانيا.
فيما طالبت موسكو واشنطن بالابتعاد تماماً عن مجالها الجوي، واصفةً ما حدث بـ"النشاط غير المقبول للجيش الأمريكي بالقرب من الحدود"، متهمةً واشنطن باستخدام طائرات مسيَّرة "لجمع المعلومات الاستخباراتية التي يستخدمها نظام كييف فيما بعد لضرب قواتنا المسلحة وأراضينا".
من جانبه، قال الجيش الأمريكي إن الحادثة نجمت عن تصادم في الجو بعد أن اقتربت مقاتلتان روسيتان من طراز (سو-27) من إحدى طائراتها المسيَّرة من طراز (إم.كيو-9) ريبر، وكانت في مهمة استطلاع فوق المياه الدولية.
كما ذكرت واشنطن أن المقاتلتين اقتربتا من الطائرة المسيرة وسكبتا الوقود عليها، قبل أن تُحطم إحداهما مروحة الطائرة المسيَّرة، لتسقط في البحر.
وقال جيمس بي. هيكر قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا: "هذا الحادث يدل على نقص الكفاءة، إضافة إلى الافتقار إلى قواعد السلامة والاحترافية".
وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، بأن المسؤولين الأمريكيين أبلغوا السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف، أن على موسكو توخي مزيد من الحذر في المجال الجوي الدولي.
وتجري الولايات المتحدة طلعات استطلاع منتظمة في المجال الجوي الدولي بالمنطقة، وقدمت دعماً بعشرات المليارات من الدولارات لأوكرانيا في صورة مساعدات عسكرية، لكنها تقول إن قواتها لم تشارك بشكل مباشر في الحرب.