الأمير تركي الفيصل: لا يمكن لأمريكا أو أوروبا أن تكون وسيطاً في مفاوضات السعودية وإيران

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/15 الساعة 10:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/15 الساعة 10:42 بتوقيت غرينتش
الأمير السعودي تركي الفيصل/ رويترز

كشف الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات العامة السعودية السابق، الثلاثاء 14 مارس/آذار، أنه لم يكن من الممكن لا للولايات المتحدة ولا لأوروبا أن تكون "وسيطاً صادقاً" في السعي لعقد اتفاق بين السعودية وإيران من قبيل الاتفاق الذي توسطت الصين لإنجازه بين البلدين، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.

إذ قال فيصل في مقابلة التي أجراها مع وكالة AFP الفرنسية إن "الصين هي التي كان يمكن لها أن تنجح [في التوسط للاتفاق]؛ لأنها ترتبط بعلاقات جيدة مع كلا البلدين". 

اتفاق السعودية وإيران

تأتي تلك التصريحات بعد الإعلان الجمعة الماضي عن اتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد أيام من محادثات أجراها البلدان في بكين برعاية صينية.

السعودية إيران الأمير تركي بن الفيصل
اتفاق استئناف العلاقات السعودية الإيرانية في العاصمة الصينية بكين، 10 مارس 2023 / رويترز

وأشار بيان مشترك إلى اتفاق البلدين على إعادة فتح السفارات وإرسال البعثات في غضون شهرين، والالتزام بعدم تدخل أحدهما في الشؤون الداخلية للآخر.

فيما ذكرت مصادر أن الاتفاق باغتَ واشنطن، فسارع مسؤولون وأعضاء في مؤسسات الحكم الأمريكية إلى التقليل من الدور الصيني، وإبداء الاستهانة بالمخاوف من أن نفوذ الولايات المتحدة آخذٌ في التضاؤل. 

ومع ذلك، أخبر ديفيد شينكر، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية خلال عهد دونالد ترامب، الموقع البريطاني في تقرير سابق، أن اتفاق المصالحة أكَّد مرة أخرى التراجع القائم في العلاقات الأمريكية السعودية وقال إن "لجوء السعوديين إلى بكين يوضح تدهور العلاقات بين إدارة [الرئيس الأمريكي] جو بايدن والرياض". 

كان فيصل انتقد العام الماضي نهج إدارة بايدن في التعامل مع العلاقات الأمريكية السعودية، وأرجع توتر العلاقة إلى تصرفات بايدن بشأن قضايا الأمن الإقليمي، وقال إن المملكة خاب أملها من موقف الولايات المتحدة حيال الحرب السعودية في اليمن. 

السعودية إيران
العلاقات بين السعودية وإيران/ عربي بوست

إذ قال الفيصل، السفير السابق للسعودية في الولايات المتحدة ورئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض، إنه لم يعلم بتفاصيل الاتفاق ولكنه يأمل في أن يفضي إلى مزيد من التطورات المحمودة في الشرق الأوسط، و"أرى أنه سيكون له تأثير [طيب] في قضية اليمن، على سبيل المثال. وآمل أن يكون له تأثير كذلك في سوريا، التي ما زالت الدماء تهدر فيها".

فيما أشار الأمير إلى أنه وإن كان لديه شكوك في هذا الاتفاق، فإن شكوكه "غير مهمة"، وإنما الشكوك المهمة "هي شكوك من وقعوا الاتفاق، فهم من يبدو أن لديهم بعض الشك حتى الآن في مدى القدرة على تنفيذ هذا الاتفاق بسرعة" [في إشارة إلى أن الاتفاق نص على فتح السفارات وعودة البعثات بعد شهرين وليس على الفور].

يُذكر أن الاتفاق الإيراني-السعودي، يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين السعودية وإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حالة من التوتر، حيث ينتهج ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، سياسة خارجية تهدف إلى تحقيق التوازن بين علاقات المملكة بواشنطن، وعلاقاتها المتنامية مع الصين، والقوى الآسيوية الأخرى.

تحميل المزيد