قالت شركة دفاعية تركية كبرى إن تركيا قد لا تحتاج إلى بطاريات إس-400 الروسية لحماية نفسها؛ لأن معداتها محلية الصنع بدأت تولي ذلك الدور على نحوٍ متزايد، في تصريحات من المرجح أن ترحب بها واشنطن، بحسب ما أفادت وكالة Bloomberg الأمريكية.
إذ قال رئيس شركة صناعة الإلكترونيات العسكرية (أسلسان)، خلوق غورغون، إن تركيا تعمل على تطوير نظام دفاعها الصاروخي الخاص (سيبار)، الذي نجح في ضرب الأهداف على بعد 100 كيلومتر خلال الاختبارات.
لسنا بحاجة إليها
وأوضح غورغون، في تصريحاته التي نشرتها صحيفة Milliyet التركية الثلاثاء، 14 مارس/آذار: "نحن نصنع أنظمة دفاع جوي. ولسنا بحاجة إلى أنظمة إس-300 أو إس-400. نحن نقضي على الحاجة إلى تلك الأسلحة. وهذا هو واجبنا".
يُذكر أن الولايات المتحدة فرضت بعض العقوبات على تركيا ومنعتها من العمل على مقاتلات إف-35 الشبحية النفاثة وتسلمها، بعد حصول أنقرة على صواريخ إس-400 من روسيا عام 2019. بينما طالبت أنقرة الولايات المتحدة بإلغاء العقوبات، وحثت الكونغرس على أن يوافق على بيع مقاتلات إف-16 لتركيا.
وتشارك أسلسان في غالبية مشروعات صناعة الدفاع التركية الطموحة، التي تتراوح من المسيرات إلى المقاتلات النفاثة إلى السفن الحربية، بينما يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبناء سياسة خارجية حازمة بدرجةٍ متزايدة، ومدعومة بقوة عسكرية محلية الصنع.
واشتكت أنقرة طيلة سنوات من عجزها عن الحصول على معدات دفاعية من شركائها الغربيين. ويشمل ذلك أنظمة الدفاع الصاروخي، ومحركات الدبابات، والطائرات الحربية، والطائرات المسيرة، والمروحيات.
صفقة مقاتلات إف-16 الأمريكية
وقد دعمت إدارة بايدن مشروع بيع مقاتلات إف-16 لتركيا، معتبرةً الصفقة مهمةً للتشغيل المتوافق داخل حلف الناتو وللمصالح الأمريكية، لكن العقبات لا تزال قائمة في الطريق، إذ يضغط أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي بربط صفقة الطائرات بموافقة تركيا على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو.
ومطلع فبراير/شباط الماضي، قالت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي تنتمي للحزبين الجمهوري والديمقراطي، إن الكونغرس لا يمكنه تأييد الصفقة ما لم توافق أنقرة على انضمام السويد وفنلندا.
وتريد أنقرة من هلسنكي وستوكهولم على وجه الخصوص اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية، وضد مجموعة أخرى تلقي باللوم عليها في محاولة الانقلاب عام 2016.
ضغط من مجلس الشيوخ
وكتب أعضاء مجلس الشيوخ في الرسالة "بمجرد أن تصدق تركيا على بروتوكولات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، يمكن للكونغرس أن يفكر في بيع الطائرات المقاتلة من طراز إف-16. وعدم القيام بذلك سيثير تساؤلات حول هذه الصفقة المعلقة".
ويستطيع الكونغرس منع مبيعات الأسلحة للخارج، لكن لم يسبق له أن حشد أغلبية الثلثين في كلا المجلسين اللازمة للتغلب على حق الفيتو الذي يتمتع به الرئيس.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الجاري، أكد السفير الأمريكي في أنقرة، جيفري فليك، أن بيع الولايات المتحدة طائرات "إف 16" لتركيا، غير مرتبط بمسيرة انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، بحسب تصريحات أدلى بها للصحفيين آنذاك ونقلتها الأناضول.
كما أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تدعم بيع تركيا مقاتلات "إف 16″، وتابع أن "الكونغرس مؤسسة مستقلة ويجب أن يصدّق على عملية البيع، ولا يمكن لإدارة الرئيس أن تتخذ مثل هذا القرار (البيع) بمفردها".