دعا ممثلون لـ15 دولة أوروبية، الإثنين 13 مارس/آذار 2023، وفق بيان تلاه أحد أعضاء الوفد الذي كان يزور القدس الشرقية، إسرائيل إلى التراجع عن قرارات إجلاء عائلات فلسطينية من منازلها في "الشيخ جراح" وسلوان والبلدة القديمة بالقدس الشرقية.
وفد الدبلوماسيين الأوروبيين زار القدس الشرقية والتقى عائلات سالم ودجاني وداودي وحماد في "الشيخ جراح"، وعائلة صب لبن بالبلدة القديمة، وفق مراسل الأناضول.
عائلات فلسطينية تواجه الإجلاء من جانب إسرائيل
حيث تواجه عائلة صب لبن أمراً بإخلاء منزلها في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة الأربعاء 15 مارس/آذار 2023. أما عائلات دجاني وداودي وحماد، فتنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في طلب جماعات استيطانية طردها من منازلها في 29 مارس/آذار الجاري.
في حين أرجأت محكمة إسرائيلية في 9 مارس/آذار 2023، النظر بطلب إجلاء عائلة سالم من منزلها إلى أجل غير مسمى، لكن البلدية الإسرائيلية في القدس أبلغت العائلة، الإثنين، بقرارها هدم غرفة بمنزلها في غضون 21 يوماً بداعي البناء غير المرخّص.
خلال الزيارة، قدمت العائلات الفلسطينية للوفد الأوروبي شرحاً عن الظروف الصعبة التي تعيشها منذ سنوات، إثر مطالبات متكررة من قبل جماعات استيطانية إسرائيلية بإخلاء منازلها.
اتهامات للمستوطنين
قال رأفت صب لبن للدبلوماسيين: "نحن في هذا المنزل منذ العام 1955، وتريد جماعة استيطانية إجلاءنا من المنزل لغرض تأجيره لعائلة يهودية، حيث زعموا أمام المحكمة أن هذا المنزل يجب أن يسكنه اليهود وليس فلسطينيين أو مسلمين".
من جانبهم، قال الدبلوماسيون في بيانهم: "نلتقي هنا عائلات فلسطينية تواجه الإجلاء القسري الوشيك من منازلها في سلوان والشيخ جراح والبلدة القديمة بالقدس، ونحن هنا لندعو الحكومة الإسرائيلية للتراجع عن قرارات الإخلاء".
أضافوا: "في هذا الشهر وحده تواجه 6 عائلات فلسطينية في سلوان والشيخ جراح والبلدة القديمة إجلاءً قسرياً وشيكاً، حيث تقف جماعات استيطانية إسرائيلية خلف قرارات الإخلاء، هذا يعني أن 80 شخصاً تحت خطر الإخلاء الوشيك".
تابعوا: "نغتنم هذه الزيارة لإعادة تأكيد معارضتنا القوية للسياسة الاستيطانية الإسرائيلية، وهي غير قانونية بموجب القانون الدولي، وأيضاً الإجراءات التي تتخذ في هذا السياق وضمنها الإخلاءات".
كما شددوا على أن مواصلة هذه السياسة "تزيد التوترات، وهذا يصب في إطار تصعيد العنف في الضفة الغربية بشكل أوسع، ما يفاقم القلق من أن السلطات الإسرائيلية تخطط لمواصلة سياسة الهدم في القدس الشرقية خلال شهر رمضان".
رفض السياسة الاستيطانية
في حين قال الدبلوماسيون: "إن السياسة الاستيطانية الإسرائيلية تقوّض فرص حل الدولتين وفرص السلام الدائم في المنطقة، وتقوض بشدةٍ إمكانية أن تكون القدس العاصمة المستقبلية للدولتين". ولم يرد في البيان إشارة حول الدول الموقّعة عليه.
في حديث لـ"الأناضول"، قال رأفت صب لبن: "عائلتي واحدة من 6 عائلات فلسطينية تواجه الإجلاء القسري من قبل الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين". وأضاف: "تخوض عائلتي صراعاً قانونياً منذ أكثر من 45 عاماً بداية بمواجهة الحكومة الإسرائيلية، ولاحقاً ضد المستوطنين الإسرائيليين منذ العام 2010 وحتى الآن".
تابع: "نحن كعائلة نعتبر ذلك جزءاً من سياسة منظمة للتهجير القسري للفلسطينيين من القدس الشرقية، وهي سياسة ترقى إلى جريمة حرب، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك لوقف هذا الظلم المستمر منذ أكثر من 75 عاماً".
أشار صب لبن إلى أن المنزل الذي تقيم فيه عائلته "جزء من مبنى كبير تم الاستيلاء عليه كله من قبل المستوطنين الإسرائيليين على مدى سنوات، حيث تم إجلاء العائلات خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات ونحن العائلة الفلسطينية الأخيرة في المبنى".
قال: "من خلال الأجواء السياسية الحالية في إسرائيل، فالأمر ليس مبشراً لعائلتي للبقاء في المنزل وللعائلات الفلسطينية الأخرى التي تواجه قرارات إجلاء". وأضاف: "ما نعرفه كحقيقة هو أن هذه الحكومة الإسرائيلية لم تعد تخجل أو تخفي عنصريّتها وتمييزها وسياستها الظالمة تجاه الفلسطينيين وبالتالي ستواصل تصعيد سياستها هذه".
كما تابع: "الثمن الذي دفعته عائلتي نتيجة هذا الظلم كان وخيماً سواء اقتصادياً وصحياً على مدى أكثر من 45 عاماً، فوالدتي تعاني منذ أكثر من 6 سنوات، من القلق الشديد ونوبات الهلع والاكتئاب التي تسببت فيها المحاولات الإسرائيلية المتكررة لطردها والاستيلاء على منزلها".
أردف صب لبن: "ليست عائلتي وحدها التي تواجه هذا الأمر، فهناك نحو 200 عائلة في القدس الشرقية تواجه خطر الإجلاء من منازلها".
جدير بالذكر أن السلطات الإسرائيلية سبق أن صعّدت في السنوات الماضية، من قرارات الاستيطان وإخلاء وهدم المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية.