وافق مجلس النواب الأمريكي (الكونغرس) بالإجماع، الجمعة 10 مارس/آذار 2023، على مشروع قانون يهدف إلى رفع السرية عن المعلومات الاستخبارية، حول وجود روابط محتملة بين فيروس كورونا (كوفيد-19) ومختبر صيني، يشتبه بأن الفيروس المستجد تسرّب منه إلى أن اجتاح العالم.
وكالة الأنباء الفرنسية ذكرت أنه سبق أن وافق مجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي، على مطالبة مديرة الاستخبارات الوطنية، أفريل هاينز، برفع السرية عن الوثائق المتعلقة بهذا الشأن، ما يعني أنه لم يبقَ أمام مشروع القانون سوى إرساله إلى البيت الأبيض، ليضع الرئيس جو بايدن توقيعه عليه.
يأتي هذا بعدما أعاد الجمهوريون في مجلس النواب تقديم مشروع قانون، الجمعة 10 مارس/آذار 2023، والذي يسمح للمواطنين الأمريكيين بمقاضاة الصين التي ترفض نظرية تسرب فيروس كورونا من أراضيها، بسبب "حملة التحريف الواسعة" التي قادتها خلال انتشار الفيروس.
كريس سميث، عضو الكونغرس عن ولاية نيوجيرسي، قال إنه "يجب أن نتوصل في النهاية إلى حقيقة ما حدث، ومَن تورط في هذا الخداع، من أجل تحقيق العدالة لأولئك الذين عانوا بشدة من كوفيد-19".
بدورها أشارت هاينز إلى أن "هناك إجماعاً واسعاً في أوساط الاستخبارات، على أن التفشي لم يأتِ نتيجة سلاح بيولوجي أو هندسات وراثية، لكن لا يوجد إجماع حول ما إذا كان تسرباً من مختبر أم لا".
كان فيروس كورونا قد بدأ في الانتشار عام 2019 في مدينة ووهان بشرق الصين، ما تسبب في وفاة نحو سبعة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم حتى الآن، وفقاً لإحصاءات رسمية، بينهم أكثر من مليون في الولايات المتحدة.
لكن مسؤولي الصحة وأجهزة الاستخبارات الأمريكية ما زالوا منقسمين حول منشأ الفيروس، وما إذا كان قد انتقل إلى البشر من حيوان مصاب، أو أنه تسرّب من "معهد ووهان لعلم الفيروسات" في الصين.
وزارة الطاقة الأمريكية توصلت إلى أن الفيروس ربما تسرب جراء حادث مختبر، وهي بذلك تتفق مع تقييمات مكتب التحقيقات الفيدرالي، وتتعارض مع استنتاجات وكالات أخرى.
من جانبه، دافع روبرت ردفيلد، المدير السابق لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها عن نظرية التسرب أمام مجلس الشيوخ، في حين يرجح "المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية" و"المعاهد الوطنية للصحة" فرضية انتقال الفيروس من حيوان مصاب.
كان فريق من خبراء الأوبئة تابع لمنظمة الصحة العالمية قد أجرى تحقيقاً في أصل ونشأة فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19، وخلص مطلع عام 2021 إلى أن احتمال أن يكون الفيروس القاتل قد تسرب من أحد المعامل البيولوجية في مدينة ووهان الصينية يعتبر احتمالاً ضعيفاً، ولا توجد أدلة تدعمه.
لكن الغرب بقيادة الولايات المتحدة لم يقتنع بنتائج ذلك التحقيق، وأعادت واشنطن وبعض من حلفائها إثارة القضية خلال الاجتماع السنوي لمنظمة الصحة العالمية، في مايو/أيار 2021، حيث طالبت الولايات المتحدة ودول أخرى، من بينها اليابان والبرتغال وأستراليا، بضرورة إجراء "تحقيق عميق وجاد للكشف عن أصل كورونا"، على أساس أن النتائج التي توصّل إليها فريق التحقيق الأول لم تكن حاسمة.