حثّ الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الخميس 9 مارس/آذار 2023، حكومة نتنياهو على التخلي عن محاولات تمرير خطط متنازع عليها بشدة لإصلاح القضاء، والسعي للوصول إلى نموذج يحظى بدعم واسع، مع عودة عشرات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع.
وأثار اقتراح الحكومة اليمينية المتشددة بقيادة بنيامين نتنياهو بتطبيق تغييرات واسعة في المحاكم الإسرائيلية موجةً من الغضب على المستوى المحلي، وقلق حلفاء تل أبيب في الغرب. وإذا تم تمرير الاقتراح فسيعني ذلك منح الحكومة نفوذاً أكبراً في اختيار القضاة، والحد من سلطة المحكمة العليا في إلغاء التشريع.
احتجاجات غاضبة ضد حكومة نتنياهو
وبعد أسابيع من الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، التي كشفت عن انقسامات عميقة في المجتمع الإسرائيلي، حذّر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الذي كان يتوسط بين الجانبين، من "كارثة"، في خطاب بثه التلفزيون في وقت الذروة.
وقال الرئيس الإسرائيلي إن إسرائيل وصلت إلى "نقطة اللاعودة"، ودعا الحكومة الائتلافية إلى إعادة النظر في التشريع المقترح، الذي تدعمه بقوة الأحزاب القومية والدينية. وأضاف "هذا خطأ… إنه يقوض أسسنا الديمقراطية، وبالتالي يجب استبداله بخطوط عريضة أخرى متفق عليها على الفور".
وعندما غادر نتنياهو البلاد في زيارة إلى روما، كان عليه أن يتفادى الإسرائيليين الملوحين بالأعلام، الذين أغلقوا طرق الوصول إلى مطار بن غوريون بمواكب السيارات.
وقبل مغادرته استقبل وزير الدفاع الأمريكي الزائر، لويد أوستن، الذي أكد لاحقاً قلق واشنطن بشأن المقترحات، بقوله إن الديمقراطية الأمريكية والإسرائيلية قائمة على استقلال القضاء.
الرئيس الإسرائيلي قلق
ويشير تدخل الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ ولويد إلى العمق غير المعتاد للقلق بشأن المقترحات، التي يقول نتنياهو إنها ضرورية لكبح جماح ما يسميه النشطاء القضاة الذين تدخلوا في صنع القرار السياسي.
فيما يقول النقاد، الذين يتراوحون بين نخبة رجال الأعمال وضباط سابقين في جيش الاحتلال، وكذلك أحزاب المعارضة، إن تلك التغييرات ستدمر نظام الضوابط والتوازنات المطلوبة في الديمقراطية، وستمنح الحكومة الحالية سلطات غير خاضعة للرقابة.
عملية بتل أبيب واحتجاجات في بن غوريون
وجدت استطلاعات الرأي أن معظم الإسرائيليين يريدون التخلي عن المقترحات أو تعديلها، بهدف التوصل لتوافق وطني، ونظم عشرات الآلاف احتجاجاً، ورفض بعض جنود الاحتياط الحضور للتدريبات.
فيما ظهر الشعور الأوسع نطاقا بالأزمة بعد عملية تل أبيب، التي أُصيب فيها ثلاثة مستوطنين إسرائيليين، كما أجّل أوستن زيارته إلى إسرائيل ضمن جولته بالمنطقة، وقلّص مدتها بسبب الاحتجاجات.
وتم نقل مكان عقد اجتماعاته إلى مجمع للطيران قرب مطار بن غوريون بدلاً من مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، إذ يشهد محيطها مواجهات بين المتظاهرين والشرطة.
وكرر أوستن في مؤتمر صحفي لاحق مع نظيره الإسرائيلي تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي دعا إلى التوصل لإجماع على الأمر في إسرائيل. وقال "عبقرية الديمقراطية الأمريكية والديمقراطية الإسرائيلية تكمن في أنهما مبنيتان على مؤسسات قوية وضوابط وتوازنات وقضاء مستقل"، على حد قوله.
فيما قال وزير أمن الاحتلال إيتمار بن غفير للصحفيين، في المطار الذي وصل إليه لتنسيق إجراءات التعامل مع المظاهرات "لم يقل أحد ألا تحتجوا… لكن ليس من المقبول أو الصائب أو المناسب تخريب حياة 70 ألفاً".
وكانت تلك إشارة فيما يبدو إلى العالقين في الاختناقات المرورية، إلى جانب من لهم رحلات عبر مطار بن غوريون. وقال متحدث باسم المطار إن من المتوقع أن يستقبل المطار اليوم نحو 65 ألف مسافر.
وفي رسالة انتشرت عبر تطبيق واتساب، طلب منظمو الاحتجاج من المسافرين الوصول مبكراً إلى المطار، وقالوا: "نحاول تحقيق التوازن بين رغبتنا في التأثير في البلاد وبين ضرورة تمكين الناس من الوصول إلى وجهاتهم".
ومع انتهاء احتجاج الخميس، تم الإعلان عن إعادة تعيين قائد للشرطة في تل أبيب، وقال بن غفير إن النقل كان مخططاً له مسبقاً ولم يكن إقالة.