احتشد محتجون معارضون للإصلاحات القضائية، التي تسعى الحكومة الإسرائيلية اليمينية إلى تطبيقها عند المطار الرئيسي في إسرائيل، الخميس 9 مارس/آذار 2023، في محاولة لتعطيل رحلة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الخارج وزيارة يقوم بها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.
ورغم الانتشار الكثيف للشرطة، تدفقت قوافل من السيارات ترفع علم إسرائيل على مطار بن غوريون القريب من تل أبيب، إذ ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن نتنياهو ومرافقيه وصلوا في الصباح الباكر؛ تفادياً لإغلاق الطرق السريعة. وتكهَّنت وسائل إعلام أخرى بأنه قد ينتقل إلى المطار بطائرة هليكوبتر عسكرية رغم أن المسافة من القدس إلى المطار تستغرق عادة حوالي 30 دقيقة بالسيارة.
ولم يعلق متحدثون باسم نتنياهو بعد على مكان تواجد رئيس الوزراء الذي كان من المقرر أن يغادر بعد ظهر اليوم في زيارة تستغرق يومين إلى روما، وذلك بعد استقبال جرى الترتيب له مع وزير الدفاع الأمريكي أوستن في المطار.
احتجاجات "يوم القيامة"
فيما تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لاثنين من كبار مساعدي نتنياهو أثناء التسوق في السوق الحرة بالمطار، ودعا منظمو الاحتجاجات للبدء في تعطيل حركة المرور في منتصف النهار في إطار سموه "يوم المقاومة" لإصلاحات يخشون أن تضع المحكمة الإسرائيلية العليا تحت سطوة السلطة التنفيذية وتُعزز الفساد.
فيما يقول نتنياهو، الذي يواجه محاكمة بتهم فساد ينفيها، إن تقليص صلاحيات القضاء سيُعيد التوازن بين مختلف السلطات، وقال بدوره وزير الأمن الوطني اليميني المتطرف إيتمار بن غفير للصحفيين في المطار الذي وصل إليه لتنسيق إجراءات التعامل مع المظاهرات: "لم يقل أحد ألا تحتجوا.. لكن ليس من المقبول أو الصائب أو المناسب تخريب حياة 70 ألفاً".
وكانت تلك إشارة فيما يبدو إلى العالقين في الاختناقات المرورية، إلى جانب من لهم رحلات عبر مطار بن غوريون. وقال متحدث باسم المطار إن من المتوقع أن يستقبل المطار اليوم نحو 65 ألف مسافر.
وفي رسالة انتشرت عبر تطبيق واتساب، طلب منظمو الاحتجاج من المسافرين الوصول مبكراً إلى المطار وقالوا: "نحاول تحقيق التوازن بين رغبتنا في التأثير في البلاد وبين ضرورة تمكين الناس من الوصول إلى وجهاتهم".
فيما كان من المقرر أن يصل أوستن في إطار جولته في المنطقة، لكنه أجل موعد وصوله وغيّر مكان الاجتماعات إلى مكان قريب من مطار بن غوريون، في ضوء مخاوف من صعوبة الوصول لوزارة الدفاع في تل أبيب بسبب المظاهرات.
وأظهرت استطلاعات للرأي أن الإصلاحات القضائية المقترحة لا تحظى بتأييد أغلب الإسرائيليين الذين يفضلون التوصل إلى حل وسط.
وقدم أستاذان للقانون هذا الأسبوع مقترحات لإصلاحات معدلة، وأبدى سكرتير مجلس الوزراء ووزير ترحيباً مبدئياً بالمسودة، لكن زعماء المعارضة يقولون إنهم لن يؤيدوها إلا إذا علق نتنياهو عمليات تصويت مقررة لإقرار الإصلاحات.
وفي القدس، قامت مجموعة من المحتجين باستخدام أكياس الرمال والأسلاك الشائكة لإحاطة مكاتب منتدى كوهيليت للسياسات وهو مؤسسة بحثية روجت لإصلاحات الحكومة.